سؤال من احد الناس اسأل الله ان يفرج كربه يقول لماذا اذا احب الله عبدا ابتلاه لماذا اذا احب الله عبدا ابتلاه اناس متدينون وحياتهم جميلة ميسرة لا يوجد فيها بلاء رغم تقواه الجواب يا حبيب ان في المصايب والابتلاءات حكما عظيما وفوائد جمة وان كانت مؤلمة في ظاهرها فيها امتحان لصبر المؤمن ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يأتيكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله؟ الا ان نصر الله قريب والابتلاءات يا حبيب سبب لتكفير الذنوب ورفعة الدرجات وفي الحديث الصحيح ما من شيء يصيب المؤمن حتى الشوكة حتى الشوكة تصيبه الا كتب الله له بها حسنة او حطت عنه بها خطيئة الحديث الاخر ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة وفي حديث جابر تأملوا هذا الحديث اي والله يود اهل العافية يوم القيامة حين يعطى اهل البلاء الثواب لو ان جنودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقاريض يود اهل العافية يوم القيامة حين يعطى اهل البلاء الثواب لو ان جنودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقاريض ومن حكمها يا بني عدم الاغترار بالدنيا او الركون اليها انما هذه الحياة الدنيا متاع وان الاخرة هي دار القرار وما هذه الحياة الدنيا الا لهو ولعب؟ وان الدار الاخرة لهي الحيوان فلو خلت الدنيا من المصائب والابتلاءات لركن الناس اليها وغفلوا عن الاخرة لكن المصائب الابتلاءات توقظهم من رقبتهم ننبههم من غفلتهم تجعلهم يعملون لدار لا نصب فيها ولا هم ولا حزن ايضا من حكمها تنبيه والتحذير عن التقصير يتدارك المرء ما قصر فيه فتدركه رحمة الله بالتوبة جل وعلا يقول فاخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون. فلولا اذ جاءهم بأسنا تضرع ولكن قست قلوبهم وزينهم الشيطان ما كانوا يعملون فثق بالله يا عبد الله واحسن الظن به واعلم ان اقدار الله كلها خير. وان كانت في ظاهرها او بعضها في ظاهره مؤلم وعجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير. وليس ذلك لاحد الا للمؤمن. ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له. وان اصابته ضراء صبر كان خيرا وليس ذلك لاحد الا واعلم يا بني ان الدنيا دار ابتلاء واختبار وان الاخرة هي دار وان الجنة يوم القيامة هي دار النعيم والحبور ولو استثني احد من الانبياء اذا استثني سيدي وسيدك وسيد الناس جميعا لو طلعت سيرته لوجدته ينتقل من ابتلاء الى ابتلاء لقد ولد يتيما وعاش فقيرا وكذبه قومه واخرجوه من بلده. الى غير ذلك مما لا يحصى من من الابتلاءات لكنه صبر واحتسب لانه يعلم ان الله اذا احب عبدا ابتلاء وان المرء يبتلى على قدر دينه وان الجزاء ما عظم البلاء وان الله اذا احب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فعليه لا اله الا الله وعدم يا رعاك الله ان افعال الله لا تنفك عن حكمته ادرك ذلك من ادرك وافك عن ذلك من افك من الناس من يصلحه البلاء وترتفع به درجاته صبرا واحتسابا ومن الناس من تصلحه العافية. فترتفع بها درجاته شكرا وامتنانا. بكثير يقول في قول الله تعالى ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الارض ولكن ينزل بقدر ما يشاء انه بعباده خبير بصير يقول ولكنه يرزق من الرزق بما يختاره لهم مما فيه صلاحهم. وهو اعلم بذلك فيغني من يستحق الغناء ويفقر من يستحق الفقر كما جاء في الحديث المروي ان من عبادي فمن لا يصلحه الا الغنى. ولو افقرته لافسدت عليه دينا وان من عبادي لمن لا يصلحه الا الفقر ولا اغنيته لافسدت عليه دينه. وهذا المعنى وان كان صحيحا في ذاته. لكن هذا بهذه الصيغة لا يصح سندا لله يا بني في خلقه شئون فارضى بما قسم الله لك وسل الله العافية واذكر قوله تعالى ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وابقى