يقول المصنف رحمه الله تعالى عن ابي ذر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يصبح على كل سلامة من احدكم صدقة. فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة. وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة وامر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة ويجزئ من ذلك يركعهما من الضحى رواه مسلم. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على البشير النذير نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا الحديث حديث ابي ذر رضي الله تعالى عنه في بيان شكر نعم الله عز وجل. يقول النبي صلى الله عليه وسلم يصبح على كل سلامى من احدكم صدقة المقصود بالسلامة صغار العظام بس الى ما تطلق على العظم الصغير وقيل اصغر عظم في البعير وهو اسم لصغار العظام وذكر صغار العظام دون كبارها لانه اذا كان الشكر مقابلة الانعام بالصغير بالشكر فبالكبير من باب اولى والمقصود ان قول النبي صلى الله عليه وسلم يصبح على كل سلامى من احدكم صدقة اي يجي اي يشرع ويندب ان يتصدق الانسان في مقابل انعام الرحمن عليه بسلامة اعضائه وصحة بدنه وكمال انعام الله عليه بما اعطاه في خلقه من السلامة والصحة التي يدرك بها مقاصده ويحصل بها مطالبه وقوله صلى الله عليه وسلم يصبح على كل سلامى هذا ليس على وجه الوجوب اذ ان تلك الصدقات هي من اوجه التقرب لكن الذي يجب على وجه العموم هو شكر الله عز وجل على انعامه وقد نوع النبي صلى الله عليه وسلم اوجه الشكر في هذا الحديث فذكر ما يكون من العمل اللازم وما يكون من عمل متعدي فذكر صلى الله عليه وسلم في العمل اللازم فقال فكل تسبيحة صدقة اي قول الانسان سبحان الله او سبحان الله وبحمده او سبحان الله العظيم باي صيغة كانت تسبيح وكل تحميدة صدقة اي كل حمدا لله عز وجل باي صيغة مما يجري به على الانسان اجر وكل تهليلة صدقة هذه ثلاثة امور ذكرها ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال وكل تكبيرة صدقة وكلها من الاذكار التي تجري على الانسان على لسان انسان وبها يشكر الله عز وجل على ما انعم به بقلبه وبلسانه. لان هذه الاذكار قال باللسان لكن لها معاني تتصل بالقلب فهذا شكر الانعام باللسان وبالقلب بالقلب اقرارا بنعم الله عز وجل وتعظيما له بالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل وباللسان بالذكر له جل في علاه ثم ذكر بعد ذلك عملين يتعديان وهما من اعمال اللسان ومن اعمال القلب ومن اعمال الجوارح امر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة. وهذان عملان. وان كان معناهما متقارب متلازم والامر بالمعروف والنهي عن المنكر يكون باليد ويكون باللسان ويكون بالقلب. قال النبي صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فلم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه فيكون هذا الحديث جمع جميع مجالات ومواضع الشكر. فالشكر يكون بالقلب اقرارا بالنعمة وهو اقرارا بالاحسان واضافة النعمة الى الله عز وجل دون غيره. ويكون باللسان ذكرا له عملا بطاعته وثناء عليه ويكون بالجوارح استعمالا لهذه النعم في طاعته جل وعلا التقرب اليه سبحانه وبحمده ثم بعد ان ذكر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الاصناف التي منها ما هو عمل لازم يتعلق بالانسان وعمل متعدي ينتفع به غيره ينتفع هو به وينتفع غيره به وهو الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. ذكر ما يجمع للانسان ذلك كله فقال صلى الله عليه وسلم ويجزئ عن ذلك ركعتان تركعهما من الضحى ركعتان اي يصلي ركعتين من الضحى والظحى يبدأ وقته من ارتفاع الشمس قيد رمح يعني بعد ما تشرق الشمس بقريب من ثنتي عشرة دقيقة الى الزوال وهو وقت الظهر اي قبل الزوال قبل وقت الظهر بقريب من خمس دقائق الى سبع دقائق. كل هذا موضع لهاتين الركعتين اللتين تجزئان اي تكفيان عن تعدد التسبيح والتكبير والتحميد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر مقابل هذه الانعام هذه الانعامات التي انعم بها على الانسان وقد جاء عد هذه العظام بثلاث وستين وكل منها يستوجب شكرا وجاء في احاديث اخرى ذكر ابواب اخرى من ابواب العمل فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في شكر انعام الله على سلامة هذه العظام وتحقيق المطلوب من اه اه ادراك ما يؤمل بصحة بدنه ويتوقى من الشر بصحة بدنه. ذكر صلى الله عليه وسلم تعدل بين اثنين صدقة. تعين الرجل فتحمله على دابة صدقة. او تحمل عليها متاعه صدقة. ثم ذكر صلى الله عليه وسلم اه اه اماطة الاذى عن الطريق صدقة. وكل هذا من تنويع الابواب التي يدرك بها الانسان الخير والكلمة الطيبة صدقة فينبغي للانسان الا يبخل على نفسه بتنويع ابواب الخير والصدقات وان يشكر نعم الله تعالى عليه والشكر ليس ان تقول الحمد لله او آآ اشكر الله فقط بلسانك بل الله تعالى يقول واعملوا ال داود شكرا. فالشكر يكون بالعمل كما يكون بالقول قول يكون بالعمل الظاهر في الجوارح من الصلاة طاعة الله عز وجل ببدنك ومما يكون في القلب من طاعته بقلبك محبة له وتعظيما له جل في علاه والمقصود ان يجد الانسان في تنويع ابواب الخير ولا يحرم نفسه. وان يحرص على الجوامع من اعمال الخير. وفيه من الفوائد قدر الصلاة فالصلاة تجمع كل هذه الابواب التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم من صنوف الصدقات. فانه قال ويجزئ عن ذلك ان في عن ذلك ركعتان. فالصلاة فيها عبادة قلب وفيها عبادة قول بذكر الله عز وجل وتكبيره وتحميده وتسبيحه بدن بالقيام والقعود والركوع والسجود كل هذا مما يجتمع في الصلاة وفيه بيان عظيم منزلتها وشريف مكانتها وانها تجمع خيرا عظيما كما انها مفتاح للخيرات فمن صلى نهته صلاته عن الفحشاء والمنكر ومن صلى فتحت له ابواب البر والطاعة والاحسان اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يرزقنا ذكره وشكره وحسن عبادته وان يستعملنا فيما يحب ويرضى. وصلى الله وسلم على نبينا محمد