يعني ايجزي ان احج عن هذا او احج بهذا؟ ايجزئ ان احج بهذا؟ فقال صلى الله عليه وسلم نعم ولك اجر نعم اي له حج ولك اجر واجرها في اعانته على صلوات الله وسلامه عليه فلما علموا انه رسول الله رفعت امرأة صبيا اي طفلا صغيرا ولا يتبين من الحديث اهوى قد بلغ سن التمييز او لم يبلغ سن التمييز. لانه مرفوع والمرفوع قد يكون مميزا ست سبع ثمان سنوات وقد يكون دون ذلك رضيع او ما دون التمييز ما دون السبع من السنوات فقالت يا رسول الله افقلت الهذا حج نقل الامام النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين في باب التعاون على البر والتقوى. حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي ركبا بالروحاء فقال من القوم؟ قالوا المسلمون. فقالوا من انت؟ قال رسول الله. فرفعت اليه امرأة نبيا فقالت الهذا حج؟ قال نعم ولك اجر. رواه مسلم. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله اصحابه اجمعين اما بعد هذا الحديث حديث عبد الله حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما في قصة هؤلاء الجمع من الناس حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم لقي ركبا بالروحاء الركب هم الذين يركبون الابل وهم في الغالب دون العشرة يطلق على ما دون العشرة ممن يركبون الابل ركبا والروحاء منزلة بين مكة والمدينة ولم يبين ابن عباس متى كان هذا في اي عام فسألهم النبي صلى الله عليه وسلم لما لقيه هما للقوم يعني من انتم وهذا للاستعلام ومعرفة حال هؤلاء الجمع الذين لقيهم صلى الله عليه وسلم فقالوا المسلمون تعرفوا انفسهم بدينهم لا بقبيلتهم ولا بعوائلهم ولا ببلدانهم بل بدينهم الذي يجتمعون فيه مع اهل الاسلام انما المؤمنون اخوة فلما سألهم صلى الله عليه وسلم من المسلمون من القوم؟ فقالوا المسلمون ردوا عليه السؤال من انت يستعلمون من هو فقال رسول الله وهذا وصفه المطابق لما وصفه الله تعالى به كما قال تعالى محمد رسول الله وهو اشرف اوصافه صلى الله عليه وعلى اله وسلم ولا يوجد وصف اكمل من وصفه بعبد الله ورسوله كسب الحسنات والصالحات وتولي امره في هذا النسك العظيم وهذه العبادة الجليلة فيما لا يقدر عليه الصغير من رمي الجمار ونحو ذلك من الاعمال التي قد يعجز عنها فقال صلى الله عليه وسلم ولك اجر لها اجر اعانته على العمل الصالح وعلى ايظا تنشأته في عبادة الله وطاعته فانها ما فعلت ذلك الا حرصا منها على اكسابه الاجر وعلى ان ينشأ في طاعة الله وتنشئة النشء من صغرهم على طاعة الله يدرك نفعه الصغير اذا كبر ويدرك نفعه والداه لصلاح ذرياتهم واولادهم. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم مروا اولادكم بالصلاة لسبع. واضربوهم عليها لعشر هذا الحديث فيه جملة من الفوائد من فوائد هذا الحديث ان اشرف ما ينتسب اليه الانسان هو دينه الذي يتعبد الله تعالى به حيث لما سألهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من القوم؟ قال المسلمون وهذا بيان لا يتضمن تزكية لان الاسلام وصف يتصف به كل من قال لا اله الا الله محمد رسول الله. فيتضمن اثبات زكاء اكثر من انه يدين بدين الاسلام الذي هو الدين الذي لا يقبل الله تعالى من الناس سواه وفيه ايضا ان ان ان من سأل انسانا عن شيء فلا عجب ان يسأل عن مثل ما سأل. فانهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من انت تبين لهم النبي صلى الله عليه وسلم من هو بقوله رسول الله وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم