حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول يا رسول الله اي الصدقة اعظم اجرا؟ قال ان تصدق وانت صحيح شحيح. تخشى الفقر وتأمل الغنى. ولا تمهل حتى اذا بلغت الحلم قم قلت لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان كذا متفق عليه. الحلقوم مجرى النفس والمريء مجرى الطعام والشراب. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد حديث ابي هريرة تضمن خبر رجل جاء يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصدقة ايها اعظم اجرا اي الصدقة اعظم اجرا اي مثوبة عند الله عز وجل والاجور في ثوابها تختلف وان اتحدت الاعمال فالصدقة واحدة فيما يتعلق كونها اخراج مال تقربا الى الله تعالى باخراجه لكن الاجور تتفاوت باسباب مختلفة فتتفاوت بحسب نية الشخص واخلاصه تتفاوت بحسب ما يتعلق بحاله ما يكون متوقعا منه او مرجو منه تتفاوت بتفاوت الزمان وتفاوت المكان فثمة اعتبارات عديدة يتفاوت بها اجر العمل وان كان واحدا فسأل هذا الرجل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العمل اي عن الصدقة؟ اي الصدقة اعظم اجرا فبين النبي صلى الله عليه وسلم سببا من الاسباب التي تتفاضل بها اجور الصدقات. فقال ان تصدق وانت صحيح اي في بدنك بان تكون سليما من الامراض شحيح اي حريص ممسك ما لك تأمل البقاء وتخشى الفقر تخشى الفقر وتأمل البقاء اي انك في حال من القوة والصحة تأمل امتداد الزمن حياة وبقاء في الدنيا وتخشى النوائب التي يمكن ان تعرظ وتكون سببا لقلة ذات اليد فهذه الحال لا يخرج فيها الانسان المال الا عن تصديق تام ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في الصدقة لما عدد الاعمال قال والصدقة برهان برهان يعني دليل على صدق الايمان فان الانسان اذا اخرج في هذه الحال وهو صحيح شحيح لا يخرج الا لصحة ايمانه وثبات يقينه بان الخلف من الله محقق في الدنيا والاخرة. اللهم اعطي منفقا خلفا واعطي ممسكا تلفا واعط ممسكا تلفا هذا في العاجل وفي الاجل الصدقة بعشر امثالها الحسنة بعشر امثالها الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة قال النبي صلى الله عليه وسلم ان تصدق وانت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل البقاء ثم قال صلى الله عليه وسلم في بيان حال من ينفق على غير هذه الحال قال ولا تمهل يعني لا تنتظر حتى اذا بلغت الحلقوم اي حتى اذا قاربت الوفاة وبلوغ الحلقوم حال خروج الروح. والمقصود حتى اذا اصاب الانسان اما كبر واما مرض يخشى معه فوات الدنيا وحصول ولا ولا يأمل بطول البقاء ولا تمهل حتى اذا بلغت الحلقوم والحلقوم مجرى النفس قلت لفلان كذا ولفلان كذا يعني تصدقت واعطيت فلان وفلان اما فقراء او مساكين او محاويج او اصحاب ديون اما قريب او بعيد تصدقت في هذه الحال حال المرض الذي لا يأمل فيه الانسان طول البقاء تسخو يده وتنبسط بالعطاء قال النبي صلى الله عليه وسلم وقد كان لفلان كذا اي والامر ان المال صائر الى من ذكرت من ورثتك ان كانوا ورثة او خارج عن يدك ان كان المعطى غير وارث وقد كان لفلان اي ان المال سيرتحل عنك وينتقل عنك انتقالا قهريا وهو بالموت ولهذا التملك بالميراث تملك قهري ما في مال الانسان فيه اختيار يخرج من يده ويذهب الى الورثة من دون اختيار منه ولا منهم وهذا الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم تضمن حرص الصحابة على معرفة افضل ما يكون من اجور الاعمال لان الصدقة واحدة سأل عن افضل ما يكون من الاجر المتعلق بالصدقة والانسان العاقل البصير المتاجر مع الله عز وجل تجارة لن تبور يطلب الاعلى ولا يكتفي بمجرد الثواب واذا قال اي الصدقة اعظم اجرا وفي بيان النبي صلى الله عليه وسلم حال من الاحوال التي توجب مضاعفة الاجور وهو ان يخرج الانسان المال صحيح شحيح سالم من الامراض حريص على الدنيا يخشى الفقر ويأمل ويأمل البقاء ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم حال ثانية من احوال المتصدقين هي من الخير لكنها نازلة في المرتبة. قال ولا تمهل حتى اذا بلغت الحلق والمقصود ببلوغ الحلقوم الحالة التي يكون فيها الانسان مريظ لكن تصرفه تصرفه صحيح لان المرظ درجات ومراتب اما اذا كان مرضا مخوفا وهو المرض الذي يصلح ان يضاف اليه الموت. بمعنى انه مات بسبب المرض الفلاني فهذا لا يكون عطاؤه مطلقا بل عطيته موقوفة في الثلث يكون في حكم الوصية ثم ذكر صلى الله عليه وسلم انتقال المال الى الغير من غير اختيار وقد كان يعني في هذه الحال تكون الاجور اقل مع ان المتصدق واحد. والصدقة واحدة لكن تفاوت الاجر باختلاف الحال. فينبغي للمؤمن ان الى العمل الصالح والا يقول بعد موتي اوصي بكذا انت الان اذا تصدقت اعظم اجرا من ان يكون ذلك بعد موتك. لا يمنع ان ان يكون الانسان يوصي بما بعد الموت لكن لا يؤخر بعض بس كل شيء بعد موته كل الامور التي يريد ان يحسن يحسن بها ويخرجها بعد موته. فيفوته اجر اعظم واكبر بان يخرج وهو صحيح شحيح. اللهم اعنا على طاعتك واستعملنا فيما تحب وترضى. اعنا على ما فيه الرشد واجعل ايامنا عامرة بما تحب وترظى واختم لنا بخير وصلى الله وسلم على نبينا محمد