اه ارسلت رسالة طويلة تشكو فيها من ظاهرة تحصل عند بعض المسلمين الاثرياء او في البلاد الاسلامية الغنية حيث انهم يسافرون لقضاء الاجازات في بلاد غير مسلمة وينفقون اموالا كثيرة وتقول ان كثيرا من اخوانكم المسلمين بحاجة الى هذه الاموال في البلاد الاسلامية المختلفة. وتسأل عن حكم مثل ذلك وبماذا ينصح هؤلاء؟ لا شك ان الشريعة جاءت باعدل الامور واوسطها في الاكتساب والانفاق والله يقول ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط وامر سبحانه وتعالى بالعدل في الانفاق ومنع من التبذير. وبين ان المبذرين اخوان الشياطين فالاسراف في الانفاق حتى في الوجوه مباحة امر غير محمود في شريعة الاسلام اما انفاق الاموال في سفرات لبلاد من غير اسلامية وبدون مناسبة لهذا السفر اي بدون اقتضاء ضرورة فان هذا من انفاق المال في غير وجهه ومن اضاعته وقد نهانا نبينا صلى الله عليه وسلم عن اضاعة المال فالاصل في السفر الى بلاد غير اسلامية انه لا يجوز الا اذا كان للدعوة الى الله او لتعليم علوم الشريعة وفي ذلك دعوى اشتمل ذلك على الدعوة او للتعلم والاستفادة من الخبرات التي لا تتوفر في البلاد الاسلامية او للقيام بعمل وظيفي او تجاري يحتاج اليه او للعلاج لما لا يجده في بلاد اسلامية اما ان يسافر من اجل النزهات وقضاء الوقت والاستمتاع بمظاهر الحياة هناك ومباهجها والركوع في مراتع انهي فهذا من تجاوز الحدود. فالواجب على المسلمين ان يعتنوا بانفسهم وان يوفروا اوقاتهم وان يستخدموا قضاء اوقاتهم فيما اباحه الله جل وعلا واذا كان عند احد فائض مال يريد ان ينفق فان وجوه البر متوفرة ومجالات الخير كثيرة وفيها من الثواب ما الله به عليم والله اعلم