السلام عليكم ورحمة الله. اخوتي الكرام ذكرنا في الحلقة الماضية بعض الاثار الخطيرة لشيوع مفهوم سيادة الشعب. وذكرنا في اخرها ان الذين مارسوا عمل الديموقراطية باسم الاسلام لم يقيموا في النهاية الشريعة ولم يسودوا الشعب كما ادعوا بل قاموا بما يسخط الله ويعارض ارادة الشعب لا يرضي الا اعداء الشريعة. ها قد مرت اربعة اشهر على وصول مسلمي الديموقراطية الى الحكم. تعالوا نستعرض السياسات المطبقة خلالها لن نتكلم عن اقالة قيادات الجيش والنائب العام والغاء الاعلان الدستوري المكمل. فهذه التحركات لا تمدح او تذم لذاتها بل بحسب الحكم الذي تمكن له والذي سنستعرض الان سياساته. ولنسأل انفسنا ونحن نستعرض هذه السياسات ان كانت ترضي الله عز وجل او حتى تحترم ارادة الشعب حتى نقول ان اصحابها كانوا منسجمين مع انفسهم حين ادعوا تسييد الشعب. اولا حملة سيناء التي اثبتت الوقائع اكثر فاكثر انها انطلقت لاستهداف جماعات مجاهدة لا علاقة لها مطلقا بحادثة قتل الجنود وان هدفها القضاء على المجاهدين في سيناء وتأمين حدود ما يسمى باسرائيل وخطوط الغاز اليها. وانها حظيت بدعم الكيان الصهيوني وامريكا مما جعل ساسة غربيين يثنون على الرئيس الجديد وقدرته على حماية حدود ما يسمى اسرائيل وحربه لمن يسمونهم ارهابيين. وكانت المكافأة على هذه الحملة ضغط بريطانيا على الاتحاد الاوروبي ليعيد بعض الاصول المنهوبة من عائلة مبارك الى مصر وقد تكلمنا عن الحملة في كلمتي الحملة العسكرية في سيناء حرمة تصديق الافتراءات والحملة على سيناء ما عذركم امام الله والمؤلم حقيقة ان بعض الناس لا يتابع تفاصيل الحملة ولم يكلف نفسه ان يسمع الكلمات التي اصدرناها في بيان حقيقتها. ثم يأتي بعد ذلك ليدافع عن سياسات الرئاسة الجديدة لمجرد الدفاع يريد ان يبقى في احلامه الوردية ويشغب علينا ان صحنا في ان هلموا الينا عن النار. جهل بالواقع ثم تشغيب على من يعرف الواقع ويتابعه والله المستعان ثانيا التغاضي عن الطائرات الصهيونية بلا طيار التي استهدفت مجاهدين في سيناء غير ابهة بسيادة ولا غيرها. ثالثا التأكيد على عدم المساس بمعاهدة كامب ديفيد. فهل هذا ما تريده اغلبية الشعب المصري المعروف ببغضه لليهود ونصرته لقضية المسلمين في رابعا قرد صندوق النقد والذي بينا ابعاده الخطيرة في كلمة قرد صندوق النقد مسألتان مهمتان. فهل استشيرت فيه الشعب قبل الاقدام عليه خامسا تعيين نصراني في مؤسسة الرئاسة لشؤون الانتقال الديمقراطي. في الوقت الذي تمارس فيه الكنيسة القبطية الارهاب على اخواتنا المحتجزات لديها وتعتقل حتى من اسلم منهن بعد الثورة. مثل كريستين عزت ونانسي مجدي. ولم تحرك الرئاسة الجديدة التي استأسدت على دي سيناء لم تحرك ساكنا لوقف الارهاب الكنسي وانقاذ اخواتنا المحتجزات حتى اللحظة. فهل هذا ما يريده الشعب المسلم في اغلبيتهم العظمى سادسا تدريس مناهج ملوثة بنصوص مما يسمى بالكتاب المقدس ونصوص توحي بتفضيل النصرانية على الاسلام في حقوق المرأة اه ونصوص تصادم الاحاديث والاجماع كقولهم من بدل دينه فاحترموه. وقد بينا خطورة هذه المناهج في كلمة ماذا تعني اضافة نصوص من الانجيل الى المناهج بمصر. هل لو اجري استفتاء سيقبل الشعب المسلم في اغلبه هذه المناهج سابعا زيارة ايران ومعانقة رئيسها وتبرئتها من المشاركة في الجرائم ضد الشعب السوري المسلم بتعام عجيب عن الواقع المشهود. هل هذا هو الموقف الذي ينتظره الشعب؟ ثامنا تشجيع الممثلين الفساق المفسدين على ان ينتشروا ويمارسوا فنهم والتأكيد على احترام كل دور يقومون به والتأكيد لهم على مدنية الدولة. تاسعا الاعلان في الامم المتحدة عن ان مصر ولم يكن رضا الله في حسبانكم بل ولا رضا الشعب المسلم الذي ادعيتم ان السيادة له وستبوؤون ان بقيتم على هذا الطريق بقول النبي صلى الله عليه وسلم ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه واسخط عليه الناس دربوا الجيش والشرطة الصوماليين المعروفين بتبعيتهما للنظام الدولي ضد الشباب المجاهدين. هل تم ذلك بمشورة الشعب المصري مسلم عاشرا الرسالة الحميمة الى بيريز المعنونة الى صاحب الفخامة. السيد شيمون بيريز رئيس دولة اسرائيل عزيزي وصديق هي العظيم والمتضمنة للرغبة في علاقات المحبة والصداقة واعتماد السفير الجديد والمختومة بصديقكم الوفي. هل كانت هذه الرسالة بمشورة من الشعب وان كانت كذلك فلماذا كذبتها الرئاسة في البداية؟ ثم اعترفت بها بعد شهرين. الم يقل النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر اليهم ولهم عذاب اليم. شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر. طبعا هذا كله غير تبرئة والدي الرئيس المخلوع والمجرمين الضالعين في معركة الجمل مقابل حكم القاضي النصراني ايميل حبشي عبدالمسيح على اربعة عشر مسلما بالاعدام في قضية لا يستأمن عليها هذا القضاء المصري الذي يبرئ القتلة ولا يقل قائل ان الرئيس الذي غير قيادات الجيش عاجز عن وقف هذه المهازل. هذا كله غير التدريبات العسكرية مع امريكا في ذات الوقت نشرت فيلما تتهجم فيه على النبي صلى الله عليه وسلم واعتبار دم سفيرها الجاسوس اعظم حرمة من الكعبة. وطبعا في هذا كله لم نذكر ما كان من من المتوقع ان تنجزه الرئاسة الجديدة ولم تنجزه. لم نتحدث عن السلبية او البطء في الخير. بل عن المسارعة والنشاط في معصية الله ونقضي عرى الشريعة. ونلاحظ هنا اخواني ملحظين مهمين اولهما ان سيادة الشعب عدا عن مناقضتها للشريعة فهي مبدأ نظري يصعب تطبيقه سيطرة ايد غير امينة على الاعلام بحيث تصنع الرأي العام وتوجه ارادة الشعب بناء على عرض مبتور مشوه للوقائع. لتنفذ في النهاية ارادة اعداء الامة لا ارادة الشعب اعداء الامة ممن يمسكون خيوط الاعلام. مثال ذلك ما رأيناه من تدليس وتزوير اعلامي رافق حملة سيناء ليخفي فحقيقتها البشعة والا فلو عرضت على حقيقتها لعارضها الشعب بشدة. النقطة الثانية الخطيرة. كان مؤسلمو الديموقراطية يحتجون علينا بان ان تسييد الشعب المريد للشريعة طريق الى تسييد الشريعة في النهاية ثم اذا بهم يعملون ما من شأنه تغيير ارادة الشعب لتوافق ارادة اعداء الشريعة. وذلك بتدريس المناهج الملوثة التي لها اثر على الاجيال القادمة. ثم نقول بعد استعراض هذه السياسات المشؤومة. هل هذه هي الخطوات على طريق تطبيق الشريعة؟ يا مسلمي ديمقراطية يا من تقولون امهلوا الرئيس الجديد اعطوه فرصة لن يغير كل شيء في شهر وشهرين هل سار رئيسكم خطوة واحدة في الاتجاه الصحيح حتى نقول ان المسألة مسألة وقت ام انه في الواقع غير في شهر وشهرين؟ لكن باتجاه اسخاط الله تعالى وارضاء اعدائه. يا من تبررون افي كل موطن لا تعقلون اي دين اقمتم واين تدرج الذي وعدتم؟ اين الخطوات على طريق تطبيق الشريعة؟ ونحن لا نرى الا نقض الاسلام عروة عروة بل اي شعب سودتم او ارضيتم. اذا استعرضنا هذه السياسات المذكورة فمن ارضت في الحقيقة هل ارضت الله تعالى هل اي من هذه السياسات واجب شرعا او مستحب او جائز ينقلب بالنية الصالحة الى عبادة؟ هل يتقرب باي منها الى الله تعالى؟ الجواب والواضح؟ لا. اذا لا شرعية لها من الله عز وجل. هل هي سياسات ترضي الشعب؟ هل لو استفتي الشعب في اي من هذه السياسات المذكورة انه سيؤيدها؟ لا والله. ولو علم الساسة ان الشعب يؤيدها لاستفتاه عليها واراح نفسه من الانتقاد. ان لم يكن سند شرعي من الله تعالى. ان لم يكن سند شرعي من الله تعالى. ولا مما سميتموه الشرعية الشعبية. فما سندكم ومن ارضيتم انما نرى سياساتكم قد ارضت الكيان الصهيوني بحملة سيناء وتأمين خطوط الغاز والمحافظة على كامب ديفيد ورسالة المودة والوفاء لبيرز وارضت النصارى بتدريس المناهج الملوثة واشراكهم في مؤسسة الرئاسة وخذلان اخواتنا المحتجزات لديهن. وارضت المنافقين بالاستعداد تدريب قواتهم الموالية للغرب ولاثيوبيا وكينيا ضد الشباب المجاهدين. وارضت روافض ايران بتبرئة خناجرهم التي طرو من دماء السوريين وارضت الجاهليين المسمين بالعلمانيين في نصوص الدستور. وارضت الفساق المفسدين من الممثلين وارضت الدول الغربية بما سبق جميعا وبالتدريبات المشتركة وقتل المسلمين ممن هاجموا السفارة احتجاجا على الفيلم. وارضت في ذلك كله الشيطان وها هي بوادر ذلك في هجمة العلمانيين الذين لم تكفهم تنازلاتكم الخزية في الدستور ما عدنا نرى مكانا للحديث عن المادة الثانية من ان مبادئ الشريعة لا تكفي وقد صادمتم لا احكامها فحسب بل ومبادئها. ولا عدنا نرى مكانا الحديث عن ان السيادة لله لا للشعب وانتم لا اعترفتم بسيادة الله ولا بسيادة الشعب. ولم يكن لمناداتكم بسيادة الشعب اثر في الواقع الا تنحية الشريعة واقصاؤها واسكات الاصوات المطالبة بها بحجة انكم لا تفرضونها على الشعب. بل تدعونه يختار ما يشاء. حتى اذا اقصيت الشريعة اخترتم السياسات التي يريدها اعداء الشعب. هذه ثمار الحنظل التي يجنيها فقه المصلحة والمفسدة المتحلل من النصوص الشرعية. فنقول لمنتسبي الاحزاب والله لقد استقام الميسم وانقشع الغبار ورأيتم ما تحت ظهوركم اما ان لكم ان تقدموا دينكم على حزبيتكم وتتخذ موقفا يبرئ ذمتكم امام ربكم سبحانه نسأل الله عز وجل ان يهدي المسلمين ويصلح احوال الامة. والسلام عليكم ورحمة الله