ضمنتها حديثا طويلا اه تسأل عن صحته وتريد ان تطبعه وتوزعه اذا كان صحيحا. هذا الحديث يا فضيلة الشيخ يروى عن علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه اه قال دخلت انا وفاطمة اه دخلت انا وفاطمة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدته يبكي بكاء الى ان قال اه وذكر اه حالات نساء اه احداهن معلقة بشعرها والاخرى معلقة بلسانها الى اخر ترث ثم عدى احدى عشر احدى عشرة حالة ثم بعد ذلك سألاه عن آآ سبب عذابه هذه الحالات؟ فاجاب الجواب المعروف. تسأل هذه الاخت السائلة عن صحة هذا الحديث يا فضيلة الشيخ هذا حديث غير صحيح وهو من الاحاديث الموضوعة وان كان ما تضمنه من الذنوب التي جاء في نفس هذا الحديث ان اصحابه يعذبون بانواع العذاب التي ذكرت قد ورد النهي عن تلك الذنوب باحاديث صحيحة فمثلا غيبة محرمة بنص القرآن الكريم والزنا محرم الى غير ذلك من انواع ما اشتمل عليه ذلك الحديث لكن ذلك بطرق صحيحة غير هذا الطريق. واما بهذا الجمع والترتيب والتنسيق وذكر بكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي وفاطمة رضي الله عنه وعليه وهو يبكي الى اخره فكل ذلك كذب باطل لا صحة له. ولذا فلا اصح ان يقوم احد بطبع مثل هذا الكلام وتوزيعه على الناس لانه كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابت عنه وفيما ثبت في الصحاح والسنن غني في عن امثال هذا الحديث والله اعلم. اثابكم الله الحقيقة يا فضيلة الشيخ اه هذه السائلة اثارت في ذهني اه عمرا يعني استأذنكم في اه اخذ رأي فضيلتكم فيه. لا بأس هو تسرع كثير من الناس من حبهم للخير في طبع كثير من النصائح وتوزيعها وقد تشتمل كما اشرتم حفظكم الله على اشياء قد تكون موظوعة او مكذوبة او ظعيفة اه رغبة منهم في الخير والوعظ فما ادري بماذا توجهون في هذا الامر يجب على من اراد ان ينشر علما ان يستشير اهل العلم في نشره فان الله امرنا جل وعلا بان نسأل اهل الذكر اذا ما علمنا فيقول فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون ثم انه لا يسوغ ان ينشر كل كل حديث بهذه الطريقة ولو كان صحيحا فانه ينبغي الا ينشر على الناس الا ما تتقبله عقولهم وصح عن رسولهم صلى الله عليه وسلم ومع ذلك فقد يكون في نشر الحديث بهذه الطريقة ابتذال له وعدم احترام والحاقه بالاوراق التي ترمى واذا اراد الانسان فعل الخير وطرق الخير كثيرة ومن اراد الخير يشكر على نيته وعمله فينبغي ان يسأل اهل العلم وان يستشير العارفين بذلك وان يساهم او يطبع كتابا بعينه صغيرا او يساهم في كتاب طبع كتاب كبير من كتب الاذكار والمواعظ ليعم نفعها ويطول بقاء اثرها ويشترك في ذلك هو مع اهل العلم النافع الذين لا تنقطع اعمالهم كما ثبت في الصحيح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعض الناس يعمد الى حديث فينشره على شكل ورقة وفي ذلك ايضا محاذير اخرى ينبغي ان يتجنب الانسان فتح باب طرق للاخرين الذين يريدون ان يبث شرورا في ظل مقاصد خيرة ولهم مقاصد سيئة المسلم ينبغي ان يكون حذرا من ناحية ومحتلما غاية الاحترام لكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. وان لا يعرض شيئا من ذلك للاستهانة او الابتذال التقيد بالدقة والعناية خير وفلاح والله اعلم. اثابكم الله