الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول ما الحكم اذا عرض علي امر من الامور المشتبهات. الحمد لله وبعد الجواب في الصحيحين من حديث النعمان ابن بشير رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الحلال بين وان الحرام بين وبينهما امور مشتبهات مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه كالراعي يرعى حول الحمى يوشك ان يرتع فيه الاوان لكل ملك حمى. الاوان حمى الله محارمه ففي هذا الحديث اعطانا النبي صلى الله عليه وسلم قاعدة واصلا عظيما في كيفية التعامل مع الشبه او الامور التي تشتبه على الانسان في حلها وحرمتها وهي ان الانسان يتقيها ويدعها ما استطاع الى ذلك سبيلا. فاذا كان الامر الذي تريد ان تقدم عليه من الامور التي قد استبان حلها عليه بقلب مطمئن ونفس مرتاحة واذا كان الامر الذي تريد ان تقدم عليه من الامور التي تبينت حرمتها فاحجم عنه واياك ان تتقحم في شيء مما استبانت حرمته واذا كان هذا الامر الذي تريد الاقدام عليه لا يزال في دائرة المشتبهات عندك. فلم يتبين لك لا حله ولا حرمته فان الورع تركه وتأخير الاقدام عليه حتى يتميز حله من حرمته. فان كان حلالا فتقدم وان كان حراما فتحجم. واما ان يتقحم الانسان في الامور التي لم يتبين له حكمها ولا تزال في دائرة الاشتباه فان هذا من قلة الدين والورع. ومثل ذلك ايضا قول النبي صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك الى ما لا يريبك. فهذه قاعدة عظيمة في باب ما يوجب الريب فاي امر من الامور يوجب لك الريب والشك والاضطراب فانك تؤخر الاقدام عليه حتى يتبين لك حله من حرمته حتى تقدم عليه او تحجم عنه بنفس مطمئنة وقلب راض. فلا ينبغي للانسان ان يتقحم في الشيء الا بعد ان يتبين حكمه الشرعي. فان كان حلالا فيقدم وان كان حراما في حجم. وان كان لا يزال في دائرة الامور المشتبهات. فالورع تركها واجتنابها والله اعلم