يقول المصنف رحمه الله تعالى عن ابي ذر رضي الله عنه قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم لا من المعروف شيئا ولو ان تلقى اخاك بوجه طليق. رواه مسلم. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا الحديث النبوي تضمن وصية جامعة في المسابقة الى كل خير والمبادرة الى كل بر سواء كان عظيما جليلا او كان في عين الانسان صغيرا قد لا يراه شيئا قال صلى الله عليه وسلم لا تحقرن من المعروف شيئا لا تحقرن اي لا تحتقر وتستصغر وتزهد في شيء من المعروف فان الاحتقار يفضي الى الترك والزهد وعدم العمل لا تحقرن من المعروف والمعروف هو كل ما امر الله تعالى به ورسوله من الاعمال الصالحة الظاهرة والباطنة الواجبة والمستحبة فقوله صلى الله عليه وسلم لا تحقرن من المعروف شيئا اي لا تحتقر عملا صالحا مهما كان في عينك صغيرا او في عينك ليس له مكانة او قدر لا تحقرن من المعروف شيئا ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك صورة من صور العمل الذي يأتيه الناس في كثير من الاحيان دون ان يستشعروا ما فيه من الخير وهو ان يلقى الانسان اخاه بوجه طلق قال ولو ان تلقى اخاك بوجه طلق اي ولو ان تلقى اخاك بوجه مستبشر وجه مبتسم وجه تبدو عليه مظاهر القبول والبشر هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم بوجه طلق فالوجه الطلق ضد الوجه العبوس المقطب الذي اقترب فلا يبدو فيه سرور ولا يظهر منه بشر والناس في وجوههم على درجات ومراتب من الناس من تجده في كل اوقاته مقطبا ومن الناس من تجده في غالب حاله طلق الوجه مستبشرا بشوشا وهذا من فضل الله تعالى على العباد لكن ينبغي ان يستحظر الانسان النية الصالحة فيما اذا كان من طبيعته البشر حتى يعظم اجره واذا كان من طبيعته التقطيب والعبوس فليستحظر الاجر ليكون ذلك عونا له على الخروج عن هذه الحالة التي تنفر فان بشر الوجه مما يدخل به السرور على الغير وهذا مما يجري الله تعالى به الاجر على الناس على من عمل بذلك وعلى من اخذ بهذه الوصية. فان في البشر اجرا وفي الابتسامة ثوابا بينه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال ولو ان تلقى اخاك بوجه طلق. فان ذلك من المعروف الذي ينبغي الا يحتقره الانسان واحيانا قد يتصور بعض الناس ان البشر والابتسامة مما يقلل قدر الانسان في قدر الانسان في قلوب الناس فاظن انه اذا ابتسم وكان طرق الوجه قالوا هذا صحيح هذا ما يعني ما يميز هذا مسكين وبعظ الناس يقول يعني ان رآني الناس مبتسما ظنوا اني خالي من الهموم وما الى ذلك من المبررات التي تجعله يعني يقطب ويظهر بوجه عبوس. الابتسامة لا تعني الا ليس عند الانسان هم. فكم من مبتسم عنده من الهموم وعنده من الظغوط ما الله به عليم لكنه تجاوزها بما فتح الله عليه من هذه البسمة التي يكتسب بها اجرا يدخل بها سرورا على اخوانه وجزاء الاحسان الاحسان فالله سيدخل عليه سرورا بهذه الابتسامة وبهذه الطلاقة لوجهه ثم ما يتعلق ثقل الانسان وقدره لا ينقصه الابتسامة فهذا اعظم الناس قدرا صلى الله عليه وسلم يقول جرير ابن عبد الله وهو من الصحابة الكرام ما لقيت النبي صلى الله عليه وسلم الا وابتسم لي ما نزل قدره ولا قلت مكانته من الابتسامة بل كانت منقبة له صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فالابتسامة لا تنزل قدر رجل ولا تظعف مكانته انما ترفع قدره وتعلي منزلته بما يدخل به السرور على غيره ولهذا ينبغي لنا ايها الاخوة ان نحرص على حسن التلقي للناس والبشر في مقابلتهم وان نحتسب الاجر عند الله عز وجل فنكسب لذلك خيرين. الخير الاهم والاعظم هو الثواب عند الله عز وجل. والخير التابع اللاحق هو القبول عند الخلق. فكم فتحت الابتسامة من مغلق؟ وكم ازالت من شحناء؟ وكم قربت من بعيد؟ وكم اذابت من حواجز وبالتالي لا تحقرن من المعروف شيئا ولو ان تلقى اخاك بوجه طلق. يقول الانسان انا ما تعودت انما العلم بالتعلم وانما الحلم بالتحلم. كما انك اعتدت التقطيب والعبوس تعود على الابتسامة. وستجد خيرا حتى تكون لك عادة. وعند لكي يجري الله يجري الله تعالى لك من الاجر ما ليس لك في حساب. ولا على بال فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ولا تحقرن من المعروف مهما دق شيئا فان الله عز وجل يجري على الانسان بالخير ما لا يرد له على حساب في الصحيحين من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان رجلا مر في طريق فوجد غصن شوك فنحاه عن الطريق لئلا يؤذي المسلمين فماذا كان من الله؟ فشكر الله له فغفر له هذا الاجر العظيم على هذا العمل اليسير الذي قارنه حب الخير للناس. والرغبة في ايصال الخير لهم والذب عنهم وازالة الاذى ليس فقط الاحسان الى الناس موجب لمغفرة الله. حتى الاحسان للحيوان واذكروا خبر المرأة البغي التي ادخلها الله الجنة بكلب وجدته قد انهكه العطش فنزلت فسقته حذائها حتى اروت فشكر الله لها فغفر لها والاخر رجل كذلك مر في طريق فرأى كلبا انهكه العطش فسقاه حتى روي فشكر الله له فادخله الجنة فينبغي لنا ايها الاخوة ان نحتسب الاجر عند الله وانا اقول مما يسهل علينا هذه الامور ويجعلها لنا سجية ان نستشعر التعامل مع الله. انت تتعامل مع الله في ابتسامتك لاخيك. وفي احسانك الخلق وفي احسانك للناس ولا تنتظر منهم جزاء ان تقول انا ابتسم لفلان وهو مقطب ما عليك منه كن اطيب منه فخيرهم الذي يبدأ بالسلام. وخيرهم الذي يعمل بسنة خير الانام صلى الله عليه وسلم. اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر انفسنا اهدنا لاحسن الاخلاق واصرف عنا سيئها وصلى الله وسلم على نبينا محمد