بين لهم ما ينفعهم من وصفه فلم يقل محمد لاحتمال ان يشتبه بغيره او ابن عبد المطلب او نحو ذلك بين لهم الوصف الذي ينتفعون به وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولذلك المرأة مباشرة رفعت صبيا فقالت الهذا حج وفيهم ان وصف الانسان بما فيه من الخصال الحسنة اذا لم يكن فخرا وخيلاء فلا حرج عليه فيه وليس ذلك من الكبر. فلو مثلا كان الانسان حافظا القرآن فقال فبين ذلك لمصلحة من غير فخر ولا كبر فانه لا يذم على ذلك وكذلك سائر الاوصاف الحميدة. كان يقول انا كبير القوم. انا صاحب الوجاهة في هذا المحل او ما اشبه ذلك من الاوصاف التي يقولها لا على وجه التمدح والعلو والفخر انما على وجه البيان والوصف لحقيقة الامر فهذا لا حرج فيه وليس من التزكية المذمومة والمنهي عنها في قوله ولا تزكوا انفسكم فهؤلاء قالوا نحن المسلمون والنبي صلى الله عليه وسلم لما سئل قال انا رسول الله وفي المبادرة الى السؤال عما يحتاجه الانسان اليه. فان هذه المرأة بادرت الرسول صلى الله عليه وسلم بالسؤال عما كانت تحتاج اليه وينبغي الانسان اذا وفقه الله فلقي عالما وعنده اشكال او عنده سؤال يحتاج فيه الى بيان ان لا يسوف والا يؤخر فانها لم تشتغل بشيء قبل ان تسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ابنها او عن الصبي الذي معها اله حج ام لا وفيه المبادرة الى الاجابة والتشجيع على العمل الصالح فان النبي صلى الله عليه وسلم بادر بالاجابة وبين لها فضيلة هذا العمل الذي سألت عنه. حيث قال لها ولك اجر وفيه ان الانسان ينبغي له ان يسأل عن كل ما اشكل عليه كما قال تعالى فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون وان من من سئل وعنده علم متوثق منه ينبغي ان يبادر الى الاجابة والا يعطل الناس عن اجابتهم فيما يحتاجون اليه من سؤال وفيه من الفوائد ان حج الصغير صحيح حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم ولك اجر وحج الصغير على نوعين اما ان يكون مميزا في كلف من الاعمال ما يطيق من النية وغيرها ويناب عنه فيما لا يطيق كالرمي. كما جاء في حديث جابر حججنا ومعنا النساء والصبيان فلبينا عنهم ورمينا عنهم اي عن الصغار فرمينا عنهم اي عن الصغار فما عجز عنه الصغير من العمل الصالح يناب عنه في الحج او في العمرة ونحو ذلك وفيه من واما القسم الثاني من كان دون ذلك من كان دون التمييز لا او لا يستطيع ان يأتي بالاعمال فهنا يناب عنه ولو كان ذلك في النية بان ينوي عنه الحج لكن هنا مسألة وهي هل يصح ان يأمر ولي الصغير الصغير بان يحج عن غيره بمعنى ان يقول لابنائه الصغار انت تحج عن ابي وانت تحج عن امي من الاموات وان تحج عن جدي وهلم الجواب لا لان هذا تصرف في غير المصلحة لهم وفيه تكليف لهم بما لم يتحملوه فحج الصغير لا لا يكون الا عنه واما عن غيره فانه لا يناب عنه في هذا ولهذا ما يفعله بعض الناس من انه يأمر اولاده الصغار بان ينووا عن غيرهم من امواته هذا لا لا دليل عليه وهو تصرف فيهم بما هو خارج عن الاحسن اذ الاحسن ان يكون الحج لهم وفيه دليل لما لما ذهب اليه جمهور العلماء من ان حج الصغير يجزئ يجزئه لا يصح منه لكنه لا يجزئه وهذا محل اجماع ومعنى لا يجزئه يعني لابد ان يأتي بحج اخر لقول النبي صلى الله عليه وسلم ايما صغير حج ثم بلغ فعليه حجة اخرى هذه بعض المسائل المتعلقة بهذا الحديث والفوائد اسأل الله تعالى ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح وصلى الله وسلم على نبينا محمد