الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول ما في طلب الدعاء من الاخرين. الحمد لله وبعد المتقرر عند العلماء ان طلب الدعاء من الحاضر القادر مما يجوز التوسل به. فلا بأس ان تطلب الدعاء ام من من تراه صالحا فان الصالح ممن ترجاه ممن ترجى اجابته باذن الله عز وجل فقد كان الصحابة يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم ان يدعو لهم وهذا في احاديث كثيرة. اذكر لك منها ما في الصحيحين من حديث انس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم قائما يخطب فدخل رجل فقال يا رسول الله انقطعت السبل وهلكت وجاع العيال فادعوا الله يغيثنا. فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال اللهم اغثنا ثلاثا. الحديث بتمامه وكذلك كان الصحابة رضوان الله تعالى عليهم يطلبون من العباس ان يدعو لهم في صلاة الاستسقاء. ففي صحيح الامام البخاري من حديث انس رضي الله عنه قال كان اهل المدينة اذا قحطوا على عهد عمر كان اهل المدينة اذا قحطوا على عهد عمر يعني تأخر المطر. استسقى بالعباس ابن عبدالمطلب رضي الله عنه. فقال اللهم انا كنا نتوسل اليك بنبينا فتسقينا وانا نتوسل اليك بعم نبينا. فاسقنا فيسقوه. وكذلك يقول النبي وكذلك ندبنا النبي صلى الله عليه وسلم ان من رأى اويسا القرني وهو من كبار التابعين ان ان يأمره ان يطلب منه ان يستغفر له. لانه كان بارا بامه. يعني ان نطلب من اويس ان يستغفر لنا لعظم عند الله بسبب بره بامه. وكذلك استسقى معاوية اهل الشام بيزيد بن عبدالاسود فإذا لا بأس بذلك ان شاء الله كون الإنسان يتوسم الصلاح في رجل ويسأله الدعاء فلا حرج في ذلك وهذا من باب التوسل بدعاء الحي الحاضر القادر. ولكن لا بد من هذه الشروط المذكورة فيما مضى وهي ان يكون من تطلب منه الدعاء لك ان يكون حيا. وبناء على اشتراط هذا الشرط فلا يجوز للانسان ان يطلب الدعاء من لان هذا من الشرك بالله عز وجل. الشرط الثاني ان يكون حاضرا عندك بمعنى انك فتراه وسواء اكان حضوره حقيقيا اي امام عينك او كان حضوره حكميا وهي ان تخاطبه في الهاتف مثلا وهو في مسافة بعيدة لكنه في حكم الحاضر عندك وبناء على اشتراط الحضور فلا يجوز لك ان تطلب الدعاء من اناس غائبين عنك ليس بينك وبينهم وصيلة وسيلة توصل لهم مرادك ومطلوبك. كما يفعله اتباع الصوفية او غولاتهم فانهم يستغيثون يطلبون المدد من اوليائهم من مسافات بعيدة ليسوا بحاضرين عندهم. فاذا انطلبوا الدعاء من الاموات محرم وشرك وطلب الدعاء من الغائبين محرم وشرك. فلا بد ان يكون المطلوب منه ان يدعو لك. ان يكون حاضرا حيا وان يكون صالحا وهذا شرط لا حاجة الى التنبيه عليه لان الانسان عادة وفطرة لن يذهب الى رجل فاسق يطلب منه الدعاء. وانما الناس اذا توسموا الصلاح في رجل فانهم يطلبون منه الدعاء. هذا هو وجواب المسألة باعتبار الاصالة وهي انه امر جائز ولا حرج فيه ولا بأس. ولكن لو سألتني وقلت هل هو اولى والافضل؟ ام ان الافضل والاولى تركه؟ الجواب بل الاولى والافضل الا تطلب من احد شيئا الاولى والاكمل لحالك الا تطلب من احد شيئا والا تحتاج الى احد في شيء. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم خذوا العهد على بعض اصحابه الا يسألوا الناس شيئا حتى كان صوت احدهم يسقط فينزل من على دابته ولا يقول لمن اسفل منه ناولنيه. ولان المتقرر في طبائع الناس ان مقدارك من قلوبهم يسقط ويضعف بقدره سؤالك وحاجتك لهم. حتى وان احتجت اليهم في شربة ماء. فاذا كنت مستغنيا عن ان يدعو لك غيرك فلا اطلب من احد شيئا هذا هو الاولى والاكمل. لكن ان طلبت فانه امر جائز لا بأس به ولا حرج فيه والله اعلم