الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول ما لطالب العلم اذا فتر عن الدعوة وطلب العلم بسبب انشغاله بامور الدنيا. الحمد لله رب العالمين الذي ارى في هذا الموضوع ان ان طالب العلم اذا احس بان الدنيا قد دخلت في قلبه فالواجب عليه ان يبادر بعلاج قلبه من هذا المرض العضال الداء الفتاك فان الدنيا وشهواتها وفإن الدنيا بكافة شهواتها ما استقرت في قلب عبد الا اهلكته اتلفت ايمانه انه فاذا كان طالب علم حقيقي فانه ينبغي له ان يدله علمه على حقارة في هذه الدنيا بكافة شهواتها وملذاتها. وانها دار فناء لا دار بقاء وانها دار عبور لا دار حبور فاذا رأى طالب العلم من قلبه استقرارا ومحبة لهذه الدنيا فقد وقع في داء عظيم لابد له من علاجه فانا اهيب بالطالب ان يخرج الدنيا من قلبه ولا يعني هذا ان يتكفف الناس وان لا يتاجر. وانما الذي احذر منه هو دخول الدنيا في قلبه والا فان من طلبة العلم من هو من اتجر الناس واغنى الناس. ولكن الدنيا لا تزال في ودينه في قلبه لا العكس. فهو يصرف دنياه على ما يقتضيه دينه لا العكس. ولكن بعض طلبة العلم تراه نشيطا وفي طلب العلم وتراه نشيطا في الدعوة الى الله عز وجل. وتراه نشيطا في الحرص على هداية الناس ولكن ما ان يدخل في الدنيا الا وتنتكس اعلامه فتكون الدنيا في قلبه ودعوته ودينه في يده. فيصرف دينه ودعوته على ما يقتضيه دنياه وشهوته وهذا هو الذي حذرنا منه النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا من الرضا بالدنيا. فاذا ماتت فاذا مات الانسان على شيء من ذلك فان هذا والله من من الامر العظيم الذي سيقابل الله عز وجل به. ولذلك نقول لاي انسان ان يحس بشيء من ذلك اتق الله في قلبك. وعد الى ادراج دعوتك. واخرج حب الدنيا من قلبك. واعلم ان الدنيا تذهب ولقد اكرمك الله عز وجل بالعلم ويسر لك طريق الدعوة ووفقك لسلوك طريق الانبياء فكيف تتنازل عن هذه النعم من اجل لشهوة من شهوات الدنيا قد فاتتك. ومن اجل حظ من حظوظ الدنيا لم يقدره الله عز وجل لك. او تنتقم من دينك بسبب هذا اوتزهد في طريق الانبياء من اجل خسارة تجارية؟ ثم اين الرضا بما قسم الله عز وجل؟ واين الايمان بالقضاء والقدر واين الايمان بما كنت تعلم الناس بان ما اصابك لم يكن ليخطئك وان ما اخطأك لم يكن ليصيبك وان مع العسر يسرا ان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. او او ينهدم طريق دعوتك من اجل حثالة شيء من الدنيا قد فاتك فالذي اهيب به ان ترجع الى الى طريق دعوتك. فان الناس احوج ما يكونون الى العلم الذي اكنه الله وعز وجل في صدرك ولا تشغلنك الدنيا ولا شهواتها ولا ملذاتها عن طريق الدعوة. فانه من اعظم الطرق التي ترضي الله. فان انك وان خسرت شيئا من الدنيا فلا تعالج هذه الخسارة بخسارة الاخرة. بخسارة الاخرة التي هي الخسارة الحقيقية فواصل في طريق دعوتك وواصل في طريق تعلمك وتعليمك. وواصل في طريق امرك بالمعروف ونهيك عن المنكر. والدنيا وسيخلفها الله عز وجل عليك. ويكفي ان تصبح امنا في سربك عندك قوت يومك. مطمئنا قلبك بقضاء الله عز وجل وقدره واحمد الله عز وجل واشكره على ان وفقك وهداك للعلم والتعليم والدعوة الى الله عز وجل. فهذا طريق اختاره الله لك فلا تتنازل عنه وسر على هذا النهج واثبت واصبر وصابر واياك ان تهتز. وكن كالجبل الاشم الذي لا يغيره مسار الريح ولا الاعاصير العاتية. ولا يغيره شيء عن مكانه. اسأل الله عز وجل ان يثبت قلوبنا ان يهدي نفوسنا والله اعلم