الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول احسن الله اليكم قرأت في احد الكتب ما يلي المقصود بالانقياد الذي هو شرط في اصل الايمان هو انقياد القلب وهو شيء زائد على والعبادة ولكنه وقع في الزنا فهو عند الوعيدية كافر لانه خالف في احاد العمل. وهذا لا يقول به اهل السنة والعياذ بالله. لا يقول لا يقول به اهل السنة مطلقا. وانما يجعلون فاعل الكبيرة مجرد المعرفة والتصديق فهو رؤية العبد ان عليه ان يطيع الله. واما الانقياد بالجوارح وترك المعاصي فهو شرط في كمال الواجب لا في اصل الايمان ولا خلاف بين اهل السنة في ذلك ان من انتفع عنه الانقياد الظاهر مع بقاء الانقياد الباطن لا يكفر الا ما كان من اختلافهم في تكفير تارك الصلاة تكاسلا وكذا الصوم والزكاة والحج. وان كان الراجح عند جمهور اهل في السنة انه لا يكفر. يقول ما رأيكم في صحة هذا الكلام؟ المتقرر عند اهل السنة والجماعة ان الايمان اعتقاد بالجنان باللسان وعمل بالجوارح والاركان. وانه يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان وهذا هو الذي عليه عامة اهل السنة والجماعة وهو المنقول في كتبهم والمقرر في عقائدهم. ولا يزال اهل السنة والجماعة ان يتوارثونه خالفا عن سالف ولله الحمد والمنة فركائز الايمان ثلاثة. فلابد ان يكون مبدأ الايمان واصله منبثقا من القلب ثم لابد ان يكون ان يمر على الركيزة الثانية وهي قول اللسان. ثم يمر على الركيزة الثالثة وهي عمل الجوارح والاركان فعمل الجوارح داخل في مسمى الايمان باجماع اهل السنة والجماعة. وانما المرجئة هم الذين اخرجوا عمل عن دائرة الايمان وقد انقسم اهل القبلة في مسألة دخول في مسألة اركان في مسألة ركائز الايمان على جمل من الاقوال فيها هو ما ذهب اليه اهل السنة والجماعة من انه ايمان القلب وقول اللسان وعمل الجوارح. ولكل واحدة من هذه الاركان دليل يدل على انه ركيزة من ركائز الايمان الا ان المتقرر عند العلماء ان العمل الذي هو ركن من اركان الايمان انما يراد به جنس العمل لا احاد العمل الا بدليل وهذه القاعدة فيصل بين مذهب اهل السنة في ادخال العمل في مسمى الايمان وبين مذهب الوعيدية من الخوارج فان اهل السنة وان قالوا ان العمل ركن في الايمان فلا يصح الايمان الا بالعمل الا انهم لا يقصدون احاد العمل انما يقصدون جيس العمل الا اذا دل دليل شرعي صحيح على ان من ترك هذا الفرد المعين من الاعمال يكفر كالصلاة كما ثبتت بذلك الادلة. واما اذا لم يدل دليل على ان ترك احاد العمل يدل واما اذا لم يدل دليل على ان ترك احاد العمل يخرج العبد من دائرة الايمان فانه يبقى ان المخالفة فيه تنقص كمال الايمان الواجب ولكنها لا تخرج العبد عن دائرة عن دائرة الايمان بالكلية. وانما الذي يخرج العبد عن دائرة الايمان بالكلية هو ان يترك العبد جنس الاعمال. بمعنى انه يشهد ان لا اله الا الله ثم بعد ذلك لا يفعل شيئا من جنس الاعمال التي تخص الشرع. فلا تجد عنده لا صلاة ولا صياما ولا حجا ولا عمرة. ولا ذكرا ولا امتثالا لشيء من امر الشارع وانما يقتصر من الاسلام على النطق بالشهادة فهذا يسمى تارك لجنس العمل. ومن ترك جنس الاعمال الشرعية فانه لا يعتبر مؤمنا. ولا يصدق عليه وصف الايمان في صدر ولا ورد واما اذا ترك الانسان بعض الاعمال مع اتيانه بجنسيها فانه يبقى مرتكبا مرتكبا لكبيرة من كبائر الذنوب بمعنى انه لو صلى وزكى وصام وحج. ولكن حلق لحيته واسبل ثيابه فمخالفة هذه انما تنقص ايمانه الواجب. ولكنها لا تخرجه عن دائرة الاسلام. فلا بد من فهم هذا الفرقان الذي هدى الله له واهل السنة والجماعة فنحن معاشر اهل السنة متفقون على ان العمل داخل في ركائز الايمان ولكن اي عمل انما نعني به جنس العمل لا احد العمل الا اذا دل الدليل على ان ترك هذا العمل المعين يخرج عن دائرة الاسلام بالكلية فحين اذ نكفر من ترك هذا العمل كالصلاة. فان الادلة دلت على ان تارك الصلاة كافر كما في صحيح مسلم من حديث جابر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بين العبد والشرك او قال الكفر ترك الصلاة في السنن من حديث بريدة يقول النبي صلى الله عليه وسلم العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر. وهذا مثال على انخلاع العبد من دائرة الاسلام بترك عمل واحد. والا فالاصل ان العبد لا ينخلع عن دائرة الايمان بترك احاد الاعمال قال وانما ينخلع عنها بترك جنس الايمان. فجنس الايمان فجنس الايمان شرط في صحة الايمان عند اهل السنة والجماعة. واما عند الوعيدية فاحاد العمل شرط في صحة