السلام عليكم كان الصحابة رضي الله عنهم يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يعلمهم امور دينهم راعنا يا سود الله اي راعي احوالنا وتفاوتنا في الفهم وامهلنا حتى نعي ما تقول ونحفظه. فراعنا في قولهم هذا طلب رجائي من المراعاة وهي المبالغة في الرعاية. فكان اليهود يقولون له صلى الله عليه وسلم راعنا وهم يريدون بها اسم الفاعل من الرعونة التي هي الجهل والحماقة والهوج. وحاشاه عليه الصلاة والسلام تطابق اللفظين في اشباع بغضهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الشتم الخفي. وقد روي ان سعد بن معاذ رضي الله عنه سمعها منهم فقال يا اعداء الله عليكم لعنة الله والذي نفسي بيده لئن سمعت وما من رجل منكم يقولها لرسول الله صلى الله عليه وسلم لاضربن عنقه. قالوا اولستم تقولونها انزل الله تعالى قوله الكريم في سورة البقرة يا ايها الذين امنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا الكافرين عذاب اليم. فامر المؤمنين ان يجتنبوا قول راعنا. لانها قابلة للتورية والتعريض وتحريف المعنى وان يستعملوا كلمة اخرى بمعناها هي انظرن من نظره وانتظره اذا امهله. فهي تؤدي ما يريده المؤمن من طلب التمهل في التعليم وتفوت على اليهود والمنافقين دس احقادهم في الفاظهم لانها غير قابلة للتحريف ثم اكد امره سبحانه للمؤمنين بقوله واسمعوا اي اسمعوا ما امرتم به ونهيتم عنه واطيعوا ادعوا الله في ترك خطاب النبي صلى الله عليه وسلم بذلك اللفظ. وخاطبوه باللفظ الذي امرتم به. ولا بما يسر اليهود والمنافقين. بل تخيروا لخطابه صلى الله عليه وسلم من الالفاظ احسنها ومن ادقها فتأملوا ما في هذا الدرس القرآني العظيم من بيان لخطر الاذى اللفظي على النفوس واجتنبوا ايلام قلوب الكرام بسياط الكلام فانها اشد عليهم من رشق السهام في غسق الظلام