اصل مشروعية الاضاحي ما قص الله جل وعلا علينا من خبر ابراهيم عليه السلام مع ابنه. حيث قال جل وعلا فلما بلغ معه الساية قال يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك. فانظر ماذا ترى؟ قال يا ابتي افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين. الى ان قال جل وعلا فلما اسلم وتله للجبين وناديناه ويا إبراهيم قد صدقت الرؤيا انا كذلك نجزي المحسنين وفديناه بذبح عظيم. ففدي اسماعيل عليه السلام كلام بكبش امر الله جل وعلا ابراهيم ان يذبحه بدل ذبح نفس اسماعيل. وابراهيم عليه السلام امام الموحدين وامام الحنفاء. واسماعيل عليه السلام كذلك امام الموحدين وامام حنفاء واب للعرب وابراهيم اب للعرب ولغيرهم. فدل هذا على ان هذه السنة مضت بفعل ابراهيم عليه السلام حيث ان اصل الذبح كان فداء اسماعيل عليه السلام من الذبح ولهذا قال ابن القيم رحمه الله وغيره من اهل العلم ان اصل مشروعية في الاضاحي والهدي ان اصل مشروعيته هو فداء النفس والمقصود من ذلك المنة بما عوض الله جل وعلا ابراهيم عليه السلام عن ذبح ولده وقرة عينه بذبح الكبش و ما اختص الله جل وعلا اسماعيل ايضا به من الامتنان والفضل. والنبي عليه الصلاة والسلام كان يضحي فضحى عليه الصلاة والسلام حضرا وسفرا. وكان عليه الصلاة والسلام يعظم ذلك ويحث عليه حتى كان عليه الصلاة والسلام يضحي بكبش او بكبشين. في المدينة وفي غيرها وفي مكة. بل ضحى في مكة واهدى لما حج عليه الصلاة والسلام ضحى واهدى ايضا فجمع بين هذه وهذه وقال ابن القيم وغيره من اهل العلم ان سنة الاضاحي والتقرب الى الله جل وعلا بالدم موجودة بين اكثر اهل الملل. بل قال كل اهل الملل لانها من سنن المرسلين القديمة التي امر الله جل وعلا انبيائه بها