يقول السائل ماذا يفعل من طال به البلاء لسنوات؟ وكيف يكون؟ ان طال به البنى وهو صابر فليحمد الله. فانه في نعمة ما بعدها نعمة. فانه في صعود ودرجات لا يعلم بها الا الله. ان الله اذا احب عبدا ابتلاه ليرفع مقامه. وقد ابتلى الله عز وجل نوحا عليه السلام فجلس تسع مئة وخمسين سنة من اقرب الناس اليه يؤذونه وهو يصبر على دعوتهم ومكث ايوب عليه السلام سنين وهو مريض. ولبث يوسف عليه السلام بضع سنين في السجن ظلما وعدوانا فالمبتلى في سنوات يحمد الله اولا وليعلم ان في هذا رفعة لدرجاته اما كيف يكون صابرا اولا يعلم ان البلاء من الله الحكيم العليم جل في علاه ثانيا ان يعرف قدر نفسه وانه عبد مملوك لربه. والمالك للشيء يفعل فيه ما يشاء وليس له ان يتضجر. الا نرى نحن اليوم ان الملوك والامرا يأمرون خدمهم وحشمهم بامور ذليلة يسارعون فيها ويبتدرون هذه الامور الذليلة مع اعتزازهم وتعب ابدانهم ومزلتهم امام الناس لكنهم يرونها عزة. الانسان اذا رأى نفسه عبدا لله يعلم ان الله فيه كيف شاء. ثالثا ان يعلم الانسان ان جزاء الصبر انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب وهناك باب في الجنة للصابرين على وجه الخصوص