الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم فان قلت وما حكمة الذود العام؟ مع ان من باب الاكرام ان تكرم غيرك بما يسره الله عز وجل لك من الخيرات والنعيم فانه لو جاء احد من امة اخرى او بلاد اخرى واستضافك واستضافك فان الشريعة تحبذ لك استضافته بل اوجبت عليك استضافته فهؤلاء الامم يخرجون عطاشى كامتنا. فاذا جاؤوا الى حوض نبينا صلى الله عليه وسلم. فلم يذادون مع شدة حاجتهم وعظم خير هذه الامة وكثرة الماء. فما حكمة من فما الحكمة من الذود العام؟ الذود الخاص معروف الحكمة منه وهي ذو عقوبة ونكال جزاء وفاقا. كما انهم لم يشربوا من حوض رسول الله وسلم من متابعته فلن يشربوا من حوض ماء يوم القيامة لن يشرب من حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسي الا من شرب من حوضه المعنوي وهي متابعته صلى الله واله وسلم ولكن ما الحكمة من الذود العام؟ لماذا لا يمكن افراد اولئك الامم؟ اولئك الامم من الشرب. والخير كثير والنعمة مغدقة لقد بحث العلماء رحمهم الله تعالى في الحكمة من ذلك فقالوا هناك حكمتان الحكمة الاولى انهم يذادون من باب تعظيم انبيائهم. اذ ان لكل نبي حوض اذ ان لكل نبي حوضا فيذاد هؤلاء حتى يرجعوا الى انبيائهم من باب احترام مقام النبوة حتى لا يخلو وحوظ نبي من وارد انتم معي في هذا؟ حتى لا يخلو حوض نبي من وارد. كما لو اننا وضعنا موائد متتابعة كل مائدة لبني فلان. فاكثر الناس المجيء لمائدة دون الموائد الاخرى فصار صاحب يقول لهم اذهبوا الى تلك الموائد. ليس هذا من باب بخله وشحه او قلة كرمه. وانما من باب احترام اصحاب الموائد الاخرى الا الناس على مائدته فتنكسر خواطر اخوانه من المسلمين فهمتم هذا؟ مثال واضح؟ فاذا من باب اظهار فضل الانبياء ومن باب احترامه صلى الله عليه وسلم وتقديره ورفعة شأنه اخوانه من الانبياء لا يرضى احد من اممهم من افراد اممهم ان يشرب من حوضه حتى لا يكتفي بالشرب من حوض من حوض اخيه النبي فيبقى بعض احواض الانبياء او بعض حياض الانبياء لا وارد لا وارد لها والحكمة الثانية اظهار فضل هذه الامة وانه ليس المقصود حرمان البقية وانما من باب اظهار شرف هذه الامة وفضلها وذلك كمن يصنع وليمة منقسمة الى قسمين. اما الوليمة التي في المقدمة فانه يخص بها من القوم والامرا والوجها والعلما. فلو ان احدا جلس في مكانهم ماذا يقول له؟ اذهب عن هذا المكان. عندك الولائم الاخرى من باب اظهار فضل هؤلاء وشرفهم واحترامهم وتقديرهم وبيان منزلتهم وهذا ليس قطعا للكرم وليس بخلا ولا شحا فاذا لا نفهم من منع النبي صلى الله عليه وسلم والملائكة افراد الامم الاخرى من الشرب فهما لا يليق بمقام النبي عليه الصلاة والسلام ولا بمقام الملائكة ولا بمقام الامة. فاذا صار الذود العام حكمته بيان فضلين. اما بيان فضل الانبياء واحترام فظيلتهم التي اختصهم الله بها واما لبيان شرف وفضل وعلو هذه الامة فتختص افضل الامم بافضل الاحوال فتختص افضل الامم بافضل الاحواض واكملها واشرفها وارفعها كما قال صلى الله عليه وسلم في صفوف الصلاة قال ليلني منكم اولو الاحلام والنهى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم فاظهار فظل الانسان وتخصيصه بشيء من الاكرام دون غيره ليس هذا من باب التفريق المنهي عنه شرعا هذا شيء جاءت به الشريعة. بل حتى في الكلام لا ينبغي للمفضول ان يجلس مجلس الفاضل ولا ينبغي للمفضول ان يتكلم بين يدي الفاضل كما في حديث محيصة في قصة في قصة القسامة قال فذهب محيصة ليتكلم فقال له النبي صلى الله وسلم كبر كبر يريد السن. قال فتكلم حويصا ثم تكلم محيصة. اذا اظهار فظل صاحب الفضل سواء في حفظ مكانه ومكانته او تقديمه في الاطعام وتخصيصه بمكان على المائدة. كل ذلك لا حرج ولا بأس فيه من باب محافظة المحافظة على مكانته ومنزلته. ان تنازل هو وطابت نفسه وسمحت فله ذلك. لكن نحن ان نحفظ له مقامه ونحفظ له منزلته