الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول احسن الله اليك. ما هو العلم الذي لا يسع المسلم جهله؟ وكيف يجعل الله للعلم الذي يتعلمه قبول الحمد لله رب العالمين وبعد. المتقرر عند العلماء ان كل علم تتوقف عليه صحة العقائد والشرائع فهو من العلم الواجب الذي لا يسع الانسان ان يجهل شيئا منه. كالعلم بكيفية الصلاة وشروطها واركانها وواجباتها ومبطلاتها. فان هذا علم من العلم الفرظ الذي لا ينبغي للانسان ان تشغله الدنيا عن طلبه. لانه علم لا تصح الصلاة الا به والمتقرر عند العلماء ان ما لا يتم الواجب الذي هو صحة الصلاة الا به اي بهذا العلم فهو اي العلم واجب. فطريق الواجب واجب ووسيلة الواجب واجبة. وكالعلم بصفة الحج. فانه ايضا من العلم الواجب وكالعلم الذي يتعلق بالعقائد من الايمان بالله وما يتعلق بذلك والايمان بالملائكة الايمان بالرسل والايمان باليوم الاخر وبالقدر خيره وشره. وجميع ما يتعلق بذلك كل ذلك من العلم الواجب لانه تتوقف عليه صحة العقيدة. فاي علم تتوقف عليه صحة العقيدة فانه من العلم الفرظ واي علم تتوقف عليه صحة الشريعة اي العبادات او ما يحتاج اليه من المعاملات فانه يعتبر من العلم بالواجب هذا هو ضابط العلم الواجب وما زاد على ذلك فهو من فروظ الكفايات بالنظر الى عموم الامة ومن السنن بالنظر الى الافراد على على اختلاف قدراتهم العقلية والنفسية واستعداداتهم الفطرية واما شق السؤال الثاني كيف يبارك الله عز وجل في علمه ويفتح له صدور الناس ويرزقني القبول فاقول ذلك مبني على مقدمتين اثنتين. المقدمة الاولى ان الاخلاص لله عز وجل فان العلم الذي بناه صاحبه على الاخلاص والتعليم الذي يبنيه صاحبه على الاخلاص يفتح الله عز وجل له ابواب القبول وتنشرح له الصدور ويكتب الله عز وجل له البقاء. واما العلم والتعليم المبنيان على الرياء والتسميع فان صدور العالمين تقفل امامها. فلا يكتب الله لصاحبها لا قبولا في الارض ولا قبولا في السماء. فاذا مبنى على الاخلاص وفقك الله. فكلما كان طالب العلم والعالم اخلص لله عز وجل كلما كانت صدور العالمين اشرح لما يقرب ويؤلفه ويرجحه ويقوله ويعلمه والمقدمة الثانية صحة العلم واتفاقه مع الكتاب والسنة. فان الصدور لا تنشرح الا للحق. والعقول لا تنقاد الا للحق الحق هو ما وافق الكتاب والسنة. فمن وفقه الله عز وجل في تعلمه للاخلاص. وكان علمه مبنيا على الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح فهذا هو من سيكتب لعلمه القبول وانشراح الصدور والبقاء باذن الله عز وجل. الا ترى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وهو مثال قريب من زماننا فان الشيخ قد وافق في علمه وتأصيلاته ومؤلفاته وتقريراته وكتاباته منهج الكتاب والسنة على فهم بسلف الامة ومع ذلك نحسبه والله حسيبه انه صاحب قلب مخلص. فكتب الله عز وجل لدعوته القبول. فقد مر على موته قرابة الثلاثمائة سنة الى الان والناس لا تزال تتفيأ ظلال مؤلفاته الصغيرة والكبيرة. ولا يزال الناس يدرسونها في مشارق الارض ومغاربها. وقبله من العلماء كثير وبعده من العلماء كثير فمن اراد ان يكتب القبول لعلمه ولمؤلفاته فعليه بالاخلاص وبتصحيح العلم على منهج الكتاب والسنة وفهم سلف امة والله اعلم