له حقيقة الحكم والحال ويبقى على اسلامه. فقولهم يا الا ايها الا ايها لو فعلت كذا وكذا او ايها البحر فعلت كذا وكذا او يا ليل او يا بحر او يا جبل او يا ابي الله ولا ينبغي لنا ان نسكت عنه ايضا. وانما نستفصل منه فان اراد ما يوجب خروجه عن الملة حكمنا عليه بمقتضى قصده. وان بين لنا ما لا يوجب خروجه عن الملة. حينئذ نبين الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول في قول قال يا عمر الفاروق هل لك عودة من جيوش الروم تنهى وتأمر يقول هل هذا يعتبر من الاستغاثة المحرمة؟ الحمد لله رب العالمين وبعد. المتقرر عند العلماء ان الالفاظ المجملة التي تحتمل الحق والباطل فانها لا لا تطلق لا تقبل مطلقا ولا ترد مطلقا. وانما هي موقوفة على الاستفصال من قائلها والمتكلم بها. فان اراد بها الحق قبلناه وان اراد بها الباطل رددناه والمتقرر عند العلماء ان العادة محكمة. واننا انما نحاكم الناس في كلمات على حسب اعرافهم واستعمالاتهم. فلا يجوز لنا ان نحمل كلام الناس ما لا يحتمل. فيحاسب القائل على حسب عرفه الذي يعلمه. فاذا علم هذان الاصلان فان واجب علينا ان نتعرف على عادة الشعراء اذا نادوا بياء النداء شيئا سواء اكان جماد كنداء الليل او نداء الصبح او نداء او نداء الجبل. او كان بشرا قد كقولهم ايا عمر الفاروق. فان المعروف من استعمالات الشعراء ان هذه الياء لا يقصدون بها حقيقة اغاثة ولا الطلبة ولا الدعاء وانما يقصدون بها اظهار التفجع. ووصف الواقع فاذا كان هذا هو عرفهم فاذا كان هذا هو عرف استعمالهم فلا يجوز لنا ان نحاكمهم بياء النداء التي ينص عليها عليها علماء الاعتقاد ان من دعا غير الله في الامر الذي لا يقدر عليه الا الله فانه كافر. بل يجب علينا في هذه الحالة ان ننزل كلامهم منزلة الالفاظ المجملة التي تحتمل الكفر وتحتمل غيره. والمتقرر عند العلماء في الالفاظ المجملة وجوب التفصيل قبل اصدار الاحكام عليها. حتى نعطي كل ذي حق حقه. وحتى وحتى لا ان اخرج مسلما من دائرة الاسلام الا بيقين لان المتقرر عند العلماء ان من ثبت اسلامه بيقين فلا ينقض عنه حكم الاسلام الا بيقين اخر. فنحن ندعو من يتكلم بشيء من ذلك ونسأله ماذا تقصد بندائك لليل؟ هل تقصد بان الليل يملك النفع والضر والتدبير والتصريف؟ فانت ادعوه من غير الله عز وجل فان قال نعم فنقول ان هذا من جملة ما ينقض الدين ويخرج العبد عن دائرة الاسلام وان قال لنا انا لم اقصد ذلك مطلقا وانما اجري على عادة الشعراء في نداء الاشياء وتنزيلها منزلة من من يسأل ويجيب ويخاطب فنقول اذا هذه وان كانت ياء نداء الا انه من باب النداء المجازي لا من باب النداء الحقيقي فليس فيه استغاثة ولا دعاء ولا سؤال ولا طلب ولا اعتقاد فاسد وانما هي اشياء مجازية يتكلم بها الشعراء للتعبير عن حقيقة الواقع او لاظهار التفجع. او لتذكير الناس بتلك الحقبة التي اعتز فيها الاسلام وظهر فيها امر الله وتمكن منها وتمكن فيها الدين لا يجوز لنا ان نبادر الشاعر الذي يخرج شيئا الذي يقول شيئا من ذلك بانه كافر. بناء على انه استغاث او دعا غيره وقد مات ابوه او يا امي وقد ماتت امه فهذه لابد ان يستفصل فيها. لانها صارت بحسب العرف والاستعمال من الالفاظ المجملة التي تحتمل حق والباطل وما كان من الالفاظ محتملا للحق والباطل فلا يجوز ان نستعجل بالحكم على صاحبه بناء على فهمنا انه لا يريد به الا المعنى الباطل. بل لا بد فيه من الاستفصال حتى نعطي كل ذي حق حقه. وحتى لا نظلم احدا والله اعلم