اجتهادية ومسائل الخلاف يشرع فيها الانكار على من خالف ظواهر النصوص الواضحة. وقد دل على تحريم الموسيقى الكتاب والسنة. فاما من الكتاب فقول الله عز وجل ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول احسن الله اليك ما حكم الموسيقى؟ وهل الخلاف فيها سائغ الحمد لله رب العالمين وبعد لا شك عندنا ان الموسيقى والغناء من جملة المحرمات التي لا يجوز للمسلم ان يستمعها ولا ان يقرها ولا ان يرضى بها. ويجب الانكار على من خالف هذا الحكم. لان المسألة وان لم تكن اجماعية الا انها قول جماهير الامة واكثر العلماء. والمسألة قد وضحت ادلتها ورجحت كفة التحريم. فهي مسألة خلافية بغير علم ويتخذها هزوا. اولئك لهم عذاب مهين. وقد قال حبر الامة ابن عباس رضي الله عنهما هو الغناء وقال مجاهد رحمه الله اللهو هو الطبل. وقال الامام الحسن البصري رحمه الله نزلت هذه الاية في الغناء والمزامير وان كان السلف يختلفون في تفسير لهو الحديث لهو الحديث الا ان هذا الا ان هذا الاختلاف ليس من قبيل اختلاف التضاد وانما هو من قبيل اختلاف التنوع فاللفظ يحتمل ذلك كله. فان من عادة السلف ان يفسروا الالفاظ بضرب مثال وبفرد من افرادها من باب التوضيح. والمتقرر عند العلماء في قواعد التفسير ان اللفظ اذا احتمل معنيين فاكثر. لا تنافي بينهم فانه يحمل عليهما. بل وقد ثبت تفسير لهو الحديث بالغناء عن عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه فقد قال ابو الصهباء رحمه الله تعالى سألت ابن مسعود عن قوله تعالى لهو الحديث فقال والله الذي لا اله غيره هو الغناء يرددها ثلاث مرات. بل وقد صح كذلك عن صحابي ثالث وهو ابن عمر فاذا صح عن ثلاثة من العبادلة عبد الله بن عباس وعبد الله بن مسعود وعبدالله بن عمر رضي الله عنهما ان ان لهو الحديث هو الغناء وليس هذا من باب تفسير الحد الجامع المانع حتى يعارض بتفاسير اخرى منقولة عن السلف بل هو من باب التفسير بالمثال يعني ان الغناء والموسيقى والطبل داخلة في عموم لهو الحديث. وان كان لهو الحديث يشمل افرادا اخرى. لكن من جملة ما تشمله هو هو هذا. ومن جملة الادلة كذلك قول الله عز وجل واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك. وشاركهم في الاموال والاولاد وعدهم. وما يعدهم الشيطان الا غرورا الشاهد منه قوله واستفزز اي استخف منهم بصوتك اي بدعائك بالغناء والمزامير. لان قوله يدخل فيها كل من يدعو الى المعصية. فاستفزاز الشيطان بصوته يدخل فيه كل من يدعو الناس الى معصية. ولا جرم ان الغناء مبني على تزيين الفاحشة والدعاء الى شرب الخمر والدعاء الى مغازلة النساء وبيان مفاتنهن على فراقهن فهو يدعو الى الفواحش والى الزنا ولذلك ففي الاثر ان الغناء بريد الزنا ولذلك لا يقع في الزنا من يستمع القرآن وانما يقع في الزنا من يستمع الغناء ويكثر من استماعه. فان سياج الزنا ينكسر في قلبه ويكون الزنا عنده سهل ويكون الزنا عنده سهلا. ومن ذلك ايضا ان العلماء رحمهم الله تعالى فسروا الزور في قول الله عز وجل والذين لا يشهدون الزور واذا مروا باللغو مروا كراما. ففسروا الزور واللغو الغناء والموسيقى والمزامير. كما جاء ذلك عن مجاهد في قوله والذين لا يشهدون الزور قال لا يسمعون الغناء لا يسمعون الغناء وذلك لان اصل الزور هو تحسين الباطل. فكل من حسن الباطل فقد زور ولا طمأن الغناء يحسن الباطل ويشجع على اقترافه وارتكابه. فالغناء زور ولغو ذلك قول الله عز وجل واذا مروا باللغو فقد نقل الامام الطبري في تفسيره ان المقصود بذلك عدم سماع الغيبة لان الغناء من اللغو ومن اللهو كذلك. وقد ثبتت السنة ايضا بتحريم الغناء فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الامام البخاري تعليقا ووصله الطبراني والبيهقي ليكونن من امتي اقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف. الحديث امامه والشاهد منه انه قال يستحلون المعازف واستحلالها دليل على ان الاصل فيها التحريم. فقوله يستحلون صريح بان المذكورات ومنها المعازف هي في الشرع محرم وروى الامام الترمذي في سننه كذلك عن جابر رضي الله عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبدالرحمن ابن عوف الى النخيل فاذا ابنه ابراهيم يجود بنفسه اي ابن النبي صلى الله عليه وسلم. فوضعه في حجره ففاضت عيناه فقال عبد الرحمن اتبكي يا رسول الله وانت تنهى عن البكاء؟ قال اني لم انهى عن البكاء. وانما نهيت عن احمقين فاجرين. نهيت عن صوتين احمقين فاجرين. صوت عند نغمة وهو غناء والموسيقى وصوت عند مصيبة. وقد حسنه الامام الترمذي رحمه الله بل ان النبي صلى الله عليه وسلم لما لعن الصوت عند النغمات والموسيقى. فقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الحسن صوتان ملعونان صوت مزم نار عند نعمة وصوت ويل عند مصيبة. وقال وقال النبي صلى الله عليه وسلم ليكونن في هذه الامة خسف وقذف ومسخ وذلك اذا شربوا الخمور واتخذوا القينات بالمعازف وقال صلى الله عليه وسلم كذلك ان الله حرم على امتي الخمر والميسر والمسر وهو هو نوع من الخمر ثم قال والكوبة والكوبة هي الطبل. وكذلك قال والقنين والقنين هو الطنبور بلغة الحبشة. وهو نوع من انواع الات الملاهي والموسيقى. وعلى كل حال فالاحاديث كثيرة فالاحاديث في تحريمه كثيرة فلا شك ولا جرم ان الحق في هذه المسألة هو القول بحرمة غناء ويجب الانكار على من خالف هذا الحكم لوظوح الادلة وظهورها وجلاء دلالتها والله اعلم