منهم من يفتح له بالذكر ومنهم من يفتح له بصلة الرحم ومنهم من يفتح له ببر الوالدين ومنهم من يفتح له بغير ذلك من ابواب الخير في البر وهذا بعد الفرائض والواجبات وابعادها عما حرم الله تعالى عليه. من الاستمتاع المحرم والمقصود ان هذا الحديث بين ابوابا من ابواب الخير وقول النبي في هذه الكلمات صدقة المقصود به برهان صدق على ايمانه يقول المصنف رحمه الله تعالى عن ابي ذر رضي الله عنه ان اناسا قالوا يا رسول الله ذهب اهل الدثور بالاجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول اموالهم. قال اوليس اوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون به ان ان بكل تسبيحة صدقة وكل وكل تكبيرة تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وامر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر كره صدقة وفي بضع احدكم صدقة. قالوا يا رسول الله ايأتي احدنا شهوته ويكون له فيها اجر قال ارأيتم لو وضعها في حرام اكان عليه فيها وزر؟ فكذلك اذا وضعها في الحلال كان له واجر رواه مسلم. الحمد لله رب العالمين. واصلي واسلم على نبينا محمد. وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد. هذا الحديث الشريف خبر قوم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم وهم من اهل قلة ذات اليد من الفقراء فقالوا يا رسول الله ذهب اهل الدثور بالاجور والمقصود بالدثور الاموال والسعة في الرزق وجدوا في انفسهم ان سبقهم اخوانهم بما تفظل الله تعالى به عليهم من تلك الاموال بين ذلك رسول الله صلى بينوا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يصلون كما نصلي ويتصدقون ويصومون كما نصوم ولهم فضول اموال يتصدقون بها وهذا ما سبقوهم به فقال النبي صلى الله عليه وسلم اوليس قد جعل الله لكم ما تتصدقون به ثم دلهم صلى الله عليه وسلم على ابواب من ابواب البر والخير يدركون بها السبق ويحصلون بها ما تفضل به غيرهم عليهم بسبب ما اتاهم الله تعالى من الاموال. فقال بكل تسبيحة صدقة وبكل تحميدة صدقة وبكل تهليلة صدقة بكل تكبيرة صدقة وامر بالمعروف وامر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة وهذا ما تقدم في حديث ابي في حديث في حديث ابي ذر السابق على كل سلامة من الناس كل يوم تطلع فيه الشمس صدقة ثم ذكر صلى الله عليه وسلم صنوف الصدقات التي يتقرب بها الناس الى الله عز وجل ويشكونه بها على نعمه. فهذه الاعمال هي شكر لله عز وجل على نعمه وبها يحصل للانسان السبق والتقدم على غيره ولهذا من المهم للمؤمن ان لا يحقر بابا من ابواب الخير واذا وجد غيره قد سبقه بشيء من العمل فينبغي له ان لا يقعد بل ان يبحث عما يوصله الى السبق بباب اخر فالطرق الموصلة الى الله تعالى متنوعة من حيث الاعمال والقربات والوانها. فمن الناس من يفتح له بالصدقة ومنهم من يفتح له بالصلاة ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم امرا تعجب منه الصحابة قال وفي بضع احدكم صدقة يعني وفي استمتاع احدكم بما احل الله له صدقة وهذا مما تعجب به مما تعجب منه الصحابة. فقال ويأتي احدنا شهوته اي ما تميل اليه نفسه وما يحب من مشتهيات ويكون له فيها اجر؟ قال ارأيتم ان كان وظعها في حرام؟ اعليه وزر؟ قالوا نعم. قال فكذلك اذا وضع في حلال فله اجر وهذا فيما اذا كان الانسان يأتي هذا الامر على وجه كفاية نفسه وصيانتها وقيل المقصود به انه مما يعدل الصدقة بالمال التي يؤجر عليها العامل ويثاب عليها صدقة اسم للاجر وهي دليل على صدق الايمان فيصلح ان تفسر بهذا وهذا. فالصدقة لا تنحصر على المال بل الصدقة تكون بكل صالح من العمل يتقرب به العبد الى الله عز وجل وهذا فتح لباب واسع من ابواب القربات وصنوف الطاعات والعاجز من هذه الابواب ولم ولم يعمل بالخير او لم يتمنى. وقول وتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم لهؤلاء الصحابة الى هذه الاعمال هو تنبيه لهم الى الاشتغال بما يقدرون عليه من العمل والا تتعلق نفوسهم بما عجزت عنه وسبقهم به غيره ويدرك الانسان نيته الصالحة ورغبته الجازمة في العمل الصالح الذي لا يقدر عليه من الاجر مثل اجر من عمل بذلك العمل وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء. لا يتنبه له اكثر الناس. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم انما الدنيا لاربعة رجل اعطاه الله مالا وعلما فهو يعمل فيه طاعة الله ويضعه حيث امر. ورجل اعطاه الله علما ولم يعطه مالا فيقول لو ان لي مثلك مال فلان هذا تمنى العمل الصالح الذي وفق اليه غيره صادقا في رغبته فهما في الاجر سواء وهذا باب من ابواب ادراك السبق. اذا رأيت احدك احدا سبقك في باب من ابواب الخير فاصدق في رغبة ان تشاركه فان هذا من التنافس الذي ندب الله تعالى اليه في قوله وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. الصحابة لم يذكروا اموال هؤلاء وما عندهم من الفضل في المال لاجل متع الدنيا انما نظروا الى ما فتح الله عليهم به من الصدقات والانفاق في سبيل الله الذي سبقوا به غيرهم ممن لا مال له. وهنا ينبغي ان يعلم ان الغبطة الحقيقية هي في ان يستعمل الانسان ما اتاه الله تعالى في طاعته. ولهذا قال صلى الله قال صلى الله عليه وسلم في ذكر آآ الحسد لا حسد الا في اثنتين. رجل اتاه الله علما او اتاه القرآن هو يقرأه ويتلوه ويعمل به ورجل اتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق فهذا هو الذي يغبط. اما ما يلبسه الانسان ويأكله ويأكله من من من المتع المباحة فهذا قد ينوي الانسان فيها خيرا. ينوي بهذه الامور خيرا فيؤجر وقد يفعلها على وجه الطبيعة والاستمتاع بما منحه الله تعالى دون قيام باحتساب اب فتكون من الامور العادية التي لا يغبط فيها فنسأل الله ان يرزقنا واياكم ذكره وشكره وحسن عبادته. وان يستعملنا فيما يحب ويرضى وان ييسرنا لليسرى. وان يجعلنا من السابقين الى الصالحات المنافسين. في كل ابواب وبالخيرات وصلى الله وسلم على نبينا محمد