الباطل على الناس حتى نكسب منزلة في قلوبهم او ان يصفنا الناس باننا اهل اهل اعتدال وتوسط واهل نظرة ثاقبة فكل ذلك من حطام الدنيا وبهرجها ومدحها وثنائها ولا ينفع شيء من ذلك العالم بين يدي الله عز وجل. لا ينفع العالم شيء من ذلك مطلقا بين يدي الله تبارك وتعالى واما قوله بانه مصلحة مرسلة فاننا ننكر هذا الاطلاق من وجهين الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول احسن الله اليك. ما قولكم في من يسمي الاحتفال بالمولد النبوي مصلحة مرسلة؟ ولا يدخله في باب العقائد. الحمد لله ان ذلك من باب التلبيس والتدليس وان كان من العلماء فانه من باب الغش للعامة والرد على هذا الكلام من عدة اوجه. الوجه الاول ان العبرة ان المتقرر عند عند العلماء رحمهم الله تعالى ان العبرة بالحقيقة والمظمون لا بالاسماء والشعارات. والرايات. وانك اذا نظرت الى حقيقة هذا الاحتفال وجدته داخلا في قول النبي صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد ومن عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. وكل واياكم ومحدثات الامور فان كل بدعة ضلالة وغيرها من النصوص الدالة على تحريم الاحداث في الدين وهذه المحدثة لا عبرة باسمائها البراقة التي يراد بها زخرفة هذا الباطل. فهذا من باب تلبيس الباطل لبوس في الظاهر حتى تقبله النفوس. وتستسيغه الارواح. ويخادع به العامة فان كان قارئ فان كان قائل ذلك من اهل العلم فانني اذكره بالوقوف بين يدي الله عز وجل. لان هذا من قش للعامة فان هذا الاحتفال امر محدث. فاذا سموه تعظيما للنبي صلى الله عليه وسلم او سموه احياء لذكرى مولده صلى الله عليه وسلم او سموه مصلحة مرسلة فان هذه التسميات التي تدغدغ مشاعر العوام وانصاف المثقفين. لا تظفي على هذه المحدثة شيئا من المشروعية ابدا وما اشبه الليلة بالبارحة فان الذين يطوفون حول القبور ويذبحون عندها وينذرون لها ويستغيثون باصحابها ويدعونهم ويبتهلون اليهم يتقربون لهم بانواع القرب انما يسمون هذا الشرك الصريح تعظيما للاولياء ومعرفة لمنازل اولياء لله عز وجل وكذلك الذين يشربون الخمر يسمونها ام الارواح. وكذلك الذين يجيزون الاختلاط يسمونه رح العصر. وغير ذلك من زخارف القول التي تمليها عليهم شياطينهم حتى يروجوا باطلهم وصدق فيهم قول الحق تبارك وتعالى يوحي بعضهم وان الشياطين ليوحون الى اوليائهم ليجادلوكم. وان اطعتمو انكم لمشركون. وقول الله عز وجل يوحي بعضهم الى بعض زخرفا القول غرورا فالاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم من المحدثات المنكرة ومن البدع المستهجنة التي لم تكن معروفة في القرون فضل لا في عصر الصحابة رضي الله عنهم ولا في عصر التابعين ولا في عصر اتباعهم وانما هو من محدثات الامور في الدولة العبيدية الفاطمية كما قرر ذلك العلماء رحمهم الله تعالى واهل التاريخ ولو كان الاحتفال بمولده مشروعا لامر به رسول الله صلى الله عليه وسلم والحث عليه ورغب الصحابة فيه لكن مر عليه ثلاث وستون عاما اربعون منها قبل البعثة وثلاثة وعشرون منها بعد البعثة لم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه احيا ليلة مولده ولا مرة واحدة ومن المعلوم ان احب الناس اليه اصحابه وهو احب اليهم من غيره. فمع شدة حبهم له وتعظيمهم له لم يثبت عن احد منهم انه احيا ليلة مولده بشيء من ذلك فلا يجوز ان نخادع الناس بمثل هذه التسميات البراقة. ولا يجوز لنا معاشر العلما وطلبة العلم ان نروج الوجه الاول ان المصلحة المرسلة عند من قال بانها حجة انما يشترط عدم معارضتها لشيء من المصالح المعتبرة شرعا. فكل مصلحة تدعى تكون على خلاف ما شرعه الله عز وجل