الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول ما ودور العقل في الشريعة او في الحكم هل نهمله تماما ام نعتمد عليه بالكامل؟ ام له دور في مسائل دون مسائل؟ ومن الذي يحدد هذه مسائل. الحمد لله رب العالمين. المتقرر عند اهل السنة والجماعة في مسألة العقل انه تابع للنقل ووسيلة لفهمه. هذا هو دور العقل عند اهل السنة والجماعة فالعقل غريزة ركزها ركزها الله عز وجل في عقول بني ادم حتى تعينهم على فهم مراد الله عز وجل جل في وحيه. فالعقل وسيلة لفهم النقل. فلا يجوز تعطيل هذا العقل مطلقا كما فعله الاشاعرة في مسألة الحكمة والتعليل. ولا يجوز ان نرفع العقل على عن دائرته التي خلقه الله عز وجل لها فنعظمه حتى نجعله الها متبوعا وحاكما مطاعا. كما فعله المعتزلة وانما يجب علينا ان ننزل العقل منزلته التي انزله الله عز وجل فيها. وهي ان العقل وسيلة لفهم النقل. ولكن اننا نرى ان الناس قد انقسموا الى من عطل العقل تعقيلا كاملا واهمله ولم يستفد منه وقابلهم طائفة عظموا العقل حتى جعلوه الها فجعلوا النقل تابعا للعقل. فما توافق مع العقل من النقول اخذوا به وما عارض العقل من النقول ردوه واتهموه. فلا الاولون اصابوا ولا الاخرون اصابوا وانما الحق هو الوسط وهو مذهب اهل السنة والجماعة وهي ان العقل وسيلة لفهم النقل. وهي من اعظم وسائل فهم النقل بل ان الشرعية منوطة بهذا العقل فمن لا عقل له فلا تكليف عليه. لقول النبي صلى الله عليه وسلم رفع القلم عن ثلاثة وذكر منهم وعن المجنون حتى يعقل فيجب في مسألة العقل ان نحذر من عدة امور حذر منها اهل السنة والجماعة التحذير بليغة في مؤلفاتهم المحذور الاول من محاذير العقل اقحامه في مسائل الغيب. فان العقل اضعف من ان يستكشف ما وراء الغيب مما اخفاه الله عز وجل عنا. والقاعدة المتقررة في هذا المحذور تقول لا مدخل للعقول في ابواب الغيب. وقد ظل قوم فاقحموا عقولهم في ابواب الغيب فتاهوا وجاؤوا بالعقائد الكفرية البعيدة عن الحق والهدى. فهل مثلت الممثلة صفات الله عز وجل بصفات خلقه الا بسبب اقحام عقولهم في ابواب الغيب. وهل عطل المعطلة صفات الله عز وجل بسبب اقحام عقولهم في باب الغيب. وهل انكر عالم وهل انكرت الفلاسفة عالم الملائكة والشياطين الا بسبب اقحام عقولهم في ابواب الغيب وهل انكرت الساعة وقيام الناس من قبورهم؟ وسؤال القبور ونعيمها وجحيمها والجنة والنار وعروسات يوم القيامة ومواقف يوم يوم الصاخة الا بسبب اقحام العقول في ابواب الغيب فلا يجوز ان يكلف الانسان عقله بان يستكشف ما وراء الغيب. فان الله لما خلق العقل جعل له حدودا وقدرات وطاقات. لا يزال تفكير العقل سليما ما دام في حدوده وطاقاته لكن متى ما اخرجه العبد عن دائرة حدوده وطاقاته وقدراته الى ابواب اخرى لا يطيقها العقل فانه لن يرجع الا بالتيه والحيرة والظنون الكاذبة والشكوك والاوهام والخيالات الشيطانية. المحذور الثاني محظور تقديم العقول على النقول. ولذلك فقد اجمع اهل السنة والجماعة على ان النقل الصحيح لا يمكن ابدا ان يتعارض مع العقل الصريح. وقد الف ابن تيمية في ذلك مؤلفا حافلا سماه درء تعارض العقل والنقل. وان سلمنا جدلا وتنزلا ان العقل قد يتعارض مع ان النقل قد يتعارض مع العقل فان الواجب عند وجود شيء من هذا تعارضي ان نقدم النقول على العقول. لان النقول معصومة لانها من عند حكيم حميد. لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها. واما العقول فانها ليست بمعصومة. وما كان معصوما فهو مقدم على ما ليس بمعصوم. وما لا يتطرق اليه الخطأ مقدم على ما يتطرق اليه الخطأ وقد ظل كثير من الطوائف بسبب تقديم عقولهم على النقول. بل يجعلون عقولهم حاكمة على النقل فما وافق عقولهم منها اخذوه وقبلوه. وما تعارض مع عقولهم منها ردوه واتهموه المحظور الثالث. من محاذير العقل ان يجعل مصدرا من مصادر التشريع. كما فعله الفلاسفة واتباعهم من بعض الطوائف التي تنتسب الاسلام. فهؤلاء ينسفون شريعة الله عز وجل الثابتة بالكتاب والسنة ويقبلون على عقولهم فيشرعون هنا بعقولهم واهوائهم وشهواتهم وامزجتهم. ولذلك فالمتقرر في قواعد اهل السنة ان العقل وسيلة لفهم الشرع لا حاكما على الشرع. ولا مصدرا من مصادر الشرع اصلا فاذا تبين لك ذلك علمت حينئذ مذهب اهل السنة والجماعة في مسألة في العقل فلم ينزلوه عن مرتبته التي خلقه الله عز وجل لها ولم يرفعوه الى مرتبة والامارة والتشريع بل جعلوه في منزلته التي ارادها الله منه لما خلقه وهي انه وسيلة لفهم لفهم النقل. ولذلك يخاطب الله عز وجل هذه العقول ويذم من لا يعقل. قال الله عز وجل في ايات كثيرة افلا تعقلون؟ افلا يعقلون وقال الله عز وجل افلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها. اي يفهمون عن الله عز وجل ما يريده من هذه والايات وقال الله عز وجل ان في ذلك لذكرى. لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد. وقال الله عز وجل عن اهل النار وقالوا لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير. فالذي يعطل عقله مطلقا او الذي يرفع العقل الى دائرة التشريع والحاكمين فقد ضل ضلالا مبينا. فاذا قيل لك ما وظيفة العقل؟ قل ان وظيفة العقل فهم النقل ومعرفة الله عز وجل باياته الكونية والشرعية والله اعلم