الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول لماذا قال الحنابلة بان الماء الطهور؟ هو الماء المطلق دونما دون ما عداه. وما مأخذهم في قولهم هذا الحمد لله رب العالمين وبعد؟ الجواب الماء المطلق هو ما اطلق عن امرين. اطلق في في لفظه فلم يظف الى شيء اخر. واطلق في وصفه فلم يغيره شيء اخر فالمطلق في لفظه بمعنى ان من رآه يسميه ماء ولكن لو انه خالطه شيء اخر حتى اضيف اليه كقولهم ما الورد ماء الزعفران فهذا خرج عن اطلاقه لفظا فمتى ما قيد اطلاق لفظ الماء بشيء اخر من المخالطات فانه يخرج عن دائرة الماء المطلق. وكذلك لابد في وصفه بكونه طهورا عند الائمة الحنابلة رحمهم الله ان يكون مطلقا في وصفه. بمعنى ان الله عز وجل خلق الماء على صفة معينة معلومة فمتى ما تغيرت هذه الصفة بمخالطة شيء من الطاهرات كاوراق الشاي فانها اذا خالطت الماء غيرت الماء عن صفته خلقه الله عز وجل عليها فيخرج عن اطلاقه وصفا. فالحنابلة رحمهم الله تعالى يقولون متى ما خرج الماء عن اطلاقه لفظا فاضيف الى غيره كمائل باقي الله وماء الفول وماء العدس وماء الورد وماء الزعفران. فانه يخرج عن الماء المطلق الذي ذكره الله عز وجل في قوله وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به. فقال ماء واطلقه الله عز وجل وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم ان الماء طهور لا ينجسه شيء. فاطلق النبي صلى الله عليه وسلم لفظ الماء ولم يقيده بشيء فمتى ما قيد لفظ الماء بقيد لفظي او قيد وصفه بوصف اخر فانه حينئذ يخرج عن الاطلاق فيخرج عن دخوله تحت هذه الادلة التي ورد فيها لفظ الماء مطلقا عن اي شيء اخر. فالادلة ذكرت الماء باطلالة فلا يدخل تحت مسمى هذا الماء في الادلة الا ما كان مطلقا في لفظه وما كان مطلقا في وصفه. فمتى ما قيد لفظ الماء بشيء ان من المقيدات او تغير وصفه بشيء يخرجه عن اصل عن وصف اصل خلقته فانه يخرج عن دائرة الماء المذكور في الادلة. هذا هو مذهب الحنابلة. ولكنه مذهب مرجوح والقول الصحيح في هذه المسألة ان شاء الله هو ان الماء الاصل فيه الطهورية فلا يخرجه عن هذا الوصف الا اذا خالطه شيء من النجاسات فغيرت احد اوصافه من لون او طعم او ريح او اذا او اذا اختلط بطاهر اخرجه عن مسمى الماء مطلقا. فاذا رآه الانسان لا يسميه بماء وانما يسميه باسم الطاهر المخالط فاذا اختلطت اوراق الشاي بالماء فغلبت اوصافها على وصفه فان من يراه بعد هذه المخالطة لا يسميه ماء وانما يسميه باسم الطاهر المخالط فيقول هذا شاي وليس بماء. واذا اختلطت حبيبات العصير بالماء فان الانسان يسميه بعد ذلك بعصير لا يسميه بماء. واما اذا اختلط به شيء من الطاهرات ولم يخرجه عن مسمى الماء فانه حتى وان تغير شيء من اوصافه بهذا الطاهر المخالط. واختار هذا القول ابو العباس ابن تيمية رحمه الله وهو القول الصحيح في هذه مسألة والله اعلم