الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول ما هي بين الذكر والدعاء هل هي علاقة تظمن ام تلازم؟ وهل بينهما خصوص وعموم؟ الحمد لله رب العالمين وبعد المتقرر عند العلماء رحمهم الله تعالى ان الدعاء ينقسم الى قسمين الى دعاء مسألة والى دعاء عبادة. ودعاء المسألة هو طلب هو طلب هو ان يطلب العبد من ربه عز وجل ما ينفعه في دينه ودنياه. او طلب دفع ما يضره في دينه ودنياه فهذا يسميه العلماء بدعاء المسألة. وهي ان يقول العبد مثلا اللهم اغفر لي اللهم ارزقني اللهم ادفع عني كذا وكذا من الضر. اللهم اغذني اللهم ارحمني اللهم وفقني ونحوها. فهذا دعاء مسألة والقسم الثاني من اقسام الدعاء دعاء العبادة. والمراد به ان يكون ان يتعبد الانسان لله عز وجل بعبادة من العبادات وبناء على ذلك فالمتقرر عند العلماء ان الشريعة كلها داخلة في مسمى الدعاء الصلاة دعاء ولكنها دعاء عبادة. والزكاة دعاء ولكنها دعاء عبادة. والذكر دعاء ولكنه دعاء عبادة والصدقة دعاء ولكنها دعاء عبادة. والحج دعاء ولكنه دعاء عبادة. والعمرة دعاء ولكنها دعاء عبادة والمسألة دعاء والطلب ايضا من الله دعاء ولكنه دعاء مسألة فلا بد ان يتبين لك نوعا الدعاء حتى نبين لك القاعدة التي تربط بينهما. وفقك الله. فاذا قيل لك ما اقسام دعائي في الشريعة فقل ان الدعاء ينقسم في الشريعة الى قسمين. الى دعاء مسألة والى دعاء والى دعاء عبادة. واذا قيل لك ما دعاء المسألة؟ فقل هو ان تطلب من الله عز وجل شيئا من مطالب الدين والدنيا او الاولى والاخرة. واذا قيل لك ما معنى دعاء العبادة؟ قل هو ان يتلبس الانسان بعبادة من العبادات كالصلاة او الزكاة او الصيام او الحج. او او الخوف من من الله عز وجل او محبته او رجائه او التوكل عليه او قراءة القرآن او انواع الذكر من التسبيح والتكبير والتهليل والجهاد في سبيل الله والدعوة الى الله عز وجل والامر بالمعروف والنهي عن المنكر كل هذه العبادات يشملها مسمى الدعاء. ولكنها دعاء عبادة وليست دعاء مسألة اذا علمت هذا وفقك الله فاعلم انك اذا رفعت يديك الى الله عز وجل تسأله شيئا من مطالب الدين او الدنيا او الاخرة او الاولى فانك تدعو الله عز وجل دعاء مسألة ودعاء المسألة يتضمن دعاء عبادة فدعاء المسألة متضمن لدعاء العبادة. يعني انك سألت وعبدت. في نفس الوقت فبمجرد رفع يديك الى الله عز وجل تسأله وقلبك متضرع اليه ومنطرح عند بابه راجي رحمته معترفا بعظيم فضله عليك انت في هذه الحالة اي في هيئة الداعي دعوت الله بدعاء المسألة وهي الطلب ودعوت الله بدعاء العبادة فاذا دعاء المسألة متضمن لدعاء العبادة وكذلك اذا عبدت الله عز وجل بالصلاة فانك انما تصلي تسأل الله الجنة. فانت صليت وسألت فبمجرد صلاتك تسأل الله الجنة لو سألتك انت لماذا تصلي؟ تقول اريد الجنة فانت طلبت من الله الجنة لكن ليس عن طريقة رفع اليدين وانما عن طريق اداء عبادة فهو دعاء عبادة. انت دعوت الله عز وجل ولكن عن طريق فعل عبادة فهذا دعاء عبادة ولو سألتك بعد صدقتك لماذا تصدقت على الفقير؟ تقول اريد الجنة. اريد مرضاة الله فانت طلبت الجنة وطلبت مرضاك الله لكن ليس بدعاء مسألة وانما بدعاء عبادة. ولو سألتك لماذا تربي لحيتك؟ تقول طلبا للجنة ولمرضاة الله فانت الجنة بتربية اللحية ولكن لم تطلبها بدعاء مسألة وانما طلبتها بدعاء عبادة. طلبتها عفوا طلبت بدعاء عبادة. فاذا اي عبادة يتعبد بها العبد لله هي في حقيقتها دعاء عبادة ويتضمن كذلك دعاء مسألة فاذا دعاء العبادة يستلزم دعاء المسألة ودعاء المسألة يتضمن دعاء العبادة. وان اختلف التعبير بالتضمن والالتزام لا يضر ذلك. لان بعضهما يدخل في بعض فهما يتضمن بعضهما بعضا ويلزم بعضهم ويلتزم بعضهما بعضا. فمن دعا الله بدعاء مسألة فهو متظمن وملتزم لدعاء العبادة ومن دعا الله بدعاء عباده فهو متظمن وملتزم بدعاء المسألة فكلاهما اي نوعا الدعاء كلاهما يتضمن بعضهما البعض فمن دعا الله بدعاء المسألة فهو سائل وعابد. ومن دعا الله بدعاء العبادة فهو عابد وسائل عل العلاقة قد اتضحت والله اعلم وبناء على ذلك فاذا دعوت الله برفع يديك فقد دعوته بدعاء مسألة يتضمن دعاء العبادة واذا جلست في مكانك تذكر الله بالتسبيح والتهليل فقد عبدت الله بدعاء عبادة يتضمن دعاء مسألة لانك انما تذكر الله تريد مرضاته والجنة فانت سألت مرضاة الله وسألت الجنة ولكن بدعاء عبادة. والله اعلم