الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول ما حدود التعامل مع الناس؟ وكيف اردع من يسيء الي؟ وهل اذا ردعتهم وكففت شرهم الف هدي رسولنا صلى الله عليه وسلم في صبره على الاذى. واذا كان يجب ان نصبر واحلم عليهم واعاملهم بالاحسان. فذلك يقتضي تطاول بعضهم علي ويعتبرون صبري عليهم وعدم المعاملة بالمثل باني انسان ضعيف. واعلم بان المؤمن القوي ليس بالضعيف فماذا افعل ان الله عز وجل لما خلقنا اوجب علينا ثلاثة حقوق اوجب علينا حقا له واوجب علينا حقا لنفوسنا اوجب علينا حقا لاخواننا ممن نعيش معهم في هذه الدنيا. وقد جمع الله عز وجل هذه وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم هذه الحقوق الثلاثة في قوله اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس خلق حسن فقوله اتق الله حيثما كنت هذا للقيام بحق الله. وقوله واتبع السيئة الحسنة تمحها هذا للقيام بحق النفس وقوله وخالق الناس بخلق حسن هذا للقيام بحق غيرك. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ويقول صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يؤذي جاره ومن كان اؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه. ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت. فمبدأ معاملتنا مع غيرنا من اخواننا المسلمين لابد ان تكون مبنية على حسن الخلق ان نتعامل معهم على هذا المبدأ فجميع ما امرنا الله عز وجل به من الاخلاق الحسنة ينبغي ان نتعامل مع اخواننا على ضوء فنتعامل معهم بالصبر وبالرفق وبالحلم وبالتؤدة وبالصدق وبالوفاء بالوعد وبالنصح والتعاون على البر والتقوى والتواصي بالحق والصبر عليه. وغير ذلك مما امرنا الله عز وجل به فمهما تعاملت بحسن الاخلاق مع اخوانك فانك لن تزداد في قلوبهم الا درجة ورفعة وعلوا وعزا ومن جملة ما امرنا الشارع ان نتعامل به ان نحلم على من اساء الينا وان نصل من قطعنا وان نحسن الى من اساء الينا فان من كمال الايمان ان تصل من قطعك وان تحسن الى من اساء اليك وان تعطي من حرمك ولذلك يقول الله عز وجل ويدرؤون بالسيئة ان في بيان صفات عباده المؤمنين انه اذا اسيء اليهم فانهم يدفعون السيئة بالحسنة. وكلما اساء الناس اليهم فانهم لا يقابلون اساءة الناس بعين الاساءة وانما يدفعونها بالصبر والاحسان الا ترى ان مسطح ابن اثاثة اثاثة رضي الله عنه لما اساء الى ابي بكر في كلامه في عائشة رضي الله عنها في الافك وان ابا بكر قال له والله لا انفق على مسطح ولا على امه. قال الله عز وجل ولا يأتلي اي ولا يحلف اولو الفضل اي انت يا ابو بكر ومن خلفك. ومن ورائك من اولي الفضل اي يؤتوا اولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم. فهذا امره الله عز وجل بان يحسن الى من اساء فاياك ان يأتيك الشيطان ويصور لك هذا الاحسان الى من اساء اليك في صورة الذل والخضوع والجبن وفقد الشجاعة الرجولة وانهم يريدون ان يطأوا رقبتك وانهم يريدون ان يمتطوا عنقك وانهم يريدون الاساءة اليك كل ذلك من من وسوسة الشيطان وتسويله وتحريشه حتى يفسد العلاقة فيما بينكم وحتى اخرجك عن دائرة ما يطلبه الله منك من الاخلاق الحسنة. فمن جهل عليك فاعرض عنه. ومن اساء اليك فاحسن اليه ومن قطعك فصله تعبدا لله عز وجل. ولابد ان تعلم ان المتقرر عند العلماء ان حسن الاخلاق لا يدخل في باب المعاوضة. يعني ليس حسن الاخلاق مبنيا على حسن اخلاق الطرف الاخر. فمن احسن اخلاقه معنا كافئناه باصلاح اخلاقنا معه هذا ليس عبادة هذا من باب المعارضة هذا خطأ لا يفهم حسن الخلق بهذا الفهم المغلوط من اساء الينا اسأنا اليه من احسن الينا احسنا اليه هذا خطأ. هذا امر لا يحبه الله عز وجل. لان الانسان انما اخلاقه لا من باب المعاوضة. وانما من باب التعبد لله عز وجل ونيل رضاه. فهي عبادة ما ينبغي لك ان تتخلف عن هذه للعبادة لان غيرك تخلف عن عبادته. فاذا كان غيرك لم يخف الله فيك فلا يحملنك ذلك على الا تخاف الله فيه. واذا كان غير كلام يتعبد لله بحسن خلقه تجاهك فلا يدفعنك ذلك الى ان لا تتعبد لله بحسن خلقك تجاهه القضية قضية معاوضة القضية قضية عبادة فاحسن اخلاقك حتى وان اساء الاخرون اليك واياك ان تقول بانك اذا احسنت ساقك ودفعت السيئة بالحسنة ان الناس سيسيئون فهمك ويظنون انك ضعيف مستضعف ذليل مقهور مظلوم لا قدرة لك على الدفع عن نفسك. كل ذلك من باب النفس الغضبية التي يؤزها الشيطان بوساوسه واطروحاته وتحريشه حتى وتنتصر لنفسك فتخرج عن دائرة كونك عبدا لله عز وجل. فوصيتي لك ان تحسن اخلاقك مع الجميع. مع من احسن لك ومع من اساء اليك مع من وصلك ومع من قطعك مع من ابتسم في وجهك ومع من اه عبس في وجهك؟ الا ترى ان ذلك الرجل الذي جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان لي قرابة احسن اليهم ويسيئون الي واحلم عليهم ويجهلون علي فقال النبي صلى الله عليه وسلم لان كنت كما تقول فكأنما تسفهم المل. ولا يزال ولا يزال لك عليهم من الله ظهيرا ما كنت على ذلك. يعني شجعه ان يستمر على هذه الاخلاق العالية والنبل والنبل السامية والقيم الرفيعة. انك تحسن الى من اساء اليك وتصل من قطعك من حرمك وتبتسم في من عبس في وجهك وتقابل السيئة الحسنة والعفو والصفح هذا من اعظم ما يدخل العبد الجنة فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن اكثر ما يدخل الناس الجنة قال تقوى الله وحسن الخلق. وسئل عن اكثر ما يدخل الناس النار. قال الاجوفان او قال الفم والفرج او كما قال صلى الله عليه وسلم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم اقربكم مني مجالسا يوم القيامة احاسنكم اخلاقا وقال النبي صلى الله عليه وسلم البر حسن الخلق. وقال صلى الله عليه وسلم ان العبد ليبلغ بحسن خلقه درجة القائم. وذكر للنبي صلى الله عليه وسلم امرأة كثير صلاتها كثير صيامها ولكنها تؤذي جارتها فقال هي من اهل النار. وذكر للنبي صلى الله عليه وسلم امرأة قليل صيامها قليلة صلاتها ولكنها كانت اذا طبخت المرق اكثرت مائها وتعاهدت جيرانها. فقال هي من اهل الجنة. هي من اهل الجنة. فمن اعظم ما نكمل نقصنا في تعبداتنا من صلاة وذكر وصيام هو في ان نحسن اخلاقنا مع الاخرين. فحسن اخلاقنا مع غيرنا يكمل نقصنا في عبادتنا فيما بيننا وبين الله والله اعلم