الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول ما حكم قراءة سورة البقرة بنية قضاء حاجة دنيوية؟ وبنية الاجر. يقول خصوصا انني اذا سمعت قصص لاشخاص تحققت امنياتهم بسببها اطمعوا في قراءتها. فما توجيهكم حفظكم الله الحمد لله رب العالمين وبعد. المتقرر عند العلماء ان ترتيب الاثر على الشيء لابد فيه من دليل شرعي او قدري فاذا قلنا ان هذا الشيء سبب لهذا الشيء فتلك السببية لابد فيها من دليل قدري اي تجربة ودليل نظري فيشترط فيها عفوا ودليل شرعي فيشترط فيها الدليل الشرعي اذا كانت من امور الغيب كما هي حقيقة سؤال السائل هنا. فان ترتيب شيء من الفضائل او الاثار على قراءة سورة البقرة هو ترتيب غيبي وامور الغيب لا ينبغي الاجتهاد فيها. وانما لا بد فيها من التوقيف عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا نعلم في الحقيقة دليلا يدل على ان من جملة ما تستجلب به الارزاق من الله عز وجل ان يقرأ الانسان سورة البقرة كما اننا لا نعلم في اجابة لسؤال اخر بان من جملة ما يجلب الازواج الى المرأة ان تقرأ في يومها وليلتها سورة البقرة مرة واحدة. كما هو مشهور عند بعض النساء. وحيث ليس هنا وحيث لم يثبت في هذا الفضل والاثر دليل خاص فلا يجوز اعتقاده. ولا ينبغي الاستدلال على هذا الفصل الفضل الخاص بالدليل العام بان القرآن وقراءته فيها خير وبركة تتنزل من الله عز وجل فان المتقرر عند العلماء ان مشروعية الشيء باصله لا تستلزم مشروعيته بوصفه فالرزق امر مقدر مقسوم للعبد كسائر رزقه. ولن تموت نفس حتى تستكمل رزقها واجلها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح فلا ينبغي القلق اذا تأخر الرزق وينبغي للانسان ان يجتهد في طرق ابوابه وسلوك اسبابه والتي منها ان يسأل عن ابواب الرزق الحلال وان يستعين بالخبراء. وقبل ذلك ان يكثر من دعاء الله عز وجل بان يذلل له اسباب كونه وان يرزقه من حيث لا يحتسب. واسباب الرزق كثيرة. ولا سيما التقوى كما قال الله عز وجل ومن يتق الله ويجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. وكثرة الاستغفار من اعظم ابواب الرزق لقول الله عز وجل فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال. وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انها انهار فالدعاء والاستغفار من اعظم الاسلحة التي يستجلب بها العبد رزق الله عز وجل. حتى وان تأخر مقتضى الاستجابة الا ان الله عز وجل لا يرد دعاء من دعاه وابتغل اليه. وانطرح عند عتبة بابه تبارك وتعالى واما قراءة سورة البقرة بخصوصها او قراءة شيء من سور القرآن اخرى فانه لا يجوز لنا ان نرتب على قراءتها فظلا او اثرا لا دليل عليه. ولا اعلم دليلا يدل على ان من ابواب استجلاب الرزق قراءة سورة البقرة. فان فان من الناس من قرأها وفتح الله عليه ابواب الرزق. فنقول هذا لا يدل على مشروعية قراءتها بهذا طلبا لهذا الاثر لان المتقرر عند العلماء ان الاذكار لا تثبت بالتجارب. لان الاذكار الاذكار ما تثبت بالتجارب. فليس كل ذكر تحقق مقصود صاحبه من قوله يكون دليلا على مشروعية قوله في هذا الموضع المخصوص او الزمان المخصوص فهب ان انسانا قرأ سورة البقرة ففتحت له ابواب الرزق. فان هذه التجربة لا تدل على مشروعية قراءتها ولا على ترتيب هذا الاثر عليها فان الاذكار لا تثبت بالتجارب. ولعل لهؤلاء الناس دعوات فيما بينهم وبين الله ولكن وافق انفتاح ابواب الرزق عند قراءتهم لهذه السورة لا من باب انها اثر من الاثار لا من باب انها هي التي فتحت وانما من باب استجابة الله عز وجل لدعاء سابق. وعلى كل حال فالامر غيب وامور الغيب توقيفية وعندك ابواب اخرى تستجلب بها الارزاق. منها ابواب شرعية كالدعاء والاستغفار. والصدقة ومنها ابواب حسية سؤال اهل الخبرة ومخالطة اهل التجارة ممن يثبتون قدمك في اول طريق التجارة والله اعلم