الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول احسن الله اليك ما حكم الاعتكاف في الزنزانة الحمد لله رب العالمين وبعد المتقرر عند العلماء ان العبادة المشروعة في مكان لا ينبغي فعلها في غيره الا باذن من الشرع والاعتكاف عبادة من العبادات قد شرع الله عز وجل لها مكانا مخصوصا وهو ما يسمى مسجد. ومن المعلوم ان الزنزانة لا تسمى مسجد لا عرفا ولا شرعا ولا لغة. وبناء على ذلك فلا ينبغي المسجون فيها ان ينوي الاعتكاف في زنزانته. لانه لانه فعل للعبادة في غير مكانها الشرعي قال الله عز وجل وانتم عاكفون في المساجد. فالاعتكاف لا يجوز الا في مسمى المسجد والفقهاء رحمهم الله تعالى نصوا على ان المرأة لا ينبغي لها ان تعتكف في مسجد بيتها. فاذا اتخذت المرأة غرفة في بيتها وجعلته خصصتها للصلاة فانه لا يجوز لها ان تنوي الاعتكاف بالبقاء في هذه الغرفة لان هذه الغرفة انما تسمى مسجد وبناء على ذلك فاذا علم الله عز وجل من قلب المسجون في هذه الزنزانة انه لو كان قادرا على الاعتكاف في المسجد الاعتكف الله عز وجل يأجره اجر المعتكف بنيته. فان المتقرر عند العلماء ان من نوى الخير ولم يفعله عجزا فالله يكتب له فظلا عمله واجره وسعيه. والمتقرر عند العلماء ان نية المرء ابلغ من عمله فالنية تسبق العمل ويؤجر الانسان على النية الصادقة التي يعلم الله من قلب صاحبها الصدق حتى وان انفردت عن العمل وفي صحيح الامام البخاري من حديث جابر يقول النبي صلى الله عليه وسلم ان بالمدينة لرجال الناس مسيرا ولا قطعتم واديا الا وهم معكم حبسهم المرض. وفي رواية الا شاركوكم في الاجر ثم علل حبسهم العذر. فهم في المدينة يكتب لهم اجر المجاهدين. مع انهم لم يذهبوا الى الى ارض الجهاد لكن كتب لهم اجر المجاهدين بنيتهم الصادقة. فلا ينبغي الاعتكاف في هذه الزنزانة لان ارضيتها لانها ليست بمسجد ولكن يكتب للمحبوس اجر الاعتكاف عند الله اذا علم الله من قلبه صدق النية والله اعلم