عظيم الرحمة التي امتن الله تعالى بها على الناس ببعثته وما جاء به من الهدى ودين الحق بهذا المثال الذي ذكره صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث حديث جابر حيث المثل ومثلكم اي صفتي وصفتكم يقرب النبي صلى الله عليه وسلم حاله مع امته ومع الناس في دلالتهم على الخير ووقايتهم والشر كمثل رجل او قد نارا شب شاب شاب نار بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على النبي الكريم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين يقول المصنف رحمه الله تعالى عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلي ومثلكم كمثل رجل اوقد نارا فجعل فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها وهو يذبهن عنها وانا اخذ بحجزكم عن النار وانتم تفلتون من يدي. رواه مسلم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على البشير النذير نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فقد اكرم الله عز وجل البشر ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى وما ارسلناك الا رحمة للعالمين وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم فجعلت الجنادب والفراش اي الحشرات التي تجتمع على النار يقعن فيها وهو يذودهن يعني يمنعهن من الوقوع في هذه النار لان اقبال هذه الحشرات على هذا الظوء وهذا النار يفضي الى هلاكهن الناس كذلك فيما يتعلق بما جاء الله تعالى به من الهدى ودين الحق وقد جاء الله تعالى بنور مبين وهدى مستقيم اخرج الله تعالى ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم الناس من الظلمات الى النور هم اذا خرجوا عن هديه عن صراطه صلى الله عليه وسلم وقعوا في انواع من الضلالات والانحرافات والهلاك في دينهم ودنياهم والنبي صلى الله عليه وسلم يذود الناس عن هذا الخروج يمنعهم عن هذا الانحراف والخروج عن الصراط المستقيم الذي يرسل الى رب العالمين ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم فانا اخذ بحجزكم اي ما موطن الوسط مما يربط على الوسط ويشد من الالبسة و المشاد التي يحفظ بها وسط الانسان اما تقوية او حفظ لباسه فالنبي صلى الله عليه وسلم من شدة حرصه على لزوم الصراط المستقيم ووقاية الناس الهلاك مثل نفسه بالذي يأخذ الناس من حجزهم. اي يمسكهم من اوسط ابدانهم ليمنعهم من الوقوع والانحراف. وهم يقولون وانتم تتفلتون مني تفلت الناس من النبي صلى الله تلم بامرين اما بترك ما امر من الهدايات والفرائض والشرائع واما بالوقوع فيما نهى عنه من المحرمات والسيئات. فان الخروج عن الصراط المستقيم يكون باحد هذين الامرين اما بترك المأمور كترك الصلاة او الزكاة او الصوم او الحج او ترك التوحيد الذي هو عبادة الله وحده لا شريك له او بمواقعة المحرمات من الشرك والسحر والزنا والسرقة وموبقات الذنوب وعظائم الاثم في حقه وفي حق الخلق عقوق الوالدين وقطع الارحام وخيانة الامانات وما اشبه ذلك. كل هذا مما يخرج به الانسان ويتفلت به عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا التمثيل يبين عظيم رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالناس كما قال الله تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم من شدة حرصه هو صلى الله عليه وسلم في اقامة الناس على الحق كالذي يأخذ بحجز الناس يمسكهم ان يقعوا في الهلاك او الضلال او انحراف حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم والرأفة اعلى درجة من الرحمة وكلاهما ثابت له صلى الله عليه وعلى اله وسلم. ولهذا ينبغي لكل من رغب في النجاة والسلامة ان يلزم هدي النبي صلى الله عليه وسلم فانه لا نجاة ولا سلامة ولا وقاية من الشرور ولا حصول للمأمول بالفوز بجنة عرضها السماوات والارض الا بلزوم ما كان عليه صلى الله عليه وسلم. وايقن جازما ان كلما امرك الله تعالى به فهو لمصلحتك وكلما نهاك عنه فهو لوقايتك وحفظك وانت الموكول اليه الامانة في حفظ ذلك ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها. فاحفظ نفسك ولا تلقي بنفسك الى التهلكة بمعصية الله ورسوله. واحمد الله على هذه العظيمة بهذا الرسول الكريم الذي جعله الله تعالى سببا للنجاة يخرج به الناس من الظلمات الى النور. فصلى الله عليه وعلى اله وصحبه وارزقنا اتباع سنته ولزوم هديه. وحشرنا في زمرته ورزقنا مرافقته في بصدق عند مليك مقتدر وصلى الله وسلم على نبينا محمد