الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول السائل احسن الله اليكم ما حكم تهديد الزوجة بالطلاق الحمد لله رب العالمين وبعد الجواب اذا عصت المرأة زوجها فان الله عز ونشجت ونشجت عن طاعته فان الله عز وجل امر جهة على درجات. الدرجة الاولى ان يعظها زوجها وان يذكرها بحقوقه عليها وان يذكرها بعظيم حقه عليها وان يذكرها بانه نارها وجنتها وانه باب لها للجنة. وان من اطاعت زوجها وحصنت فرجها وصامت شهرها وصلت فرضها قيل لها يوم القيامة ادخلي من اي ابواب الجنة شئت ونحو ذلك من المواعظ الطيبة والنبرة المشفقة لعلها تصادف ان شاء الله عز وجل قلبا واعيا واذنا مصغية فتتوب الى الله عز وجل فاذا لم تستجب لداعي المواعظ واصرت على نشوزها وعصيانها لزوجها فانه حينئذ ينتقل معها الى ان يهجرها في الفرار يعني ان ينام في غرفة غير غرفتها لعل ذلك يجدر قلبها او يردها عن معاندتها ويكسر عنفوان عنادها فان لم ينفع ذلك فانه يتجه الى قضية ضربها ضربا غير مبرح. تتحقق منه مصلحة التأديب ولا يوجب التعذيب فيضربها بطرف ثوبه او بطرف غترته او بيده او بمسواكه ضربا خفيفا يوجب المصلحة ويدفع المفسدة. وكل ذلك قد ذكره الله عز وجل في قوله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن. فان اطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا. ان الله كان عليا كبيرا. فعلى الانسان ان يتبع هذه التوجيهات الربانية العظيمة. فان اصرت بعد ذلك وخيف من شقاق من الشقاق بينهما فحينئذ لابد ان ان يتدخل العقلاء من اهل كل طرف من الزوج والزوجة. فيبعث وهؤلاء حكما من اهله ويبعث هؤلاء حكما من اهلها كما قال الله عز وجل وان خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من اهله وحكما من اهلها ان يريدا اصلاحا يوفق الله بينهما ان الله كان عليما خبيرا ولا ويجوز للزوج ان يهدد زوجته بامور كتهديده قطع النفقة عنها اذا نجزت او اذا اصرت وعاندت او تهديدها اذهابها الى اهلها. او بامر يرى ان التهديد به يحقق المصلحة. لكني لا ارى ان يهدد بالطلاق الطلاق ينبغي ان يكون بعيدا. لان هذا يضر حاله هو. ويضر زوجته ويضر اسرته ويهدم فينبغي له الا يهدد بالطلاق والا يستعمله مهما امكن. وما وقع من الزوجة من النشوز له علاجه وله طرقه فلا انصح هذا الزوج السائل ان يهدد زوجته بمسألة الطلاق ولا ان يطلق الا بعد استفراغ الجهد في اصلاح هذه المرأة وردها عن عدوانها ونشوزها وتسلطها على زوجها واهل بيتها. فاستخيروا الله عز وجل في مسألة امساكها فاما ان يمسك بالمعروف او يسرح باحسان لكن لا ينبغي ان يكون التهديد بالطلاق هو اول المراتب وان يكون في كل شيء تعصي به المرأة او تخالف به امر زوجها فتكون كلمة الطلاق حاضرة على لسان زوجه يهدد على زوجها بها دائما لا ينبغي ذلك فيما ارى. وعلى الانسان اذا رأى قسوة في خلق زوجته او عسرا عليه ان يعتصم بالله عز وجل وان يدعو ربه ان يلين طباعها وان يلين قلبها لان امور العباد بين اصبعين قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن. وان هناك ملمحا يغفل عنه كثير من الازواج. وهو ان تسليط الزوجة عليه قد يكون بسبب تقصيره في حق الله عز وجل. كما قال بعض السلف رحمهم الله تعالى اني لاعصي الله فاجد ذلك في خلق زوجتي ودابتي. فعلى الانسان اذا رأى عسرا في اخلاق زوجته ان يرجعا فيتفقد نفسه وان يحدث توبة بين يدي الله عز وجل لعل ذلك يكون سببا في زوال ذلك البلاء. فان المتقرر عند العلماء انه ما نزل بلاء الا بذنب وما رفع الا بتوبة والله اعلم