الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول ما يعبر العلماء رحمهم الله في العقيدة عند باب القدر خلق الافعال بقول خلقا وايجادا وتقديرا. يقول كلمة خلقا وايجادا اليست بمعنى واحد؟ الحمد لله رب العالمين الجواب هذه بينهما عموم وخصوص من وجه بمعنى ان الخلق اعم من الايجاد فكل ايجاد فهو خلق وليس كل خلق يعتبر ايجادا. فالخلق يشمل الايجاد ويشمل التصوير كما قال الله عز وجل فتبارك الله احسن الخالقين. فالخالقون هنا ليست بمعنى الايجاد وانما عن التصوير وكقوله عز وكقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل ومن اظلم ممن ذهب يخلق كخلقي. فالخلق هنا ليس بمعنى الايجاد وانما بمعنى التصوير. فاذا الخلق يدخل تحته الايجاد من العدم ويدخل تحته التصوير اي اي تشكيل الشيء من صورة الى صورة. واما الايجاد فهو بمعنى واحد وهو ايجاد الشيء من العدل دم فقد كان قبل ايجاده يوصف بانه معدوم وبعد ايجاده يوصف بانه موجود. فالخلق اعم لانه يشمل معنيين والايجاد اخص لانه آآ لا يشمل الا معنى واحدا. فقولهم الله عز وجل هو الخالق موجب يدخل في ذلك الخلق ويدخل في ذلك التصوير. يعني يدخل في ذلك الخلق ابتداء وهو الايجاد. ويدخل في ذلك وهو تشكيل الشيء واخراجه على صورة معينة. فاذا قلت وهل يوصف المخلوق بانه خالق الجواب يوصف بانه يخلق الشيء بمعنى تصويره. فالانسان يأتي بالحديد فيصوره على صورة سيارة والانسان يأتي بالخشب فيصوره على صورة باب. ويأتي الانسان بالاسفنج فيصوره الى صورة سرير او مخدة. فالخلق بمعنى التصوير يوصف المخلوق به. واما الخلق بمعنى الايجاد الابتدائي انعدم فهو من خصائص الله تبارك وتعالى. فوعلى ذلك قول الله عز وجل الله خالق كل شيء. فالخلق هنا بمعنى الايجاد من عدم فقولهم خلقا وايجادا هذا تخصيص بعد تعميم فهو كقول الله عز وجل قل من كان عدوا لجبريل فان قل من كان عدوا قل من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فقوله وجبريل وميكال تخصيص بعد تعميم في قوله وملائكته. مع ان جبريل وميكال يدخلان في جملة لكن خص بالذكر ردا على من ابغضهما بخصوصهما. فقول العلماء رحمهم الله خلقا هذا تعبير عام وقولهم وايجادا هذا تعبير خاص فهو تخصيص بعد تعميم وهو تعبير معروف عند اهل العلم رحمهم الله تعالى والله اعلم