الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم احسن الله اليكم فضيلة الشيخ هذا السائل يسأل عن تفسير قول ابي سليمان الداراني ترك شهوة من الشهوات انفع للقلب من صيام سنة وقيامها. الحمد لله رب العالمين وبعد اولا هذا من الامور الغيبية التي لا بد فيها من دليل من قول بالسند الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم. لان المتقرر عند العلماء ان امور الغيب توقيفية على النص الصحيح الصريح. وهذه الخيرية والافضلية بين هذا وهذا امر لا يعلمه الا الله عز وجل فلا يثبت الا بالوحي. ومن المعلوم ان ابا سليمان الداراني رحمه الله تعالى ليس ليس محطا لمعرفة هذا الامر الغيبي. لانه لا يوحى اليه. هذا اولا. واما ثانيا في توجيه هذه الكلمة فانه من المعلوم ان الشهوة تقطع العبد عن الله عز وجل. بل ان من الشهوات والعياذ بالله من يقطع العبد عن الله لانقطاع المطلق ليس مطلق الانقطاع. فاذا تشرب قلب العبد حب الشهوات فانها ستوصله الى الانقطاع عن الله عز وجل فينقطع حينئذ صيامه في السنوات كلها وقيامه في السنوات كلها وتقربه الى الله عز وجل في كلها وانطراحه بين يدي الله عز وجل في عمره كله. فالشهوة تقطع القلب عن الله الانقطاع المطلق. فاذا حرص الانسان على اخراج هذه الشهوة من قلبه فان اخراجها سيكون مقربا له الى الله بحيث يعمر حياته كلها بالطاعات لا سنة واحدة وبناء على ذلك فمجاهدة القلب في اخراج شهوة من الشهوات يوجب الاتصال الله عز وجل في العمر كله. فكيف اذا حرص العبد على اخراج الشهوات كلها؟ فلأن يقبل العبد على اخراج تلك الشهوات من قلبه والاقبال على تطهير قلبه منها خير له من ان يصوم عاما كاملا او يقوم عاما كاملا لما لان باخراج تلك الشهوات لن يقتصر صيامه لا على عام ولا قيامه على عام بل سيستمر في طيلة حياته. متصلا بالله عز وجل الصيام والقيام بسبب عدم وجود الشهوة التي تقطع سيره سيره الى الله عز عز وجل. فاذا لا بد ان نفهم كلام على المعنى المطلوب فاصل اثبات هذه الكلمة لابد فيه من دليل غيبي ولكن حملها وتفسيرها على ما ذكرته لك فلئن ينقطع الانسان سنة واحدة عن الصيام والقيام بسبب معالجة قلبه. في شهوة من الشهوات خير له لانه باخراج هذه الشهوات من قلبه سيستمر اتصاله بالله. سنوات كثيرة في قيام وصيام ليس ثمة شيء يحجب قلبه عن الله عز وجل او يثقل نفسه عن التقرب لله التعبد له والطاعة له. فيجب فان من اعظم ما يقطع القلوب عن الله عز وجل. ومن اعظم قطاع الطرق فيما بين العبد وبين ربه هي تلك الشهوات التي تحل في القلوب. فاذا سلم القلب من الشبهات والشهوات فان سيره الى الله سيكون متصلا دائما لا في سنة يصومها ولا في سنة يقومها وانما في كل لحظات حياته سيكون متصلا دائبا ودائم الاتصال بالله عز وجل. فهذا هو معنى كلامه رحمه الله تعالى والله اعلم