الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول السائل احسن الله اليكم ما حكم من يقول ان الذين يحرمون الغناء هم قد وصلوا الى اخر مراحل الحيوان من الحيوانية ويقول ان سبب تخلف كل شعب هو عدم اهتمامه بالموسيقى. لا حول ولا قوة الا بالله الحمد لله رب العالمين وبعد المتقرر في قواعد اهل السنة والجماعة انه لا يجوز تكفير المعين بسبب مخالفته في مسألة ثبت خلاف اهل العلم رحمهم الله تعالى فيها ومن المعلوم ان مسألة الغناء حلا وحرمة ليست من المسائل المجمع عليها بين الفقهاء. وان كان اكثر الفقهاء وجماهيرهم على التحريم الا ان ثمة من الفقهاء من قال بجوازه واستدل بادلة معلومة في غير هذه الفتيات. فمسألة حل الغناء او تحريم من جملة المسائل المختلف فيها. فاذا خالف انسان ورأى حليتها وصار ينبز ببعض الالفاظ سيئ المقال وفاحش الكلام من قال بتحريمه فاننا لا نخرجه عن دائرة الاسلام بسبب اعتقاد حله لان المسألة سلف فيها ولا تكفير في مسائل الاجتهاد. لا تكفير في مسائل الخلاف والاجتهاد فاذا التكفير منتف عنه لان المسألة التي قال فيها مثل هذا الكلام مسألة خلافية بين اهل العلم. ولا ينبغي لاحد ان يكفر الطرف الاخر في مسألة ثبت خلاف اهل العلم فيها. ولكن مهما اختلفنا فانه يجب علينا ان نصون السنتنا عن فاحش اللفظ المقال فان المسلم ليس بالطعان ولا باللعان ولا بالفاحش البذيء. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. فلا يجوز لنا في حال خلافنا ان نتلفظ على بعضنا بمثل هذه الالفاظ القذرة الشيطانية، فان هذا محرم شرعا. يقول الله عز وجل قل لعبادي يقولوا التي هي احسن. ان الشيطان ينزغ بينهم. ان الشيطان كان للانسان عدوا مبينا ويقول الله عز وجل عني مبينا عظم سقطات اللسان وافاته ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد ويقول الله تبارك وتعالى يوم تشهد عليهم السنتهم وايديهم وارجلهم بما كانوا يعملون. يومئذ يوفيهم الله دينهم والحق ويعلمون ان الله هو الحق المبين. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم وان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار ابعد ما بين المشرق والمغرب. ويقول صلى الله عليه وسلم ثكلتك امك يا معاذ وهل يكب الناس على وجوههم او قال على مناخرهم في النار الا حصائد السنتهم؟ ولما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن اكثر ما يدخل الناس النار قال الفم والفرج. فما قاله هذا القائل من جملة الهفوات والفلتات اللسانية والزلات اللسانية العظيمة الخطيرة التي لا يجوز لمثله. لا يجوز قولها فيما بين المسلمين بعضهم البعض فعلى المسلمين ان يتعلموا كيف يختلفوا قبل ان يختلفوا. فلو انه اجتهد في الادلة ورأى انها ان جائز وحلال واستمع الغناء من غير ان يتلفظ على اصحاب القول الاخر او الطرف الاخر من المسألة بمثل هذه الالفاظ القذرة التي املاها عليه شيطانه ونفسه الامارة بالسوء لكان في ذلك مساغا له. فان الانسان اذا اجتهد في مسألة شرعية وترجح له بالنظر في الادلة منها شيء معين وعمل به فانه دائر بين الاجر والاجرين فان كان مصيبا فله اجران وان كان مخطئا فله اجر واحد ولكن اما ان يتلفظ بمثل هذه الالفاظ الشيطانية الابليسية فهذا يجب تعزيره التعزير البليغ الذي يردعه وامثاله عن معاودة مثل هذا الكلام. والتلفظ به على اخوانه المسلمين. فاذا كان معلوم العين فلا بد من رفع قضية عليه في المحكمة الشرعية ويثبت عليه هذا الكلام. حتى يحكم فيه القاضي حكما تعزيريا رادعا له ولمن تسول له نفسه ان يتكلم او يتلفظ بمثل ذلك. نسأل الله ان ينزه السنتنا عن مثل هذه الهفوات والله اعلم