الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول بينما رجل يصلي مسبل ازاره قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهب فتوضأ فذهب فتوضأ ثم جاء فقال اذهب فتوضأ فقال رجل يا رسول الله ما لك امرته ان يتوضأ ثم سكت عنه؟ قال انه كان يصلي وهو مسبل ازاره وان الله تعالى لا يقبل صلاة رجل مسبل. يقول هل هذا الحديث صحيح؟ وهل يدل على بطلان صلاة المسبل؟ الحمد لله وبعد هذا الحديث رواه الامام ابو داوود في سننه من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه. ولكنه من الاحاديث الضعيفة التي لا يصححها اهل العلم رحمهم الله تعالى وبناء على كونه ضعيفا فلا يجوز لنا ان نحكم على صلاة المسبل بانها باطلة بناء عليه. لان البطلان كان حكم شرعي والمتقرر عند العلماء ان الاحكام الشرعية تفتقر في ثبوتها للادلة الصحيحة الصريحة ولان المتقرر عند العلماء ان العبادة التي انعقدت بالدليل لا يجوز الحكم عليها بالبطلان الا بدليل اخر ولان المتقرر عند العلماء ان مفسدات الصلاة توقيفية على النص. الصحيح الصريح فالقول الصحيح في هذه المسألة هو ان الانسان اذا صلى مسبلا فانه اثم ولكن اصل صلاته صحيح. فاما لي بان اصل صلاته صحيح فلعدم وجود الدليل الصحيح الدال على بطلانها والاصل الصحة. والمتقرر عند العلماء ان الاصل ما هو البقاء على الاصل حتى يرد الناقل بيقين واما قولي انه اثم فلانه مرتكب لهذا الحرام. فان الاسبال محرم في الصلاة وخارج الصلاة ولكن يعظم اثمه ووزره اذا كان داخل الصلاة لانه يقف بين يدي الله عز وجل بهذه المعصية ولقد تقرر عند العلماء رحمهم الله تعالى بان النهي اذا عاد الى ذات العبادة او شرط صحتها فانه يدل على فسادها واما اذا عاد الى امر خارج عن ذاتها وشرط صحتها فانه لا يدل على فسادها وبطلانها فنهي الانسان عن الصلاة في حال اسباله ليس نهيا يرجع الى ذات العبادة التي هي الصلاة وليس نهيا يرجع الى فوات شرط صحتها وانما هو نهي يرجع الى امر خارج عن الذات والشرط فلا يدل ذلك على فساد صلاته ولكن يدل فقط على نقصان اجرها وعلى وقوع الاثم عليه فيجب وعلى الانسان ان يتقي الله وان يقصر ثيابه تحقيقا لهذا الواجب فان الاسبال محرم وكبيرة من كبائر الذنوب والاثام كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله اليه يوم القيامة. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم فما اسفل من الكعبين ففي النار. وقال صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم وذكر منهم المسبل ازاره. او كما قال صلى الله عليه وسلم. وهذا كما لو صلى الرجل بعمامة الحرير التي يحرم على الرجال لبسوها. فان الرجل يحرم عليه لبس الحرير. فلو صلى الانسان بعمامة حرير فان اصل صلاته صحيح لكنه اثم لاقترافه هذا المحرم. وكذلك لو صلى الانسان وعلى يده خاتم ذهب. فان الرجل يحرم عليه لبس الذهب. ولكن لو صلى وعليه خاتم ذهب فان اصل صلاته صحيح ولكنه يأثم وينقص من اجر صلاته بقدر بقدر هذا المحرم الذي ارتكبه. فاذا كان الشيء الذي يرتكبه الانسان في الصلاة من المحرمات داخل الصلاة خارجها فان هذا محرم لامر خارج عن ذات الصلاة وشرط صحتها وهذا لا يدل على بطلان اصل العبادة وانما يدل على نقص اجرها ووجوب التوبة من هذا الاثم والله تعالى اعلى واعلم