عثمان بن عفان رضي الله عنه وعثمان ابن عفان اصلا من الخلفاء الراشدين اللي احنا امرنا ان نتبع سنتهم وهو عارف كده كويس. فعارف ان اللي بيعمله ده هيتبع المزلوم في حياته سواء وهو عايش ولا بعد ما مات. نسأل الله عز وجل ان يتقبل منا ومنكم. جزاكم الله خيرا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته اكبر قيمة النعمة التي يعني حازها او التي اعطاها الله عز وجل له. كمان تزيد المشكلة اكتر لو كان الشخص اللي بيتعامل ده مشتهر عنه التسامح. مشتهر عنه اللين العاطفة الرقيقة الطيبة. اه الناس بتكترئ بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله التعامل مع جموع الناس امر صعب. الناس لها آآ مشارب مختلفة اتربت سيبيات مختلفة عندها ثقافة مختلفة عندها طبائع مختلفة كل اما اتعاملت مع شرائح اكتر كل ما زادت الصعوبة. وبالتالي الوالي او الحاكم او الامير امير المؤمنين مسلا زي سيدنا عثمان ابن عفان او عمر بن الخطاب او غيره من الامراء اللي حكموا عدد كبير جدا من الناس بيتعرض لصعوبات كبيرة في التعامل مع اطياف مختلفة من البشر وخاصة لما بنيجي نتكلم على هذا الزمان الاول زي زمن سيدنا عثمان بن عفان في ناس صاحبت النبي صلى الله عليه وسلم قمة القمة من الصحابة الكرام من المهاجرين والانصار وفيه ناس دخلت في الاسلام يعني آآ بعد كده ما شافتش كتير من الرسول صلى الله عليه وسلم لكن عاشت مع الصحابة وفي ناس دخلت في الاسلام في بلاد بعيدة ما شافتش الصحابة اصلا او شافت عدد قليل منهم وبرضو هي في الامة الاسلامية التعامل مع هذا وذاك بطريقة واحدة امر صعب جدا لان الذي يعجب هذا لا يعجب ذاك وهكذا لا يمكن الاحوال ترضي كل الاطراف. وتزيد المشكلة اكتر في التعامل مع الاطياف المختلفة من الناس. لما بتزهر عند الناس بعض الامراض زي البتر مسلا البتر ان هو من كتر النعم يبتدي لا يشكر ويبتدي يجحد هذه النعم ويجحد الراحة التي يجدها في الامة او في الدولة او في البيت او في المجتمع يشهد النعم كترت قوي فهو ما عدش على مسل هذا السلوك لما بتكون سلوكياتها مش جيدة. لما بيكون في مجتمع صالح زي مجتمع النبي صلى الله عليه وسلم او مجتمع يعني عصر الاول من من الاسلام الصحابة الكرام كانوا بيقدروا هزا الموضوع للشعب كله قمة القمة في الايمان. فلما بيكون حد سامح بيبقى مكانته عالية عندهم لكن عندما تنحرف اخلاق الناس وتسوء الطبائع ساعتها بينظروا الى هذا المتسامح على ان هو ضعيف وبالتالي يجترئون عليه. كل ديت مقدمة لما فعله الناس عندما وسع عثمان بن عفان رضي الله عنه وارضاه مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم اعاد بناءه على طريقة قوية ومتينة وواسعة يعني تحمي عدد كبير من المصلين من البرد او من الحر او من المطر او من الريح او ما الى ذلك. رد فعل غريب جدا جدا شفناه لهزا العمل الجليل الذي قام به عثمان بن عفان رضي الله عنه. بيحكي عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قصة توسعة المسجد النبوي منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم القصة التي نرويها ها هنا مروية في البخاري. فيقول عبدالله ابن عمر كان المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مبنيا باللبن وسقفه الجريد. اللبن يعني الطين. بناء بسيط. امكانيات الدولة ساعتها بهذه الصورة. فبنت البناء هذا البناء البسيط بيت طوب من اللبن من الطين والسقف من الجريد اوراق النخيل. وعمده خشية شب النخل فبكده بيجيبوا النخلة يقطعوها مسلا نصين او يحطوها زي ما هي كعمود في المنتصف. يعني بمنتهى البساطة هذا المسجد. فلم يزد فيه ابو بكر شيئا. طبعا فترة حكم ابو بكر الصديق كانت قصيرة. المسجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وده ما زكروش عبدالله بن عمر في الرواية بتاعته للاختصار وسع اصلا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. لكن لما جه عهد ابو بكر الصديق كان العهد بتاعه قصير سنتين وشوية فلم يوسع في المسجد النبوي. وزاد فيه عمر لما جه عمر وسع المسجد