الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول السائل البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت. اعمل ما شئت كما تدين تدان. يقول اوقفتني هذه الكلمات هل من اذنب الذنب هل اطفاله يفعلون مثله؟ بمعنى انا ارتكبت معصية او خطيئة لم تضر احد ولكنها تظرني لوحدي هل يفعلونها مثلي ابنائي؟ الحمد لله وبعد الجواب المتقرر عند العلماء بالاجماع ان الجزاء من جنس العمل وقول القائل كما تدين تدان هذا صحيح باعتبار المعنى ولكنه لا يصح مرفوعا للنبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ بعينه فقولهم كما تدين تدان وقولهم الجزاء من جنس العمل. هذه حكمة بليغة قد دلت عليها الادلة الكثيرة من الكتاب والسنة كقول الله عز وجل جزاء وفاقا. هذا في الشر وفي قول الله عز وجل جزاء الاحسان الا الاحسان وهذا في الخير وقد قال ابن القيم رحمه الله تعالى في مفتاح دار السعادة لقد تظاهرت ادلة الشرع والقدر على ان الجزاء من جنس العمل ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال البر لا يبلى والاثم لا ينسى والديان لا يموت فكن كما شئت. فكما تدين تدان ولكنه حديث كما ذكرت لا يصح مرفوعا للنبي صلى الله عليه عليه وسلم وقد ثبت عن عن الامام ما لك بن دينار انه قال مكتوب في التوراة كما تدين تدان. وكما تزرع تحصد وهي قاعدة عظيمة مطردة في جميع الاحوال. الا ترى الى قول الله عز وجل عن المنافقين وقد عاقبهم بجنس ما اذنبوا وارتكبوا في قول الله تبارك وتعالى واذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزئون فقال الله يستهزئ بهم. اذا الجزاء من جنس العمل الا ترى الى قوله صلى لقول الله عز وجل الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون الا جهدهم فيسخرون من سخر الله منهم. اذا الجزاء من جنس العمل. هذا من باب المقابلة. وكذلك قول الله عز وجل نسوا الله وقول الله عز وجل والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله اي مجازاة على السيء في اخذهما اموال الناس بايديهم. فناسب ان يقطع ما استعانا به في ذلك. لان الجزاء من جنس العمل. وفي الصحيحين يقول النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل يا ابن ادم انفق انفق عليك. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم من سأل الناس اموالهم تكثرا فانما يسأل جمرا فليستقل او ليستكثر. بل قال الله عز وجل لوفوا بعهدي اوفوا بعهدكم وقال الله عز وجل اذكروني اذكركم. والايات في هذه في تصحيح هذه القاعدة العظيمة كثيرة جدا. فالانسان كما يفعله بوالديه سيفعله اولاده به اذا لم يحدث توبة نصوحا عن عقوقه لوالديه. فجميع ما يفعله الانسان بوالديه من العقوق فانه سيراه في اخلاق اولاده الا اذا تاب الى الله عز وجل توبة صادقة مستجمعة لشروط قبولها. فمن تاب من الذنب فكمن لا ذنب فكمن لا ذنب له والله اعلم