ليس من المنطق وليس من اداء الواجب الشرعي ان يكون الجهد منحصرا في مخاطبة طائفة قليلة من الناس نعم العلم هو الاصل ونشر العلم واداء رسالته تعليم طلبة العلم العلم النافع وتأسيسه فيهم وتقصير العلم فيهم هذا من تكوين رأس المال وتكوين القاعدة واللبنة التي يقوم عليها امر الدعوة وتنتشر ولكن لابد ايضا من مخاطبة الناس جميعا بما جاء في الكتاب والسنة من مخاطبة الناس جميعا بما قرره علماؤنا بما ائمة السلف الصالح رضوان الله عليهم لان الناس احوج ما يكونون الى الدعوة والى العلم بل قد قال ابن القيم الله تعالى ان حاجة الناس الى العلم والى الدعوة اكثر من حاجتهم الى الطعام والشراب لانهم ان فقدوا ان فقدوا الطعام والشراب فان غاية ذلك الهلاك هلاك البدن والموت. اما ان فقدوا العلم النافع وفقدوا الدعوة الصالحة فان انه ربما هلكت قلوبهم وفسدت ارواحهم فكانت عاقبتهم بعد الممات شر عاقبة. هذا معنى كلامه رحمه الله تعالى وهذا صحيح. اذا لابد ان يكون هناك خطاب. وان تكون هناك دعوة وحركة الى فئات المجتمع جميعا. انه من الخطأ البين ان يسعى الناس الى مخاطبة فئة معينة. ان يسعوا الى محافظة الشباب فحسب. ان يسعوا الى مخاطبة المستقيمين فحسب بل ان الدعوة للصغير والكبير. ان الدعوة تخاطب الرجل والمرأة. تخاطب الامير والمأمور. تخاطب جميع طبقات المجتمع وهذا هو الذي ينبغي ان يحمله طالب العلم وان يحمله الداعية وان يحمله كل من يروم الاستقامة في ان فئات المجتمع جميعا اذا خاطب احدا او خالطه فليستحضر انه يرغب في ان يكون داعيا الى الله وان ييسر الخير يحبب الخير الى ذلك المدعو خاطب كبيرا او صغيرا خاطب فاسقا ام صالحا ليستحظر ذلك وليخاطب كلا بما يناسبه فان في ذلك الصلاح والاصلاح وان الصلاح والاصلاح مما يرغب فيه المستقيمون جميعا