ومعنى الشهادتين الاقرار بما فيهما. فقولك اشهد يعني اقر واعترف واؤمن بانه لا اله الا الله وانه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومقتضى هذا الاقرار الاعتقاد القلبي والتصديق اللساني. فلا يجوز الاقراء التصديق باللسان مع عدم الاقرار بالقلب فهذه صفة النفاق والعياذ بالله ومعنى لا اله الا الله يعني لا معبود في الوجود حق الا الله جل في علاه. فكل معبود سوى الله باطل ويجب ان تعتقد هذا وان تعمل بمقتضاه قال تعالى ارأيت من اتخذ الهه هواه فالهوى قد يكون الها والشيطان قد يكون الها وكل ما عبد من دون الله فهو اله لكنه اله باطل. واما الاله الحق فهو رب العالمين جل في علاه قال تعالى فاعلم انه لا اله الا الله ولها ركنان الركن الاول النفي وهو في قوله لا اله والثاني الاثبات وهو في قولك الا الله فانت تنفي جميع المعبودات ثم تنفث تثبت الها واحدا بحق وهو الله جل في علاه وكثير من الناس لا يفهم معنى هذه الكلمة اذا سألته عن معنى لا اله الا الله قال لا خالق الا الله. وهذا باطل واذا سألته عن معنى لا اله الا الله قال يعني لا رازق الا الله وهذا باطل انما معناها لا معبود حق الا الله. واما كون الله هو الخالق وهو الرازق فهو حق في ذاته. لا شك ان الله هو الخالق وان الله هو الرازق او الرزاق وان الله هو المعطي وان الله هو المحيي وان الله هو المميت الى غير ذلك من صفات ربوبيته جل في علاه ولكن ليس هذا هو معنى هذه الكلمة والا فالمشركون كانوا يثبتون ان الله هو الخالق وانه الرازق وانه المحيي وانه المميت وانه رب الارباب. ولكنه لما قال لهم قولوا لا اله الا الله تفلحوا قالوا اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب. يعني انه يأمرنا الا نعبد الا الها واحدا ونحن نريد ان نعبد الهة كثيرة نعبد اللات ونعبد العزى ونعبد هبل الى غير ذلك. لكنهم يعرفون ان هبل هم الذي صنعوه هو لم يصنع شيئا وهم الذي وضعوه فهو لا يتحرك ولا يفعل شيئا. ولكن كانوا يقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ويقولون ما نعبدهم الا ليقربوا الى الله يعني الى رب الارباب الذي يزعمون انه رب الارباب. واما هذه الالهة فهي وسائط. ولذلك من اتخذ بينه وبينه الله وسائط يعبدها ويتشفع بها ويتوسل بها فقد كفر بالله العظيم واشرك الشرك الاكبر. كما هو موجود اليوم في الذين يعبدون عبد القادر الجيلاني فيدعونه ويستغيثونه من دون الله او الذين يعبدون الحسن او الحسين او فاطمة الزهراء او يعبدون العيدروسي او يعبدون آآ اي وثن يعبد من دون الله او اي ضريح او اي شخص حيا كان ام ميتا فهؤلاء كلهم يكفرون بالله جل وعلا ويشركون مع الله الهة اخرى. والقضية العظمى التي دعا الانبياء والانبياء والرسل هي قضية التوحيد قضية توحيد العبادة كما سيأتي ايضا مزيد من الاشارة اليه بعد ذلك ان شاء الله تعالى ومشتاق هذا قول الله جل شأنه في كتاب في كتابه الكريم ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقال تعالى والى عاد اخاهم هودى ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وهكذا في آآ صالح عليه السلام وهكذا في جميع الانبياء انبياء صلوات ربي وسلامه عليه كلهم اتوا بقضية العبادة هذا معنى لا اله الا الله الذي يجب على كل مسلم ان يعرفه وهو انه لا معبود حق الا الله جل في علاه واما معنى الشهادة ان محمدا رسول الله فمعنى اقر واعترف واؤمن واصدق بان محمد بن عبدالله بن عبد المطلب القرشي هو رسول من عند الله عز وجل اؤمن به واصدقه واتبعه على دينه ولا اتبع احدا سواه فكل من اتبع نبيا خير محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر برسول الله صلى الله عليه وسلم. ولذلك فان جميع الطرق الى الله جل وعلا قد اغلقت صديق موسى وطريق عيسى وطريق ابراهيم وطريق نوح وطريق جميع الانبياء كلها قد اغلقت ولم يفتح الان من بعثة عليه الصلاة والسلام الى الله الا طريق محمد صلى الله عليه وسلم وبه نسخت جميع الملل لكن عليه الصلاة والسلام جاء بقرار التوحيد الذي هو مشترك بين جميع الانبياء عليهم الصلاة والسلام فجميع الانبياء اتوا بتوحيد الله جل وعلا. واما الشرائع فهي شتى كما قال عليه الصلاة والسلام دينهم واحد والشرائع شتى ومعنى ذلك ان التوحيد واحد لا يتغير من ادم عليه السلام وهو نبي موحى اليه الى محمد عليه الصلاة والسلام وهو نبي مرسل واما الشرائع فهي متغيرة وهي مختلفة ومحمد صلى الله عليه وسلم جاء بالدين الاخير الذي لا يقبل الله دينا سواه كل من زعم ان من اتبع نبيا من الانبياء فهو مسلم موحد من اهل الجنة فهو كافر برسول الله صلى الله عليه وسلم وكافر بدين الاسلام قال عليه الصلاة والسلام والذي نفسي بيده لا يسمع بي رجل يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن الذي ارسلت به الا كان من اهل النار. رواه مسلم في كتابه الصحيح