الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول السائل ماذا امرنا بقتل الاوزاغ المعاصرة مع انها لم تنفخ النار على ابينا ابراهيم عليه السلام والذي نفخ النار قد مات فما ذنب هذه موجودة الان الحمد لله رب العالمين وبعد المتقرر عند العلماء انه لا عقل مع نقل. وان النقل مقدم على الاراء والاستحسانات الباردة السامجة التي لا خير فيها وانه لا يجوز للانسان ان يتقدم بين يدي الله ورسوله لا بقول ولا بفتيا ولا بحكم ولا برأي ولا باجتهاد ولا بعقد ولا باستحسان ولا باي شيء اخر. وان الواجب على الانسان اذا سمع الامر من الله ورسوله ان يقول سمعنا واطعنا امنا وصدقنا والا يماحل ولا يماطل ولا يجادل. لان التسليم دليل على وجود الايمان والقبول في القلب. فكلما ازداد قبول الدين في القلب كلما ازداد امتثال الجوارح والقبول شرط من شروط لا من شروط صحة لا اله الا الله. يقول الله عز وجل انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا. ويقول الله عز وجل فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. فما قضاه الله ورسوله فالواجب علينا قبوله واعتماده والعمل به والسير والسير على مقتضاه. والا نجد في صدورنا ولا ولا اي ولا مطلق الحرج من من العمل به والرضا والقبول به. وقال الله عز وجل وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله ان يكون لهم الخيرة ان يكون لهم الخيرة من امرهم. ومما قضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم انه امر امته بقتل الاوزاغ. فاذا يجب علينا ان نقول سمعا وطاعة لنبي الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم فان السمع والطاعة امر مفروظ على كل من امن به. بل ان حقيقة الايمان بانه رسول الله ان نطيعه فيما امر وان نجتنب ما نهى عنه وزجر. وان نصدقه فيما اخبر والا نعبد الله الا بما شرع ففي الحديث الذي رواه الامام البخاري عن ام المؤمن عن عن ام شريك ان النبي صلى الله عليه وسلم امر بقتل الاوزاغ وقال كان ينفخ النار على ابراهيم عليه السلام. وفي رواية عند الامام مسلم رحمه الله من قتل وزغة في اول ضربة فله كذا وكذا حسنة. ومن قتلها في الظربة الثانية فله كذا وكذا حسنة. لدون الاولى. وان قتلها في الظربة الثالثة فله وكذا وكذا حسنة لدون الثانية. فالذي يصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ويؤمن بانه رسول الله وانه لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. فانه لا يرد في ذهنه اي اشكال في تطبيق هذا الحكم الشرعي ولا يعارض ولا يماطل في تطبيقه ولا يماحل او يجادل. وانما يقول بما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم امرني بذلك فانه لا اجد في نفسي الا وجوب السمع والطاعة لامره صلى الله عليه وسلم واما من كان من طبيعته ان يعرض نصوص الوحي على عقله لينظر اتتوافق مع عقله ام لا فانه يعبد عقله وشهوته وهواه. في حقيقة امره. فلا يجوز ان نعترض على هذا الامر الشرعي النبوي الثابت في الصحيح بقتل الاوزاغ بحجة ان الوزغ الذي كان ينفخ النار على ابراهيم قد مات لان هذا مبني على عدم الاذعان والتسليم للدليل هذا اولا ومبني على عدم فهم الحديث لان النبي صلى الله عليه وسلم لما امرنا بقتل الاوزاغ اخبرنا بانها من جملة الفويسقات. ثم بين لنا وصفا من اوصاف فسقها بانها من فسقها كانت تنفخ النار على ابراهيم. فالنفخ على ابراهيم ليس وصفا محصورا في الوزغ الذي كان على حياة ابراهيم عليه السلام. وانما هو وصف كاشف لشيء من حقيقة هذا الجنس من المخلوقات. فهو يريد ان يبين وصفا من اوصاف هذا الجنس. فاذا من فسق هذا الجنس وهو الوزغ انه كان ينفخ النار على ابراهيم فهذا بيان لشيء من اوصاف فسق هذا الجنس. فالكلام ليس صادرا على وصف وزغ بعينه قد مات وانتهى الامر. حتى يكون قتل الاوزاغ من بعده ظلما وعدوانا. لا. وانما هو بيان ووصف كاشف لشيء من فسق هذا الصنف. كما بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم في احاديث اخرى ان ان فأرث مأمور بقتلها لانها فويسقة ثم بين وصفا من اوصاف فسقها انها تكفأ النار وتحرق البيت على اهله. فهل اكفاء للنار واحراق البيت. وصف لفأرة معينة قد ماتت فيكون قتل الفئران من بعدها ظلما وعدوانا الجواب ليس كذلك بل هذا وصف يكشف لك شيئا من الفسق الذي انطوى عليه هذا الصنف من المخلوقات فالكلام في قوله صلى الله عليه وسلم انه كان ينفخ النار على ابراهيم ليس وصفا محصورا في وزغ بعينه وانما هو بيان لشيء من اوصاف الفسق في هذا الجنس في جنس الوزغ. فمنها ما ينفخ فمنها ما يحمله فسقه على ان ان ينفخ النار على ابراهيم. ومنها ما يحمله فسقه على ان يلغ في طعام اهل البيت فيتسمم جميعا. ومنها ما يحمله وفسقه على ان يلغ في ماء الدار حتى من شربه يتسمم ويتضرر ومن فسقه ماء ومن فسق كذلك انه يجعل بيضه في مكان معين يتضرر بتفقيسه اهل البيت وهكذا. فاذا اوصى فسق هذا الجنس كثيرة. منها انه كان ينفخ النار ان واحدا منها كان ينفخ النار على ابراهيم. فالحكم عام في قتل الاوزاغ جميعا. ثم اذا لم يقتنع السائل بجواب هذا. فانني اسأله ايهما اشد رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمخلوقات. من اعظم رحمة بالمخلوقات؟ سواء اكانت من بني ادم او غيرها من سائر البهائم في الارض والدواب والحشرات لا جرم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ارحم المخلوقات من ارحم بالمخلوقات منا. فاذا طرأ عليك في ذهنك شيء من خيالات الظلم في بعض الاحاديث وان هذا المخلوق مظلوم بقتل بالامر بقتله فليرجع ذهنك الى المحكم. وهو ان رسول الله ارحم بهذا المخلوق منا. فلو كانت الرحمة تقتضي ان لا نقتله فان نبينا صلى الله عليه وسلم لم يكن سيأمرنا بقتله فاذا عرظ على ذهنك شيء من الشبهات والخيالات والاطروحات الشيطانية الفاسدة فرد الامر المتشابه الى الامر المحكم وقل ان رسول الله ارحم بالاوزاغ مني. رسول الله ارحم بالبهائم مني. رسول الله ارحم بالمخلوقات مني رحمته بسائر المخلوقات صلى الله عليه وسلم امرنا بقتل الاوزاغ فيكون الحق هو قتلها. فلا ينبغي للانسان ان ينصب نفسه حاكما على الادلة بعقله وشهوته وهواه والله اعلم