تكرهه وحسن عبادته. وصلى الله وسلم على نبينا محمد يقول المصنف رحمه الله تعالى عن ابي عبدالله ويقال ابو عبدالرحمن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم انما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عليك بكثرة السجود فانك لن تسجد لله سجدة الا رفعك الله بها درجة وحط وحط عنك بها خطيئة. رواه مسلم. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا الحديث حديث ثوبان رضي الله تعالى عنه وهو مولى رسول الله ومعنى مولى رسول الله ان النبي صلى الله عليه وسلم اعتقه بعد رق كان رقيقا فاعتقه صلى الله عليه وسلم وكان يختم النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قصة هذا الحديث ان معدان بن ابي طلحة سأل ثوبان فقال اخبرني بعمل يحبه الله او يقربني الى الله او يدخلني الجنة فقال سألت عن هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم اين ثوبان؟ سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن عمل يحبه الله او يدخله الجنة فقال صلى الله عليه وسلم عليك بكثرة السجود عليك اي الزم واجتهد في كثرة السجود والمراد بكثرة السجود كثرة الصلاة لانه لا يكون السجود الا في صلاة سواء كانت نفلا او فرضا وكذلك يدخل في سجود التلاوة وكذلك سجود الشكر وهما مستقلان عن الصلاة و ذكر السجود هنا اشارة الى شرف الصلاة وذكر السجود على وجه الخصوص من اركان الصلاة لانه اشرفها واعظمها فقد امر الله تعالى به في قوله واسجد واقترب السجود يتميز عن سائر العبادات انه عبادة تشترك فيها جميع المخلوقات فلله يسجد ما في السماوات وما في الارض على اختلاف صفة السجود في المخلوقات وهو من اشرف العبادات لانه يظهر تمام الذل والخضوع لله عز وجل والافتقار اليه حيث يضع الانسان اشرف ما فيه في موضع واطئ الاقدام وهو الارظ ذلا لله وخضوعا له. ولهذا كان محبوبا لله وكان مما يوجب دخول الجنة. كما دل عليه الحديث بين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ما يناله الانسان بالسجود فانك لن تسجد لله سجدة الا رفعك الله بها درجة وحط بها عنك خطيئة فذكر نفعين واجرين من السجود انه مدارج الدرجات فبه يرتقي الانسان ويرتفع عند رب العالمين وايضا يتخفف من السيئات حيث يحط الله تعالى به عن العبد الخطايا في كل سجدة يسجدها الانسان يرفعه الله بها درجة ويحط بها عنه خطيئة ومعلومة ان ذلك يختلف باختلاف سجود الناس طولا وقصرا فكلما طال السجود وكان القلب فيه حاضرا كان الرفع فيه اعظم والحط فيه اجل واكبر وهذا يبين ان الناس وان اشتركوا في الاجر لكن الاجر قد يكون متفاوتا فليس سجود من اطال السجود خاضعا خاشعا كمن سجد سجودا خفيفا في الاجر والثواب فالله لا يضيع عمل عامل من ذكر او انثى وهو يحصي الدقيق والجليل يا بني ان عندك مثقال حبة من خردل فتكون في صخرة او في السماوات او في الارض يأتي بها الله فلا يستويان وعلى هذا ينحل اشكال ايهما افضل؟ كثرة السجود ام طول القيام فان الافضل ان تكون الصلاة معتدلة فاذا اطال القيام اطال الركوع واطال السجود واما ما يتعلق بما الذي يناسب الانسان؟ هل هل يكثر الركعات او يكثر القراءة ويطيل الركوع والسجود فهذا يختلف باختلاف احوال الناس ونشاطهم وفي كل خير. لكن السنة ان يطيل القيام والركوع والسجود ويكون قيامه وركوعه وسجوده قريبا من سواء والسجود ايها الاخوة اقرب ما يكون فيه العبد من ربه في الدنيا وبه يقرب منه في الاخرة فان الجنة دار المتقين سقفها عرش الرحمن كما جاء في الحديث الشريف وبه تعلو المرتبة والمنزلة ويدرك به الانسان المطلوب فانه موضع الدعاء ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم واما السجود فاكثروا فيه من الركوع واما السجود فاكثروا فيه من الدعاء فقمن ان يستجاب لكم فجدير بالمؤمن ان يستحضر هذه المعاني وهو واضع جبهته لله حوائج الناس كثيرة فبثوها لربكم في سجودكم. وابشروا ان ان الله تعالى لا يخيب رجاءكم ولا يرد سؤالكم. فما من داع الا ويعود من الله بالفضل والعطاء والهبات. اما الاجابة واما صرف الشر عنه بنظير ما دعا واما ان يدخرها له واما ان يدخرها له في الاخرة ومن فوائد هذا الحديث في بعد ما يتقدم مما يتعلق بفضيلة السجود والموازنة بينه وبين القيام ان المطلوب من المؤمن الاستكثار من الصالحات وهذا هو مقصود الديانة فمقصود الشريعة كل مقصود الشريعة كلها ان تستكثر من الصالحات ما استطعت فانت في الدنيا في دار عمل فلا تبخل على نفسك بعمل صالح دق او جل واستكثر منه ما استطعت. واذا قال فعليك عليك بكثرة السجود وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل بعد الفرائض حتى احبه فلنستكثر من الصالحات تسبيح وتحميد وركوع وسجود وذكر وتلاوة وفي كل ذلك خير شرح صدر وتولي الرب للعبد وتيسير امر ورفعة في الاخرة وفوز وسبق. اسأل الله ان يستعملني واياكم في طاعته. وان يجعلنا واياكم من اوليائه وان يعيننا على ذكره