الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد ففي الصحيحين من حديث ابي موسى الاشعري رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله ليملي للظالم حتى اذا اخذه لم يفلته ثم قرأ الله ثم قرأ قول الله تعالى وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد هذا الحديث يخبر فيه النبي صلى الله عليه وسلم عن سنة الله عز وجل في الظالمين وهي انه جل في علاه حليم صبور فهو جل في علاه لا يعاجل الظالمين بالعقوبة بل يمهل ويملي واطيل الامد في المؤاخذة على الظلم وذلك اما ينزع الظالم عن ظلمه ويستعتب ويؤوب الى ربه ويستغفر يسلم من العقوبة واما لتقوم عليه الحجة وتكتمل عليه المحجة امهاله امدا يمكنه المراجعة فيه فيزداد بهذا الامهال اثما كما قال كما قال جل وعلا واملي لهم ان كيدي متين وكما قال جل وعلا ولا يحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خائر لانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين فالامهال اما ان يكون افساح امد والاجل والفرصة ليستعتب الانسان ويطلب من الله تعالى العفو والصفح وينزع ويرد المظالم الى اهلها وهذا توفيق الله تعالى اولياءه ولمن اصطفاهم من عباده واما الامر الثاني الذي قد يكون الامهال لاجله هو اعطاؤه الامد والفرصة التي يزداد فيها وتقوم به عليه الحجة فيكون عندما يؤخذ على تمام العلم بظلمه والمعرفة خروجه عن الصراط المستقيم ولذلك اذا اخذه جل في علاه اي عاقبه بما كان من سيء عمله لم يفلته فاذا ادركه الهلاك لا نجاة له واذا ادركه عقوبة ظلمه لا سبيل الى رفع هذه العقوبة لا سيما اذا كان ذلك في اليوم الاخر واذا كان ذلك في الشرك والكفر فانه اذا اخذ الله تعالى الكافر والظالم المشرك به جل في علاه لم يفلته. كما جرى من فرعون حيث تمادى في ظلمه طغيانه وكفره وفسوقه ومحاربته ومحادته لله ولما جاء به من موسى من الهدى ودين الحق لما عاين الموت قال امنت بالذي امنت به بنو اسرائيل وقال الله تعالى الان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين فلا ينفع في هذه الحال عند نزول العقوبة والمؤاخذة لا ينفع المراجعة التوبة لان الغيب صار شهادة وشاهد الانسان حقيقة ما اخبرت به الرسل وانما الامتحان في الايمان بالغيب ولذلك من اهم اوصاف المؤمنين انهم يؤمنون بالغيب المقصود ان قوله صلى الله عليه وسلم ان الله لا يملي للظالم يشمل كل ظالم وعلى رأسهم اهل الشرك حتى اذا اخذه لم يفلته والاخذ هنا في الشرك كما تقدم لا لا نجاة للمشرك اذا مات على شركه وكفره. انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة. ومأواه النار وما للظالمين من الانصار واما اذا كان فيما دون ذلك فقد يكون له من العمل الصالح ما ينجو به او يشمله الله بعفوه فيتحمل عنه وذاك حاله حال استثنائي فكل ظلم بقدره وبحسبه ثم في هذا الحديث بيان ان اجابة دعوة المظلوم وان نصرته لا تستلزم ان يكون ذلك عاجلا. فالمظلوم غالبا يتشوف الى ان يكون ما وعده الله تعالى به من اجابة الدعوة ومن نصرته على الظالم عاجلا لكن ذلك يخالف حكمة الله عز وجل فليس في كل ظلم تكون المعاجلة للظالم بالعقوبة بل قد يرجى ويؤخر لحكمة اقتضاها لامر اقتضته حكمة الله عز وجل فينبغي للانسان الا ييأس فان الظلم ظلمات يوم القيامة وحق على الله ان ينصر المظلوم وان يقتص له وان لا يظيع حقه في الدنيا او في الاخرة القصاص في الاخرة اعظم نفعا للانسان من الاختصاص في الدنيا. وفي كل الاحوال الظالم منصور المظلوم منصور والظالم مخذول. فنسأل الله ان يعيذنا واياكم من الظلم دقيقه وجليله صغيره وكبيره في حق الله وفي حق الخلق ونسأله ان يبرئ ذممنا وان يعيذنا من نزغات الشياطين وصلى الله وسلم على نبينا محمد