روى ربيعة بن كعب الاسلمي قال كنت ابيت مع النبي صلى الله عليه وسلم فاتيته بوضوء بوضوئه وحاجته فقال اليس فقلت اسألك مرافقتك في الجنة؟ قال اوغير ذلك؟ قلت هو ذاك. قال فاعني على نفسك بكثرة السجود هذا الحديث الشريف حديث ربيعة بن مالك الاسلمي رضي الله تعالى عنه وقد عرف مصنف ربيعة بانه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كان يخدمه جماعة من اصحابه مبادرة منهم وحرصا على القرب منه صلى الله عليه وسلم. منهم ربيعة وانس وغيرهما وهو من اهل الصفة والصفة جهة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجتمع فيها الفقراء من المهاجرين الذين يفيدون الى المدينة حتى ييسر الله تعالى امرهم فيكون لهم مأوى يأوون اليه يقول كنت اخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت ابيت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم واتيه بوضوءه يعني الماء الذي يتوضأ منه وحاجته يعني واقضي شيئا من حوائجه صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقال صلى الله عليه وسلم سلني بادر النبي صلى الله عليه وسلم هذا الخادم بمكافئته على خدمته. فقال سلني يعني اطلب مني ما تحتاج فقال اسألك مرافقتك في الجنة وهذه مسألة عظيمة بادر بها ربيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي ان يرافقه في الجنة نسأل الله ان يجعلنا واياكم من اهلها وممن يرافقه صلى الله عليه وسلم. فقال صلى الله عليه وسلم او غير ذلك يعني عندك مسألة اخرى غير هذه وهو يشير بذلك الى مسائل تقضى لا سيما انه من اهل الصفة يعني من الفقراء وذو حاجة وهو ذو حاجة فقال او غير ذلك؟ يعني مسألة حاضرة انية تقضى بها حاجتك في الدنيا فقال هو ذاك يعني ما لي مسألة الا هذه فقال النبي صلى الله عليه وسلم له فاعني على نفسك بكثرة السجود يعني اعني على ان تبلغ هذه المنزلة التي سألت بكثرة السجود اي بكثرة الصلاة هذا الحديث فيه جملة من الفوائد فيه ان خدمة الانسان مما لا حرج فيه وليس فيه علو على الخلق بل ذاك مما ييسره الله تعالى لبعض الناس اما لعلو منزلته او لماله او لغير ذلك من الاسباب وان الخدمة ليست ان الخادم ليس من مما ينقص بل هو من العمل الذي يكتسب به الرزق فلا يمتهن به الانسان ولا تنزل به مكانته وكذلك فيه الاعانة على الطاعة. فانه كان يأتيه بوضوءه وهو اعانة على الطهارة وفيه ايضا ان المخدوم يعرض على من خدمه ما تقضى به حاجته مكافأة له. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل سلني وفيه ان المسألة اذا كانت معروضة على الانسان يعني قيل لك ماذا تريد؟ وش حاجك؟ ما هي مسألتك؟ فسأل فانه لا يدخل في المسألة المذمومة لان الاصل في المسائل انها مذمومة وانه لا يسأل الانسان غيره شيئا ولذلك بايع النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من اصحابه على الا يسألوا الناس شيئا بالكلية لكن هذا في ابتداء السؤال. اما فيما اذا عرظ على الانسان ان يسأل اوله حاجة فلو ابانها لم يكن ذلك من المسألة المذمومة والا لما عرظها النبي صلى الله عليه وسلم على الرجل وفيه سمو وعلو همة هذا الصحابي الجليل ونحن لا ندري من ربيع بن كعب الاسلمي رضي الله تعالى عنه لكن لا يظر اننا لا ندري ما هو وما تفاصيل سيرته لكن ندري انه بلغ من سمو الهمة وعلو الرغبة ان لم يسأل النبي صلى الله عليه وسلم الا هذه المنزلة العالية واجابه اليها صلى الله عليه وسلم وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم احسن الى الامة كافة وليس الى هذا الصحابي فحسب فبين سببا من اسباب مرافقتي في الجنة فقال اعني على نفسك بكثرة السجود فكثرة السجود وهي كثرة الصلاة من اسباب مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم سواء كانت الصلاة المفروظة وكذلك الصلاة المتطوع بها والمقصود بالحديث الصلوات النافلة. لان المفروضة واجبة لكن في في الواجب كثرة السجود في هو ان تكون على وفق سنته في الطول وعدم القصر خف فيها على النحو الذي كان يصلي صلى الله عليه وسلم فقوله بكثرة السجود يشمل كثرة السجود في الفرظ بان يكون على نحو صلاته صلوا كما رأيتموني اصلي وفي النافلة باكثار من صلاة النافلة بعد النوافل التي شرعها صلى الله عليه وسلم بكثرة الصلاة وفيه من الفوائد ان المنازل العالية لها اسباب لا تدرك الا بها ولذلك قال فاعني على نفسك بكثرة السجود وفيه ان العمل الحديث فيه من الفوائد ان العمل من اسباب حصول المراتب وان له اثرا في دخول الجنة وادراك الفظل. فقوله صلى الله عليه وسلم واعلموا ان احدا منكم لن يدخل الجنة بعمله ليس المقصود قد الغاء العمل وانه لا يفيد بل الله عز وجل يقول وتلكم الجنة التي اورثتموها بما كنتم تعملون انما المقصود ان العمل لا يكفي وحده في ادراك تلك المنازل وتلك الفضائل والخيرات في الاخرة الا ان يقبله الله عز وجل برحمته ويتفظل على العبد بالقبول. ولذلك الا ان يتغمدني الله برحمته هذه جملة من الفوائد وهنا مسألة وهي ايهما افضل كثرة الصلاة مع قصر السجود ام طول السجود الجواب الافضل في هذا الاصل ما كان عليه عمل النبي صلى الله عليه وسلم. فان كثرة فان طول الصلاة مع الخشوع وحضور القلب افضل من كثرة عددها مع عدم اتقانها على نحو ما كان يصليه صلى الله عليه وسلم. لكن هذه المسألة مما يرجع فيها الى صلاح. قال بالانسان والامر في هذا واسع. ولذلك اذا في السجود لانه اصلح لقلبه واعون الطاعة فهو على خير ولكن اذا استوى الامران فطول السجود بكثرته وطول الصلاة قياما وركوعا وقراءة هو افضل واعلى منزلة. فكثرة السجود تشمل طول السجود وطول ما عداه وفي السجود هنا اسم للصلاة ولذلك افظل الصلاة طول القنوت اي طول القيام وكان النبي صلى الله عليه وسلم في قيامه وركوعه وسجوده على نحو متقارب كان قيامه وركوعه وسجوده قريبا من سواء فاسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يستعملني واياكم في طاعته وان يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته. وان يرزقنا القيام بحقه. واكثار السجود لنبلغ هذه المنزلة وهي مرافقته صلى الله عليه وسلم في الجنة وصلى الله وسلم على نبينا محمد