الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول احسن الله اليكم ما صحة صلاة من تعمد اخراج الجوال وفتحه وتقليب الرسائل الموجودة فيه اثناء الصلاة الحمد لله وبعد المتقرر عند العلماء ان كل فعل يكون سببا لذهاب خشوع الانسان واقبال قلبه على صلاته فانه لا يجوز للانسان ان يشتغل به فعليه ان يجنب صلاته مثل هذه الافعال التي تذهب خشوع قلبه واقبال واقبال فؤاده على الله عز وجل وتدبر مقصود صلاته. ولذلك في مجموع الادلة وجدنا ان النبي صلى الله عليه وسلم سد كل ذريعة الى انصراف القلب وانصراف خشوع الفؤاد عن مقصود الصلاة. ففي صحيح الامام البخاري من حديث انس رضي الله تعالى عنه قال كان قرام لعائشة سترت به جانب بيتها. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم اميطي عني قرامك. فان تصاويره لا تزال تعرض لي في صلاتي فامر النبي صلى الله عليه وسلم عائشة ان تبعد عن قبلة صلاته هذا القران بسبب هذه التصاوير التي تلهي قلبه وهو رسول الامة واعظم الخاشعين صلى الله عليه وسلم. فاذا كان قلب رسول الله لا بد فيه ايضا من ذريعة من سد ذريعة ما يلهيه او يشغله عن مقصود صلاته. فكيف بقلبي وقلبك ايها السائل؟ وكذلك في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى في خميصة لها اعلام فنظر الى اعلامها نظرة. فلما قضى قال اذهبوا بخميصتي هذه الى ابي جهم. واتوني بجانية ابي جهم. فانها عن صلاتي فمجموع هذه الادلة يدل على ان اعظم مقصود في الصلاة هو خشوع القلب وحضوره بين يدي الرب عز وجل فلا يجوز للانسان ان ينشغل باي شغل او او يفعل اي فعل يوجبه انصراف خشوع قلبه عن مقصود صلاته. لا سيما اذا كان من مثل هذه الافعال التي سأل عنها السائل والتي تدل على انه ليس ثمة مقدار ولو يسير للصلاة في قلب هذا الشخص الذي يفعله مثل هذا الفعل المنكر. لو ان الانسان تحرك حرك شماغه حرك نظارته حرك ساعته. ربما يحتمل ان يحتاج الانسان الى شيء من هذه الحركة ومع ذلك يؤمر بان تسكن جوارحه لقول النبي صلى الله عليه وسلم اسكنوا في الصلاة وكلما كانت الجوارح اخشع كلما كان ادل على خشوع القلب. بين يدي الله عز وجل. ولكن ان يخرج الانسان جواله في الصلاة ويقلب رسائله وهو بين يدي الله عز وجل. فهذا والله اذا وصل اليه المسلم فلابد ان يتدارك نفسه وان يدعو الله عز وجل بان يبدله قلبا غير هذا القلب. فيجب علينا ان نعظم قدر الصلاة وان نعلي جنابها وان نعظم فانها الركن الثاني من اركان الاسلام. واحد مبانيه العظام. وهي الفريضة الوحيدة التي فرضها الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم بلا واسطة. فقد عرج واسري بالنبي صلى الله عليه وسلم بسبب هذه الصلاة حتى فرضها الله والنبي صلى الله الله عليه وسلم فوق سبع سماوات فمتى ما ضعف مقدار الصلاة في قلب المسلم ووصل الى هذه المرتبة من الحضيض والسفول فان هذا يخشى عليه ان تكون خاتمته سيئة بل يخشى عليه من بطلان صلاته بسبب انصراف قلبه الانصراف المطلق عن مقصود صلاته. فعلينا يا معاشر المسلمين ان نتقي الله في انفسنا وان نقبل بكليتنا وجمعية قلوبنا على صلاتنا وان نحرص وان ننزه صلاتنا عن مثل هذه الافعال التي لا ننزل صلاتنا من مثل هذه الافعال التي تذهب خشوع قلوبنا بنا وتفسد وتفسد مورد صلاتنا. فالله الله بالاقبال على الصلاة والاهتمام بالصلاة وتعظيم قدر الصلاة. نسأل الله ان يهدي المسلمين وان يثبت مطيعهم وان يزرع عظمة هذه الفريضة العظيمة في قلوبنا وقلوب اخواننا من المسلمين والله اعلم