الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم احسن الله اليكم فضيلة الشيخ هذه السائلة يقول ما كفارة الغيبة والنميمة؟ وكيف اتخلص منها؟ مع اني احاول الا اخرج من البيت حتى لا اقع فيها. الحمد لله رب رب العالمين وبعد لا جرم ان هاتين المعصيتين من جملة كبائر الذنوب وموبقات الاثام. يقول الله عز وجل ولا يغتب بعضكم بعضا ويقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة قتات اي نمام. فهما الرمتان وكبيرتان من كبائر الذنوب وافتان من افات اللسان. ولربما توبق العبد في النار والعياذ بالله وهو لا ادري عن مدى سوئها ومبلغها في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم وان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها ابعد ما بين المشرق والمغرب واكثر ما يدخل الناس واكثر ما يدخل الناس يوم القيامة انما هي افات اللسان فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم كما في السنن من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم فعن اكثر ما يدخل الناس النار فقال الفم والفرج وفي صحيح الامام البخاري من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من يضمن لي ما بين فكيه وما بين فخذيه اضمن له الجنة. والادلة في هذا المعنى كثيرة. بل ان من اهل العلم من جعل شؤم الغيبة اعظم في ميزان العبد من الزنا. لان الزاني اذا زنا ثم تاب فيما بينه وبين الله فان الله يتوب عليه. واما المغتاب فانه ان تاب. فان الله لا يتوب عليه حتى ان يستغفر له صاحبه ويتحلل ممن اغتابه. ولان المتقرر عند العلماء ان الذنب اذا كان يرجع الى حق من حقوق المخلوقين فانه لا يدخل تحت حيز المغفرة يوم القيامة. حتى ولو مات الانسان شهيدا بين الصفين فان الله يغفر له والذنوب التي فيما بينه وبينه عز وجل. واما الذنوب التي فيما بين المخلوقين بعضهم البعض فليست داخلة تحت حيز المغرب والغيبة حرمت من اجل حق المخلوقين فلا تغفر يوم القيامة. فعلى الانسان ان يتوب منها وان ان يصدق في التوبة من هذا الذنب العظيم. فانه لا يدري عن شؤمها يوم القيامة فلعل الله عز وجل يوبقه في نار على رأسه بسبب غيبة اكل بها عرظ مسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم لما قالت له عائشة يا رسول الله حسبك من صفية كذا وكذا. قال مه يا عائشة يعني كفي عن هذا الكلام. لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته وفي سنن البيهقي باسناد لا بأس به ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى ليلة اسري به اقواما لهم اظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وجنوبهم وظهورهم. كلما فنيت جلودهم اعادها الله كما كانت. فقال عليه الصلاة والسلام من هؤلاء يا جبريل؟ قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في اعراضهم. فعلى الانسان ان يبادر بالتوبة منها. والتوبة من الغيبة تتضمن امرين. الامر الاول ان يصدق في التوبة فيما بينه وبين الله من ارتكاب ما حرمه الله عليه. وان تكون توبة نصوحا مستجمعة لشروطها المتقررة عند العلماء رحمهم الله تعالى والامر الثاني ان يتحلل من المغتاب ان علم او غلب على ظنه تحمل اخباره بانه قد اغتابه. واما اذا او غلب على ظنه ان الهوة والشقاق سوف تزيد بينهما اذا علم انه قد اغتابه. فحين اذ لا يجب عليه اخباره بهذه الغيبة ولا تحلله منها وانما يجب عليه ان يذكره بالخير في المجالس التي ذكره فيها بالشر والسوء يكثرا الاستغفار له حتى اذا طالبه بحقوقه يوم القيامة اذا ذمته قد برأت بهذا الاستغفار وبذكره وبالذكر الحسن الطيب. فهذه هي التوبة من الغيبة. وكذلك التوبة من النميمة تتضمن امرين الامر الاول ان يصدق في التوبة من هذا الذنب والكبيرة فيما بينه وبين الله عز وجل. والامر اي اي يحاول ان يصحح كل اثر سيء ترتب على نميمته. فان ترتب على نميمته اضرار بالاخرين فان الواجب عليه ان يعترف بنميمته حتى يكشف هذا السوء والضرر عن اخوانه. ممن وقع فيه بسبب تميمته والا فان توبته تعتبر ناقصة وعلى الانسان ان يجاهد نفسه وان يكف لسانه عن الناس. فان من اربى الربا استطالة الانسان في عرظ اخيه المسلم ويقول صلى الله عليه وسلم الا وان دماءكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهر هذا في بلدكم هذا فليبلغ الشاهد الغائب. اسأل الله ان ينزه لساني ولسان السائلة ولسان المسلمين جميعا من هذه الافات العظيمة والله اعلم