ما هو الراجح من اقوال العلماء في تعيين ليلة القدر؟ وهل هي افضل الليالي على الاطلاق ام لا؟ وما هو رأيكم في من قال بتفضيل ليلة الاسراء ليلة القدر افيدونا بارك الله فيكم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فان ليلة القدر ليلة عظيمة نوه الله بشأنها في كتابه الكريم في قوله تعالى انا انزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين فيها يفرق كل امر حكيم. وفي قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم انا انزلناه في ليلة القدر وما ادراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من الف شهر فنزل الملائكة والروح في باذن ربهم من كل امر سلام هي حتى مطلع الفجر. فهي ليلة شرفها الله عز وجل على غيرها. واخبر ان العمل في فيها خير من العمل في الف شهر اي افضل من العمل في اكثر من ثلاثة وثمانين عاما وزيادة اشهر وهذا فضل عظيم مختص بانزال القرآن فيها ووصفها بانها ليلة مباركة وانها يقدر فيها ما يجري في العام من الحوادث وهذه مزايا عظيمة لهذه الليلة. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الاواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيرها طلبا لليلة القدر وهي افضل الليالي انه لم يرد في ليلة من الليالي ما ورد في فضلها والتنويه بشأنها فهي افضل الليالي لما تشتمل عليه من هذه المزايا العظيمة وهذا من رحمة الله تعالى بهذه الامة واحسانه اليها حيث خصها بهذه الليلة العظيمة. واما المفاضلة بينها وبين ليلة الاسراء فبين يدي الان سؤال وجوابه لشيخ الاسلام ابن تيمية حيث سئل رحمه الله ليلة القدر وليلة الاسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم ايهما افضل؟ فاجاب بان ليلة الاسراء افضل في حق النبي صلى الله عليه وسلم وليلة القدر افضل بالنسبة الى الامة. فحظ النبي صلى الله عليه وسلم الذي اختص به ليلة المعراج منها اكمل من حظه في ليلة القدر وحظ الامة من ليلة القدر اكمل من حظهم من ليلة المعراج. وان كان لهم فيها اعظم حظ لكن الفضل والشرف والرتبة العليا انما حصلت فيها لمن اسري به صلى الله عليه وسلم. هذا ما اجاب به شيخ الاسلام ابن تيمية في هذه المسألة وللامام ابن القيم كلام في هذا الموضوع يوافق كلام شيخه بان ليلة الاسراء افضل في حق النبي صلى الله عليه وسلم وليلة القدر افضل في حق الامة. ومما يجب التنبيه عليه ان الله سبحانه وتعالى شرع لنا في ليلة القدر من التعبد والتقرب اليه ما لم يشرعه في ليلة ليلة الاسراء لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يتهجد فيها او يخصها لقيام او ذكر وانما كان يخص ليلة القدر لفضلها ومكانتها. وايضا ليلة الاسراء لم يثبت في اي شهر هي او في اي ليلة من الشهر هي مما يدل على ان العلم بها تحديدها ليس لنا فيه مصلحة خلاف ليلة القدر فان الله اخبر انها في رمضان لان الله قال شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن ثم قال انا انزلناه في ليلة القدر فدل على ان ليلة القدر في شهر رمضان وان كانت لا تتعين في ليلة معينة من رمضان الا انه انها في العشر الاواخر منه وفي ليلة سبع وعشرين اكد هي اكد الليالي عند الامام احمد وجماعة من الائمة ان ليلة سبع وعشرين من شهر رمظان هي ارجى ما يكون لليلة القدر. وللعلماء في تحريها اجتهادات ومذاهب ولكن هي في في شهر رمظان قطع من قام شهر رمضان وقام ما تيسر له من لياليه الا شك انها قد مرت به ليلة القدر ولا شك انه شهد ليلة القدر ويكتب له من الاجر بحسب نيته واجتهاده وتوفيق الله له. فليلة القدر لها ميزة لانه شرع لنا فيها الاجتهاد في العبادة والدعاء والذكر الريهة بخلاف ليلة الاسراء فهذه لم يطلب منا ان نتحراها ولا ان نخصها بشيء من العبادات وبهذا يظهر ان هؤلاء الذين يحتفلون بليلة الاسم والمعراج انه مبتدعة جاءوا بما لم يشرعه الله ولم يشرعه رسوله صلى الله عليه وسلم. الم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يحتفل كل سنة بمرور ليلة من الليالي يقول ان هذه هي ليلة الاسراء وليلة المعراج كما كان يفعله هؤلاء المخرفون المبتدعة الذين اتخذوا دينهم طقوسا ومناسبة لكن بدعية وتركوا السنن وتركوا الشرائع الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا مما يجب الانتباه له وبيانه للناس ان الله شرع لنا الاجتهاد في ليلة القدر وتحريها والتقرب اليه فيها كل سنة بخلاف ليلة الاسراء والمعراج فلم يشرع لنا فيها ان نراها ولا ان نخصها بشيء وايضا هي لم تبين لنا في اي شهر او في اي ليلة بخلاف ليلة القدر فانها في رمضان بلا شك والله تعالى اعلم اللهم صلي وسلم على نبينا محمد بارك الله فيكم وجزاكم الله عنا كل خير