الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول احسن الله اليك. لماذا لم يقبل النبي صلى الله عليه وسلم توبة المنافقين الذين سبوه واصحابه في غزوة تبوك الحمد لله هذا السؤال فيه خطأ باعتبار اللفظ. لا باعتبار قصد السائل فان قصد السائل لا نتكلم عليه ولكن باعتبار الفاظه فان الذي يقبل التوبة فليس هو النبي صلى الله عليه وسلم وانما قابل التوب وغافر الذنب انما هو الله عز وجل. فالله هو الذي يقبل التوبة عن عباده ولكن السؤال لماذا لم يقبل عذرا من اعتذر اليه لما سبوه في غزوة تبوك والذين نزلت فيهم قول الله عز وجل قل ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم فالسؤال عن السبب في عدم قبول العذر. الجواب لان الله عز وجل اكذبهم في هذا العذر وانما ارادوا به قد اذهاب اللوم ظاهرا والا فان والا فانما قالوه حقيقة كان نابعا من قلوب منافقة. الا في من زكاه الله عز وجل واخبر بانه بانه قد تاب. فحين اذ سبب عدم قبول العذر هو انهم قالوا بافواههم يا الم تنطوي عليها قلوبهم وانما كانوا يعتبرون آآ افتكاكا من الوحي الذي نزل فقط لانهم علموا انهم قد فضحوا وان يعلمون ان الله عز وجل يوحي الى نبيه صلى الله عليه وسلم بالوحي. فحتى يقف الوحي عن هذه الايات التي تنزل افضحوا مقاصدهم بادروا بالاعتذار الظاهري. واما قلوبهم فانها لا تزال منطوية على هذه السخرية وعلى هذا الاستهزاء ومن المعلوم ان الاعتذار باللسان فقط مع عدم وجود ندم قلبي يعلمه الله عز وجل من صاحبه ان هذا من جملة اعتذار المنافقين. من جملة اعتذار المنافقين. والا فلو انهم تابوا بين يدي الله عز وجل توبة يعلمها الله عز وجل منهم لتاب لتاب عليهم. ولذلك قال الله في اخر الايات ان نعفوا عن طائفة منكم. وهم الذين تكلموا وهم الذين كانوا او تكلم بعضهم ثم بادر بالتوبة لكن لم يكن كلامه عن نفاق. ان نعفو عن طائفة منكم نعذب طائفة فمن تاب الى الله عز وجل من هذا الكلام باطنا وظاهرا. فهو من جملة من عفا الله عز وجل عنه. واما من اعتذر ظاهرا ولكن قلبه لا يزال منطويا على هذه السخرية لا يزال قلبه منطويا على هذا الاستهزاء بالله وباياته ورسوله فانه يدخل في قوله عز وجل ان نعذب الطائفة. فاذا انقسم هؤلاء الى طائفة عفا الله عنهم وهم من تاب باطنا وظاهرا. والى طائفة اخبر الله انه سيعذبهم وهم الطائفة الذين اعتذرت السنتهم ولكن قلوبهم لا تزال خبيثة قذرة بقذارة النفاق. فلم يقبل النبي صلى الله عليه وسلم عذرهم لان الوحي جاءه واخبره بانهم يقولون بافواههم اعذارا لم تنطوي عليها قلوبهم وليس ليست نابعة عن ندم حقيقي والله اعلم