واحد من ابلغ الدروس التي يجب ان تبقى محفورة في ذاكرتنا هو انه ليس لك عند الله حقوق في هذه الدنيا فافرح بما اتاك ولا تسخط من اجل ما حرمك هؤلاء جميعا فهموا مقام العبودية لله فيما نحسبهم. فهموا انه ليس لك على الله في هذه الدنيا حقوق. انما حقك عليهما اوجبه هو على نفسه من ان يكون سبحانه معك اذا لجأت اليه فيؤنسك ويعينك ويجعلك شاكرا في السراء صابرا في الضراء. ثم جعل من حقك عليه ان يدخلك الجنة اذا وحدته سبحانه كم يرتاح الذي يفهم هذه الحقيقة؟ وكم يفرح باية نعمة يبقيها الله له اما انت يا من تعتب على القدر فقد افترضت ان لك حقوقا عند الله. المال والجمال والصحة والامن واجتماع الشمل واحترام الاخرين وو فاذا اخذ الله احدها منك قلت في نفسك ظلمني ربي وحاش له سبحانه السلام عليكم. احداث الزلزال فيها عبر كثيرة فاغتنموها بلا ملل اخواني قال الله تعالى لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب الامثلة الحية التي تجسد المبادئ العظيمة لها اثر يحفر في النفوس هذا الدرس نحتاجه جميعا وبالاخص انت يا من تعتب على القدر لانك فقدت عملك او اصبت بمرض او خسارة في تجارتك او موت احد ابنائك وانت يا من لم ترزقي بزوج او لم يؤتك الله من الجمال مثل ما اتى غيرك ممن تقارنين بهم. بل ان هناك من الناس من يسخط على قدر الله اذا تعطلت زيارته في الطريق او ارشقته سيارة مارة بالماء والطين او طارت الكرة التي ركلها بعيدا عن المرمى او مازحه صديق مزاحا ثقيلا. وقد يصدر منه كفر لاجل ذلك والعياذ بالله وكل هذا من الكبر على الله. ومن عدم فهم مقام العبودية انظروا لاخواننا الذين ابتلوا بالزلزال. هذا الاخ فقد ما له واهله وبيته ولم يبق الا هو وابنته ولعلهما اصابهما من الجراح والكسور ما اصابهما اول شيء يقوله بعد ان يستخرج هو وابنته. يا ربي لك الحمد يا نعم الحمدلله على نعمة الايمان وعلى نعمة نجاته هو وابنته. واما النعم الاخرى فقد كانت عنده فترة واستردها ربها وخالقها سبحانه انظري لهذه الاخت التي خرجت بعد تسعة ايام من المعاناة تحت الانقاض. وقد فقدت فيما يظهر كل شيء. هل سخطت هل اعترضت؟ بل كان اول ما تقوله الا الله. اشهد ان لا اله الا الله انظروا لهؤلاء الاخوة المنكوبين المكروبين الذين روعوا وهجروا وتعرضوا للقصف تلو القصف ففقدوا من فقدوا ثم جاء هذا الزلزال فدمر كثيرا مما تبقى لهم. هل سخطوا؟ هل اعترضوا بل هم فرحون بما ابقى الله لهم من اخوانهم وابنائهم من تحت الانقاض. تفيض وجوههم بشرا وشكرا ويكبرون الله ويحمدونه فهو سبحانه ما ابتلاك ما ابتلاك الا وفاء بما وعد وعدنا ان يبتلينا ولا نبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات. وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة. واولئك هم المهتدون. هل تنتظر يا من عافاك الله ان تبتلى بلايا شديدة لتعلم مقام العبودية من مقام الالوهية لتعلم انه ليس لك على الله في هذه الدنيا حقوق فتفرح بما اتاك ولا تسخط على ما حرمك بل افرح من الان. ادرك ان الحالة الافتراضية هي انه الله ليس واجبا عليه ان يعطيك شيئا فاذا اعطاك الصحة وحرمك المال والامن واجتماع الشمل فرحت بما اتاك ولم تسخط لاجل ما ابتلاك بفقده تسخط على الظالمين الذين يسلبونك حقك او يؤذونك ظلما وعلوا. لكنك ترضى عن قضاء الله الذي ابتلاك بهم ليستخرج منك عبوديات المدافعة الاستعانة بالله عليهم والصبر في ذلك ادرك هذه الحقيقة لترضى وتطمئن وتستريح ولا تعاندها فان سنن الله غلابة. افرح بنعم الله واخضع لها وارض بما قسم لك فمن رضي فله الرضا ومن سخط فعليه السخط. والسلام عليكم ورحمة الله