الى ان يتوفاه الله ينال فضلا عظيما وخيرا عميما لا يعلمه الا الله جل في علاه ولنتأمل في ذلك ما رواه الترمذي وغيره عن انس بن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت فقال كيف تجدك قال والله يا رسول الله اني ارجو الله واني اخاف من ذنوبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمد لله الكريم المنان الرحيم الرحمن واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واسع الفضل والعطاء والجود والامتنان واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله المؤيد من ربه بالحجة والبرهان صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبعهم باحسان اما بعد ايها المؤمنون عباد الله اتقوا الله تعالى فمن اتقى الله وقاه وارشده الى خير امور دينه ودنياه وتقوى الله عز وجل عمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله وترك لمعصية الله على نور من الله خيفة عذاب الله ايها المؤمنون عباد الله كلمة عظيمة قالها الخليفة الراشد امير المؤمنين علي رضي الله عنه وارضاه تعد من جواهر الكلام واتمه وانفعه واوفاه قال رضي الله عنه وارضاه لا يرجون عبد الا ربه ولا يخافن الا ذنبه وعلى هذين عباد الله مدار النجاة والسعادة والفلاح في الدنيا والاخرة والرجاء والخوف عملان قلبيا لا يطلع عليهما ولا يعلم بهما الا الله تبارك وتعالى. العليم بما في الصدور الذي احاط بكل شيء علما واحصى كل شيء عددا ايها المؤمنون عباد الله والرجاء انما يكون للخير فيما يؤمله ويطمع فيه العبد من خيرات الدنيا والاخرة وكل ذلك انما هو بيد الله عز وجل. فانه لا يأتي بالحسنات الا الله ولا يصرف السيئات الا هو. جل في علاه وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يردك بخير فلا راد لفضله ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده. وهو العزيز الحكيم ولهذا وجب على العبد في كل رجاءه ان يكون معلقا قلبه بالله فلا يرجو الا الله ولا يطمع في نوال في الدنيا والاخرة الا من الله. فان الخير بيده وحده جل في علاه لا يعلق قلبه ولا رجاءه لا في نفسه ولا في ذكائه. ولا في فهمه على قدرته ولا ايضا في احد من الخلق. وانما يعلق رجاءه. بالله سبحانه وتعالى ولا يكون ذلك منه مجرد دعوة. فان من اليسير على كل لسان ان يقول ما ارجو الا ما عند الله. لكن تحقيق ذلك عقيدة وايمانا في القلب يثمر ثقة بالله. وحسن توكل عليه جل في علاه. واقبال على طاعته ونيل رضاه هذا هو المطلوب من العبد الصادق في ايمانه. والصادق في رجائه ايها المؤمنون عباد الله والخوف يكون من السرور. والاخطر والسيئات ولا يذهب بها ويصرفها عن العبد الا الله. وموجب هذه الشرور ذنوب العباد وخطاياهم كما قال الله تبارك وتعالى وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير اي بسبب ما كسبت ايديكم ولهذا لا يخافن عبد الا ذنبه فان ذنوب العباد هي التي من وراء حصول السرور. والعواقب الوخيمة والاضرار الاليمة في الدنيا والاخرة عباد الله وعندما يكون العبد بهذه الصفة لا يرجو الا الله ولا يخاف الا من ذنوبه فان حياته كلها تستقيم على الطاعة وحسن العمل. والبعد عن الذنوب. وتحقيق التوحيد لله جل في وليحذر عباد الله كل عبد في هذا المقام ان يكون حظه من ذلك مجرد القول والدعوة وقد يقع في شيء من ذلك من حيث يشعر او لا يشعر روى الامام احمد في كتابه الزهد عن معاوية بن قرة قال دخلت على مسلم ابن يسار فقلت له ما عندي من كبير عمل ولكني ارجو الله واخافه فقال ما شاء الله من خاف شيئا حذر منه ومن رجا شيئا طلبه وما ادري ما حسب خوف عبد عرضت له الشهوات فلم يدعها لما يخاف او ابتلي بالبلاء فلم يصبر عليه لما يرجو قال معاوية فاذا انا قد زكيت نفسي وانا لا اعلم عباد الله لنجاهد انفسنا حقيقة بيننا وبين الله باصلاح قلوبنا واقامتها على طاعة الله جل وعلا رجاء منه وحده وخوفا وطمعا وحسن اقبال عليه جل في علاه ومن كان بالله اعرف كان منه اخوف ولفضله ارجى وعن معصيته ابعد والى طاعته اقرب كما قال الله سبحانه انما يخشى الله من عباده العلماء ايها المؤمنون عباد الله وعندما يستقيم العبد على هذا الرجاء والخوف لا يجتمع هذان في قلب عبد مسلم في مثل هذا الموطن الا اعطاه الله ما يرجو وامنه مما يخاف نسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يصلح قلوبنا اجمعين اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم انه هو الغفور الرحيم الحمد لله حمد الشاكرين واثني عليه ثناء الذاكرين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ايها المؤمنون عباد الله اتقوا الله تعالى عباد الله روى الترمذي وغيره عن سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال دعوة ذي النون التي دعا بها في بطن الحوت لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين ما دعا بها مسلم في شيء الا استجاب الله له هذه الدعوة جمع فيها عباد الله بين امرين عظيمين التوحيد والاستغفار فان لا اله الا الله كلمة التوحيد وقوله اني كنت من الظالمين اعتراف بالذنب وهو موجب لطلب الغفران عباد الله والتوحيد يفتح للعبد ابواب الرجاء. في الدنيا والاخرة والاستغفار يغلق عن العبد ابواب الشرور وما اعظم ان يكون العبد في هذه الحياة مكثرا من كلمة التوحيد لا اله الا الله لتفتح له ابواب الخيرات في الدنيا والاخرة. فانها مفتاح كل خير وفضيلة وان يكثر من كلمة استغفر الله. لتكون مغلقة عنه. ابواب الشرور وطوبى لمن وجد في صحيفته يوم القيامة. استغفارا كثيرا واعلموا رعاكم الله ان اصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وعليكم جماعة فان يد الله على الجماعة. وصلوا وسلموا رعاكم الله على محمد بن عبدالله كما امركم الله بذلك في كتابه فقال ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. وقال صلى الله عليه وسلم من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا. اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين الائمة المهديين ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وارضى اللهم عن الصحابة اجمعين. وعن التابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وعنا معهم بمنك وكرمك واحسانك يا اكرم الاكرمين. اللهم اعز الاسلام والمسلمين انصر من نصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم اللهم انصر اخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان. اللهم كن لهم ناصرا ومعينا. وحافظا ومؤيدا اللهم وعليك باعداء الدين فانهم لا يعجزونك. اللهم انا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك اللهم من شرورهم. اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعلهم هداة مهتدين. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. ربنا انا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين