عندي تسعة وتسعين بيتا شعريا مائة الا واحدة. من حفظها اشتريت له سيارة. فهل يفهم من هذا التركيب لغة انني لم اقل من الشعر الا تسعة وتسعين بيتا شعريا فقط؟ الجواب لا. وانما هذا من باب يقول احسن الله اليكم لماذا اختلف عدد اسماء الله بين العلماء؟ اختلف عدد اسماء الله بين العلماء. الحمد لله رب العالمين وبعد هذا السؤال مبني على ان السائل قد خفي عليه وفقه الله ان اسماء الله عز وجل لا تحسد في عدد معين. لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الكرب او استأثرت به في علم الغيب عندك فهناك اسماء لله عز وجل قد استأثر بها في علم الغيب المطلق عنده. لا يعلمها احد لا من الملائكة ولا من المرسلين والانبياء فضلا عن الاولياء والصالحين. فهناك اسماء قد استأثر الله بها في علم الغيب عنده. فبناء على ان هناك اسماء استأثر الله بها في علم الغيب عنده قرر العلماء من اهل السنة والجماعة قاعدة في باب اسماء الله بان اسماء الله لا تحصر في عدد معين اسماء الله لا تحصر في عدد معين. فان قلت وكيف تقول بانها لا تحصر في عدد معين وقد روى الشيخان في صحيحيهما من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان لله تسعة وتسعين اسم مائة الا واحدا من احصاها دخل الجنة. فاقول الجواب هذا من باب حصر الثواب في العدد وليس من باب حصر العدد وفقك الله. لا تخلط بين الامرين. فلو قلت لك مثلا عندي ان عندي مائة بيت شعري ان انني اخرجت ثوابا وهو سيارة وحصرت هذا الثواب في عدد من ابيات شعري فهذا حصر الثواب في العدد وليس حصرا للعدد. فقول النبي صلى الله عليه وسلم ان لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة ان الله عز وجل لما خلق الجنة جعل لها طرقا. ومن جملة طرقها ان تحصي احصاء حفظ واحصاء ايمان واحصاء عمل بمقتض من اسماء الله عز وجل تسعة وتسعين فاظن السائل يقول لما اختلف العلماء في عدد اسماء الله مع ان البخاري ومسلم روى عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا يصرح بان لله تسعة وتسعين اسما. فمع هذا التصريح الدقيق لهذا العدد فلم يختلف العلماء؟ فمنهم من يعد هكذا ومنهم من يعد هكذا ومنهم من يعد هكذا ومنهم من يعدها كذا فهذا بناء على انه حصر اسماء الله عز وجل في هذا العدد. ولعلي بينت له ان هذا من باب حصر الثواب في العدد وليس من باب حصر العدد. هذا اولا. واما ثانيا فاذا كان يقصد اختلف العلماء في اسماء الله يعني ان هذا يثبت ان هذا اسم. بينما ينفيه الاخر كاسم الله المحسن فمنه من يثبته اسما ومنهم من لا يثبته. واسم الله الهادي. فمنهم من يثبته اسما ومنهم من لا يثبته الحنان فمنهم من يثبته اسما ومنهم من لا يثبته. فاذا كان السؤال عن هذه النقطة وليس عن العدد وانما عما يدخل في في دائرة الاثم مما لا يدخل فسبب اختلاف العلماء في ذلك هو اختلافهم في الضوابط التي تطبق على اسماء الله هناك من يزيد في هذه الشروط اي في شروط دخول الشيء في باب التسمية ومنهم من ينقص من هذه الشروط. فمنهم مثلا من يشترط ان يكون الاسم معرفا بالالف واللام في الادلة الشرعية ومنهم من لا يشترط ذلك ومنهم من يجعل من شروط الاسم ان يكون مستقلا بالمعنى الكمالي غير مقرون بغيره. ومنهم من لا يشترط ذلك الذي يشترط ذلك يقول بان النافع ليس من اسماء الله. اذ لا يكمل معناه الكمالي الا باقتران اسم الضار. وكذلك المحيي ليس من اسماء الله اذ لا يكمل ذلك الا اذا اقترن بمعنى المميت. فكل اسم لا يستقل بمعناه الكمالي فلا يعتبر من جملة الاسماء. بين اما الفريق الاخر لا يشترطون ذلك ويقولون بل هو من جملة اسماء الله حتى وان كان كماله متعلقا باسم اخر. فالنافع والضار من اسماء الله عند هؤلاء والمحيي والمميت من اسماء الله عند هؤلاء. افهمت هذا؟ فلخلاف العلماء في قضية الاشتراط فيما يدخل في الاسمية مما لا يدخل يختلفون في هذه الاعداد. فبينت لك سؤالك على الجهتين. فان كنت تقصد الاولى فقد تقدم جواب وان كنت تقصد الثانية فقد بينت سببها والله اعلم