انا شاب مسلم ادرس في امريكا وقد كان معي في الكلية حديث ونقاش طويل مع طالب نصراني متشدد وبعد عدة نقاشات بعد ان بينت له مبادئ الاسلام ورأي الاسلام بالانبياء والكتب المنزلة عليهم قال لي وبالحرف الواحد انا لم اسمع بمثل هذا من قبل عن الاسلام وكنت اعتقد ان الاسلام او النبي صلى الله عليه وسلم عبارة عن رجل مفكر لا غير مثل فلان وفلان وقال لي الان انا اؤمن بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم مائة في المائة عند ذلك قلت له انت الان امنت مصر فعليك نصف اخر ومهم. وهو العبادة والصلاة. فقال علمني فقلت عليك ان تقرأ القرآن بلغة عربية وقت الصلاة وذلك لانه كلام الله وعند ذلك قال لي الان لم يعد عقلي يقتنع بذلك. لان الله يعرف لغة كل المخلوقات فلماذا يجب ان اصلي بلغة عربية؟ وهي ليست لغتي. وهل الله لا يفهم الا اللغة العربية تعالى الله فعند ذلك قلت على اية حال جواب ذلك ليس عندي او لا استطيع ان اقنعك انا بمعلوماتي بذلك وكتبت لكم هذه الكلمات عسى ان استمع الاجابة منكم وانقلها الى ذلك الشخص وامثاله. جزاكم الله عنا خير الجزاء لا شك ان الاسلام يقتضي من المسلم ان يتعلم قراءة الفاتحة بلغتها العربية لان هذا القرآن وصفه الله بانه كلام عربي قرآن عربي فاذا ترجم عن لسانه لم تبقى له صفته الاعجازية ورونقه البلاغي العار الذي لا يدانيه كلام البشر لان ناقله من لغة نزوله الى لغة اخرى ليس هو منزله بل ناقله البشر فلا يستطيع البشر ان ينقل كلام خالق البشر جل وعلا من لغة الى لغة بالمعنى والقوة التي يشتمل عليها حين انزله الله جل وعلا وتكلم به ثمان الايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم مئة في المئة لا يكفي لان يدخل الانسان في الاسلام وانما يدخل في الاسلام اذا شهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وشهد ان محمدا رسول الله وانه المبلغ عن الله فاذا شهد انه لا اله الا الله وحده لا معبود بحق سواه فهذا يقضي على التثليث طيب طيب واذا شهد ان محمدا رسول الله فمن مقتضى هذه الشهادة ان يعمل بمدلولها وان يصدق ما جاء عن المشهود برسالته وجاء عنه ان رسالته مهيمنة على ما سبقها من اديان وانه وجاء في القرآن الذي هو معجزة محمد صلى الله عليه وسلم ان من يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه واما كون الله جل وعلا يعلم جميع الالسنة فهذا امر مسلم به واجمع عليه المسلمون والله اعالم ب وكل هذا الكون دقيقه وجليله ومع ذلك ايوة. فان من لا يحسن العربية. ايوة ولا يستطيع تعلم حرف منها لا يقال انه غير مسلم اذا شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله باللغة التي يفهمها. طيب طيب فاذا شهد بذلك صار مسلما ثم بقي عليه ان يتعلم وليس التعلم بالعسير عليه فان تعلم بضع كلمات تجزئه في صلاته كالفاتحة التي هي السبع المثاني والتي هي ام القرآن لا يشق وقد اعالج علماء الاسلام هذه المسألة ورأوا ان من اسلم ولم يستطع معرفة هذه السورة انه يسبح بقدر ما يستطيع ولو بلسانه هو. طيب. بلغتهم. بقدر وقوفه في قراءة الفاتحة وهكذا في بقية اركان الصلاة. نعم والم تعلم كمثل هذا الشاب الذي ناقشه الشاب المسلم. نعم لا يعدم وسيلة فت مر على التلفظ للغة العربية بالشهادتين وبتلاوة سورة الفاتحة وكم في الولايات المتحدة من شاب وشابة لا يعدون بالعشرات ولا بالالاف انتقلوا الى دين الاسلام عن قناعة. الحمد لله اذ ان دين الاسلام لا يجعل بين المسلم وبين الله واسطة ولا يفرض عليه اذا ارتكب ذنبا ان يعترف عند قسيس او كاهن. هم ما على المسلم او غير المسلم اذا اراد ان يسلم الا ان يتوجه الى الله فلا يحتاج الى وسيط ينقر توجهه ولا الى قسيس او عالم او راهب يكون واسطة بينه وبين الله بل ما عليه الا ان يتوجه الى الله والله يعلم السر والنجوى ويعلم ما يخفى من القول وما يجهر به وهو يرى كل شيء سبحانه وتعالى وقال في محكم كتابه لنبيه صلى الله عليه وسلم واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي وقد فسر اهل العلم هذه الاية حين لم يقل الله له فقل لهم اني قريب بل بدأها بقوله فاني قريب كأن الله خاطب الناس انفسهم ليعلموا انه ليس بينهم وبين الله وسيط دعائهم وتضرعهم اليه فلا يحتاج المسلم من عربي او عجمي شرقي او غربي لاحد يكون بينه وبين الله وانما يحتاج ان لمن يعلمه طريق الهداية الى الله جل وعلا. طيب يجاب هذا الفتى الذي اشار اليه السائل بان معرفة القرآن ومعرفة اعجاز هذا القرآن العظيم وما دل عليه من دقائق العلوم يتوفر لمن اتقن لغة القرآن لكن ذلك غير واجب وانما الذي يجب ان يعرف من القرآن ما يستطيع ان يصلي به كقراءة الفاتحة. طيب وهو متيسر بحمد الله وكما قلت لو فرض انه عجز عن تعلمها. نعم. عامنا واكثر. نعم لا نقول انه ليس بمسلم لعدم قدرته على قراءتها بل يفعل ما يستطيع. لان ربنا يقول فاتقوا الله ما استطعتم والواجب على الشبيبة الاسلامية في كل مكان. طيب ان تكون وسيلة دعوة بلسانها واخلاقها وعاداتها ومجاملاتها واحترامها لدينها وثقتها بسلامته من التحريف فليس فيه تعريف بحمد الله فهذا القرآن تتداوله الامة الاسلامية بمختلف فرقها ومذاهبها وفي مختلف اصقاعها في الشرق والغرب فالمصحف في شرق اسيا في الجابان هو المصحف في غرب اوروبا وفي امريكا. الحمد لله وليس هناك مصاحف مختلفة كالعهد القديم والعهد الجديد. مم بل هو كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. ثم ميزة المسلم انه لا يكمن يكون مسلما الا اذا امن بالانبياء اذا امن بعيسى وموسى وما بينهما وما قبلهما من انبياء الله ورسله فهذا ركن الايمان ان يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فالمسلم ليس كغيره لا يعادي الانبياء واتباعهم الصادقين في اتباعهم بل يرى ان الانبياء سادة البشر وان اتباعهم اخوانه في الدين وبمجيء محمد صلى الله عليه وسلم وجب على الخليقة كلها ان تكون على منهج محمد صلى الله عليه وسلم لانه متمم لما سبقه ومهيمن في رسالته على من سبقه والله اعلم