وعلى خلاف دينه فانها مصلحة لاغية ليست بمعتبرة. ليست بمعتبرة. ومن المعلوم ان من الابواب التي سدها الشارع ابواب الاحداث في الدين ما ليس منه. فكل مصلحة تدعى في شيء من البدع والمحدثات فانها مصلحة لاغية. لانها تعارض وتخالف المتقرر في الدين فان مصلحة الاتباع اعظم مراعاة من هذه المصلحة المرسلة كما سماها صاحبها او بها فلا يجوز ان نعتمد على قولهم بان الاحتفال مصلحة مرسلة في تجويزه او تسويغه للناس. لانها مصلحة قامت في ذهن صاحبها لو انه عرضها على مقاصد الشريعة لتبين له بطلانها كل التبين فالمصالح التي يدعى بانها معتبرة وهي على خلاف شيء من الشرع فانها وسوسة شيطان اوحى بها الى هذا الشخص الذي نطق بها ودعا الناس اليها. والامر الثاني لقد قرر ابو العباسي وتلميذه العلامة الامام ابن القيم انه ليس هناك مصالح مرسلة. بل كل مصلحة فان الشارع قد دل عليها اما دلالة منطوق واما دلالة تظمن واما دلالة التزام ليس هناك مصلحة يقال بانها مصلحة مرسلة. ولا يعرف هذا المصطلح عن احد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن احد من اهل القرون المفضلة وانما هو اطلاق اطلقه بعض الاصوليين. وفرع عليه فروع وقرر له ادلة والا فالذي نعتقده وندين الله عز وجل به ان شاء الله هو ان نأكل كل مصلحة يدعى انها مرسلة اذا كانت معتبرة متوفرة فيها شروط الاعتبار فان الشريعة لابد وان تدل عليها اما عموم او دلالة اطلاق او دلالة خصوص او دلالة تقييد او دلالة مطابقة او دلالة تظمن او دلالة التزام لا يمكن ابدا ان يكون هناك مصلحة غفل الشارع عنها لم يقررها بشيء من انواع الدلالات المعروفة في كتب الاصول فاذا ما يدعى بانه مصلحة مرسلة ويجعل حجة في تجويز الاحتفال هذا من الكذب والتزوير وزخارف الاقوال التي املى بها الشيطان على قلب هذا الناطق ليزخرف هذا الباطل بها ندين الله عز وجل به ان كلامه باطل. وان تخريجه هذا الفرع على ما يسمى عند الاصوليين بالمصلحة المرسلة انه تخريج لاغم من هذين الوجهين انه ليس ثمة مصلحة الا والشرع قد دل عليها وان كل مصلحة تدعى على خلاف غرار الشرع وما قرره الدين والادلة فانها تعتبر باطلة. فالاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم فمن البدع المحدثة باعتبار وصفه يعني ان الانسان اذا كان سيحتفل لانه يحب رسول الله فنقول اما محبتك لرسول الله ففرظ ديني واجب. ولكن تعبيرك عن هذه المحبة الاحتفال هو الممنوع. فلك ان تعبر عنها بما امرك الشارع به وهو الاتباع. فعلامة صدق المحبة للنبي صلى الله عليه وسلم انما هو اتباعه واقتفاء اثره سنته وتحكيم شريعته ونصرة دينه صلى الله عليه وسلم. ولكن من العجب جاء بان الدول التي تشرع الاحتفال به دول لا تحكم الاسلام اصلا. لا تحكم شريعته. لا تحكم شريعته وكم يحصل في هذه الليلة من اختلاط الرجال بالنساء والقصائد المبنية على الغلو في شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن الامور المنكرة التي لا تأتي الشريعة بتجويزها. فويل للعالم الذي يجيزه ذلك من الله عز وجل. لا سيما اذا كان يعلم خطأ قوله واما اذا كان مجتهدا فالله عز وجل يغفر للعالمين اجتهاده اذا اخطأ فيه بل ويأجره عليه. ولكن من الناس من يريد ان يصحح من الناس من يريد ان يبدأ ولكن من الناس من يريد ان يمدح وان يثنى عليه بالوسطية والاعتدال وانه صاحب نظرة متوسطة تجمع بين الاطراف السنية بدعية ويقرر مثل هذا الكلام حتى يقرر هذه النظرة في قلوب الناس عنه. فويل لمن كان منطلقه في تقرير الاحكام الشرعية نصرة شخصه فقط او او اعلاء منزلته في قلوب الناس. فالدين دين الله عز وجل فلا ينبغي ان يتلاعب به بمثل هذه الصورة. والله اعلم