الايمان. ومذهب ابوهم باطل ولذلك جنحوا الى تكفير مرتكب كبيرة واحدة. فاذا كان عند الانسان جنس العمل وهو مجتهد في الطاعة ناقص الايمان مع بقاء اصل ايمانه. فلا يعطونه الايمان المطلق ولا يسلبونه مطلق الايمان. وانما ما قدمت بهذه المقدمة ليتعرف الطالب على ان اهل السنة مجمعون على ان العمل داخل في مسمى الايمان. وليعلم والطالب كذلك ان اغلى السنة مجمعون على ان العمل الذي هو شرط في صحة الايمان انما هو جنس الاعمال لا احد الاعمال الا بدليل يدل على خروج العبد اذا خالف في هذا العمل المعين اذا علمت هذا فنرجع الى جوابك وفقك الله. وهو ان العلماء رحمهم الله تعالى قرروا ان العبد لا ينتفع بكلمة التوحيد لا اله الا الله. الا اذا حقق شروطا واجتنب موانعا. وهذه الشروط عدها اهل السنة ثمانية شروط. وقد جمعها بقوله وقد جمعها بعض اهل العلم رحمه الله تعالى قوله وشروطها العلم والاخلاص واليقين والقبول والانقياد والمحبة والصدق والكفر بالطاغوت فلا ينتفع العبد بكلمة التوحيد الا بالاتيان بهذه الشروط الثمانية فعندنا شرط الانقياد هو الذي وقع عليه السؤال فاقول في بيانه اعلم ان هناك واجبين على العبد كما بينته في اي او في اول الفتيا. واجب في الباطن وواجب في الظاهر اما واجب الباطن تجاه هذه الكلمة فهو قبوله مدلولها. واليقين بمعناها وهو شرط القبول وعلى ذلك قول الله عز وجل عن الكفار في بيان عدم قبول قلوبهم لمدلول ومعنى هذه الكلمة. انهم كانوا اذا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون. ويقولون ائنا لتاركوا الهتنا لشاعر مجنون قد كانوا يعلمون معناها ولكن قلوبهم ترفض قبول هذا المعنى وتأباه. وقال الله عز وجل عنهم الالفة الافا واحدا ان هذا لشيء عجاب. فدل ذلك على ان قبول القلب قبول القلب لمعنى ومدلولي هذه الكلمة شرط في صحة في صحة الاقرار بها. ولذلك لما جاء المنافقون عند النبي صلى الله عليه وسلم يشهدون انه رسول الله اكذبهم الله عز وجل في هذه الشهادة لانها شهادة لسانية لم تكن منبثقة من تصديق القلب ولا قبوله. قال الله عز وجل اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله. والله يشهد انك والله يعلم انك لرسوله. والله يشهد ان المنافقين لك لماذا كانوا كاذبين؟ لانها شهادة لسانية لم ينطوي عليها القلب. فاذا واجب الباطن تجاه كلمة في التوحيد هو قبولها والتصديق بها واليقين بمعناها ومدلولها. واما واجب الظاهر فهو فالانقياد هو الاعمال بمقتضى هذه الشهادة. ولا نعني بالانقياد عمل القلب. فقط فان عمل القلب هو القبول والانقياد هو القبول والتصديق والمحبة واليقين واما واجب الظاهر فهو الانقياد لان هذه الكلمة يدخل فيها عمل الجوارح. فلا ينتفع الانسان بقول هذه كلمة الا اذا كان عاملا بمقتضاها بجوارحه. وقد سمت الادلة الانقياد تسليم قال الله عز وجل ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن. وقال الله عز وجل فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموا بكاء فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما فاقامة الصلاة من مقتضيات لا اله الا الله وهي عمل في الظاهر. وايتاء الزكاة وصوم رمضان البيت الحرام كلها من مقتضيات لا اله الا الله. وهي من اعمال الظاهر. فاذا القبول هو عمل القلب والانقياد هو عمل الظاهر واما الاشاعرة فانهم يفسرون القبول والانقياد بانهما من اعمال الباطن ليخرجوا اعمال الجوارح من دائرة الايمان وهذا خطأ فادح. لانه مبني على مخالفة الادلة الكثيرة من الوحيين المتواترة كتابا سنة في دخول الاعمال في مسمى في مسمى الايمان. في مسمى الايمان فهذا النقل المذكور نقل خاطئ. وهو جار على مذهب الاشاعرة. المبني على اخراج الاعمال عن دائرة الايمان وجعل الاعمال مجرد شرط كمال واما نسبة ذلك لاهل السنة فان كان المتكلم سنيا فهي نسبة اخطأ فيها وضل وان كان المتكلم اشعريا اصلا فلا جرم ان الاشاعرة يسمون انفسهم اهل السنة والمقصود من ذلك ان يعلم السائل ان الحق في تفسير الانقياد انما هو عمل الجوارح. الذي هو ركن من اركان الايمان واما عمل القلب فيسمى المحبة التصديق الانقياد القبول واما الانقياد فانه عمل الجوارح. ولعلي اوضحت للسائل ذلك. وان اشكل عليك كلامي هذا فتشبث من هذه الفتيا بفائدتين. وعليهما مدار هذه الفتية. الفائدة الاولى ان اغلى السنة متفقون على ان العمل داخل في مسمى الايمان. الفائدة الثانية ان العمل الذي هو ركن في الايمان انما هو جنس العمل انما هو جنس العمل لا احاده الا بدليل. نسأل الله الهدى والثبات عليه والله واعلم