وبناه على بنيانه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم باللبن والجليد. بنفس طريقة البناء. واعاد عمده خشبا. ثم غيره عثمان نيجي بقى ايه لو عهد عثمان وعبدالله بن عمر طبعا معاصر كل هذه العهود. ثم غيره عثمان رضي الله عنه فزاد فيه زيادة كثيرة. المسجد التاسع جدا في عهد عثمان. وبنى جداره بالحجارة المنقوشة والقصة القصة اللي هي الجير او الكلاس يعني هو الطلاء يعني بعد اما حط حجارة بدل ما يبنيه اللبن اللي هو الطين ده نادي حجارة. حجارة قوية. والحجارة القوية ديت كساها بعد كده بالجير عشان تبقى يعني ملساء وشكل مسجد يكون جيد. وجعل عمده من حجارة منقوشة وسقفه بالساج. ساج ده خشب. خشب آآ نضيف قوي ضخمة قوي بيستورد من الهند. فجاب ساج وغطى به مسجد النبي بدل ما كان مغطى باوراق النخيل الحقيقة وضع في كلام عبدالله ابن عمر الفكر المتطور عند عند عثمان ابن عفان ما كانش راجل تقليدي. مش لازم انا اعمل نفس الصورة اللي فاتت طالما ان ما عنديش نهي عن هذا الموضوع بالعكس هو دلوقتي شايف امكانية الدولة تسمح بان انا اصرف على المسجد ده انفاق جيد واجيب خشب من الهند اسقف به ليه ليه الخشب ده غالي؟ الخشب له فيه رائحة طيبة. وفي نفس الوقت الخشب ده قوي. يقدر يعيش فترات اطول. فالراجل عايز يعمل مسجد قوي بدل ما يعيش سنتين ولا عشرة ويحتاج بعد كده اعادة بناء تاني لانه اتهدم لان الطوب بتاعه لبن والطوب ضعيف والخشب كزا لو امكانياتي ما فيش فيها غير كده خلاص قدر الله وما شاء فعل بعمله كده. لكن افرض ربنا وسع علي واعطاني من المال كدولة او كحتى كافراد اثرياء في المجتمع ان هم عندهم القدرة انهم يبنوا مسجد قوي بدل ما يعيش عشر سنين يعيش ميت سنة. بدل ما يضيق على الناس يوسع عليه من المسجد ويشتري البيوت اللي حوالين المسجد ويوسع فيها المسجد. ايه ايه الغلط في كده؟ وانه يحط خشب آآ رائحته جميلة وان ويدهنه كله بالجير. يعني هو اي تزيين في المسجد او شيء يلفت نظر المصلي فنقدر نقول ان ده عمل خطأ من الاخطاء الشرعية وهذا هذا ليس داخلا في تشييد المساجد اللي لو نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم الرسول صلى الله عليه وسلم كما في حديث البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ما امرت بتشييد المساجد. تشييد المساجد يعني اطالة المساجد قوي. والزخرفة بتاعة المساجد. قال ابن عباس لا تزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى. شف قد ايه فهم عبدالله بن عباس للكلمة التشييد. قصده فيها الزخرفة. وده ما عملوش بعد ذلك فاللي عمله ده شرعي تماما مائة بالمائة بنى البناء جيد وكساه بالجير عشان ما يلفتش انظار الناس. فانت عايز دي اكتر من كده ومع زلك عن محمود بن لبيد رضي الله عنه هذا صحابي من الانصار من الاوس فيقول ان عثمان ابن عفان اراد بناء المسجد فكره الناس ذلك. الناس اللي هي مش فاهمة في الموضوع كرهت الا ان الشكل اتغير عن الشكل اللي كان موجود على عهد النبي صلى الله عليه وسلم. بس النبي ما ادناش حديس قال لازم تبنوا المسجد باللبن وتحطوا السقف بتاعه من الجريد جريد النخل ما قلش كده. لو كان قال كده خلاص كان التزم عثمان بهذا النص. لكن الرسول بنى المسجد بالزروف التي كان فيها بديت طريقه سيدنا عسمان فقه ان الغرض هو مكان يحمي المسلمين ليعطيهم فرصة للصلاة وده اللي قاله بعد كده على فكرة عمر ابن الخطاب لما بنى المسجد قال امر آآ عمر آآ ابن الخطاب ببناء مسجد فقال اكن الناس من المطر. انا ببني المسجد ليه؟ بحمي الناس بحط لو انا حطيت السقف الجريد النخيل اهي زي عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كانت الامكانيات كده ما عندوش غير كده. كان المطر بيتخلل النخيل وياما شفنا الرسول بيصلي والطين موجود. بيصلي في الطين نفسه بيسجد في الطين. لان هو المسجد بيسرب ميه لو عنده القدرة على حماية المسجد من الماء كان عمل بس ما فيش امكانيات في الدولة وهي لسه ناشئة والدولة حالتها الاقتصادية ضعيفة. سيدنا عمر ما عملش كده حط سقف قوي قال اكن الناس من المطر واياك ان تحمر وتصفر فتفتن الناس الزخرفة ما عملهاش سيدنا عثمان هو حط الجير لونه ابيض على المسجد كله. فهو ما عملش الزخرفة فهذا مبدأ عمر ابن الخطاب. بس عشان اللي عامل الكلام ده عثمان ابن عفان وهو متسامح مع الناس الناس اتجرأت وبدأت تعترض وتقول ان ده يعني اه ما هواش موافق لما كان على عهد النبي صلى الله الله عليه وسلم فاحب كما يكون محمود ابن لبيد رضي الله عنه فاحب ان يدعه على هيئته. فقال لهم عثمان سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من بنى مسجدا لله بنى الله له في الجنة مثله. عشان كده انا بنيت المسجد بهذه السورة. والحديث في الصحيح مسلم. استمر الناس في العتاب على عمر حتى ضجر على عثمان حتى ضجر عثمان رضي الله عنه. من كتر ما الناس اتكلمت كتير في الموضوع هو في الاخر كل اللي عمله اتبنى مسجد جميل وسعه يعني انا صراحة مدهوش من رد فعل الناس وجرأة للناس على هذا الخليفة العظيم رضي الله عنه عن عبيد ابن عبيد الله الخولاني انه سمع عثمان ابن عفان الحديس ده في البخاري على فكرة سمع عثمان بن عفان يقول عند قول الناس فيه حين بنى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. من كتر ما الناس اتكلمت قامت رضي الله عنه خطب في الناس قال انكم اكثرتم انكم اكثرتم واني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له مثل وفي الجنة يعني خرجوا الراجل عن حلمه خرجوا الراجل عن عن السكون والهدوء والراحة النفسية اللي كان عايش فيها اكثرتم هو انا عملت ايه؟ ده انا بنيت مسجد ووسعته وفكر متطور بحمي المسلمين لمدة ميت سنة مش في عهدي بس فيعني الصراحة شيء شيء آآ يعني صعب جدا. الكلام ده كله بيورينا مدى الاختلاف الذي حدث في البيئة يعيش فيها عمر يعيش فيها عثمان ابن عفان رضي الله عنه وارضاه. وده كله بيمهد بعد كده لحوادث الفتنة التي تحدث في اخر عهدي. مشكلة الاعتراض بقى المستمر الذي سيصل به في النهاية الى الحصار والى الاستشهاد رضي الله عنه وارضاه. لكن طبيعة الناس البتر الذي كانت تعيشه الناس. الناس كانت عايشة في ضنك العيش وعايشة في زروف صعبة جدا على مدار عقود متتالية. وفجأة بدأت ما شاء الله حالة البلد من الرخاء والاقتصاد المتطور جدا اموال الكثيرة والخيرات الضارة على البلد الضارة بالدال يعني تدار على البلد كثيرا. وفي نفس الوقت انتصارات وراء انتصارات وراه انتصارات لحد هذه اللحظة لم يهزم عثمان بن عفان رضي الله عنه وارضاه في معركة واحدة. بنتكلم الحدس ده حصل سنة تسعة وعشرين. بناء المسجد النبوي ده سنة وعشرين هجرية والاعتراضات دي يعني بعد ست سنين من حكمه هو حكم اتناشر سنة. فست سنين دولت ما اتغلبش ولا موقعة. انتصارات حتى في المعارك البحرية انتصارات مع ان الجيش الاسلامي كان لسه حديس في البحر ومع زلك ما اتعرضش لهزيمة واموال قد كده واتساع في الدولة وتحقيق نجاحات وراء نجاحات والناس مش عاجبها زلم كسيرا عثمان ابن عفان رضي الله عنه ظلمه من عاصره من الناس اللي دخلوا في الاسلام حديثا يعني او الناس القديمة التي لم تتربى في محاضن تربوية كاملة كبيرة وبالتالي عانت من موضوع بطل النعمة بهذه الصورة او عانى بعد كده من المؤرخين والذين درسوا القصة بعد وفاته رضي الله عنه وارضاه وكتبوا فيها ما كتبوا. حقائق هنا بنزكرها عبدالله بن عمر رضي الله عنه عبدالله بن عباس رضي الله طبعا هم لما وصفوا هزه الصورة وانه الرجل لم يكن مخالفا ابدا عندما بنى المسجد على هذه الصورة واقره كبار الصحابة. ما شفناش حد من كبار الصحابة ما زي علي بن ابي طالب ابو طلحة ابن عبيد الله او الزبير ابن العوام او سعد ابن ابي وقاص عبدالرحمن ابن عوف كلهم كانوا معاصرين سيدنا عثمان ما حدش فيهم اعترض على ما فعله عثمان انما جاء الاعتراض من عموم الناس الذين لا نعرف اسمهم ولا طبيعتهم. نسأل الله عز وجل ان يرفع من قدر هذا الرجل العظيم صاحب الفكر المتطور المبهر القدير على ادارة الدولة بهذه الصورة الكبيرة. ونسأل الله عز وجل ان يعوضه خيرا عمن يعني عما تعرض له من اذى