الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول ما الحكم اذا تعارض تدريسي في الحلقة مع طلبي للعلم؟ الحمد لله وبعد المتقرر عند العلماء انه اذا تعارض عبادتان قدما افضلهما واعلاهما مصلحة. لان قرر عند العلماء ان الشريعة جاءت بتحقيق المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها. والمتقرر عند العلماء انه اذا تعارض مصلحتان رعي اعلاهما بتفويت ادناهما وتعليمك للقرآن في حلقات المساجد لا جرم انه مصلحة عظيمة. وطلبك للعلم الشرعي ايضا انه مصلحة عظيمة. فاذا لم تستطع ان تستجمع بين هذين بين هاتين المصلحتين. فانك تقدم اعظمهما والذي ارى والله اعلى واعلم انه لابد ان نفصل بين العلم الذي يجب طلبه والعلم الذي يسن طلبه. فالعلم لا يكون طلبه واجبا الا اذا كان في حدود ما يتعلق به صحة العقائد والعبادات والشرائع فاذا كنت جاهلا بامور العقيدة التي يجب عليك تصحيحها وجاهلا بامور التعبدات والشرائع التي اطلب منك فعلها على الوجه الصحيح فلا يجوز لك يا اخي الكريم ان تعارض طلب العلم في الامر الواجب عليك تعلمه بتدريس الناس للقرآن لان تدريسك للناس في هذه الحالة يعتبر نافلة وطلبك للعلم الذي يجب عليك طلبه شرعا يعتبر واجبا. واذا تعارض الواجب مع الامر المندوب فان المتقرر عند العلماء تقديم الواجب واما اذا كنت عارفا بالعقيدة الصحيحة وعارفا بما يجب عليك تصحيحه من العقائد من العبادات والشرائع وانما تريد ان تستزيد من العلم والتعلم في الامور المندوبة. فيكون العلم في فيكون التعلم في حقك في هذه الحالة نافلة وليس بواجب. وكذلك يكون تعليمك للقرآن نافلة وليس بواجب. فيكون في هذه الحالة قد تعارض في حقك سنتان ونافلتان. غير الحالة الاولى كما بينت لك فتعليمك للناس سنة وتعلمك على يد العلماء العلم المستحب المسنون سنة وانا اقدم في هذه الحالة بقاءك مدرسا في حلقات القرآن. فان قلت ولم؟ اقول لان بقاءك مدرسا فيه مصلحة متعدية. ففي صحيح الامام البخاري من حديث عثمان قال النبي صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه. فمصلحة بقائك مدرسا متعديا منك الى غيرك. واما مصلحة تعلم فتعتبر من المصالح القاصرة عليك انت والمتقرر عند العلماء انه اذا تعارض مصلحتان احداهما متعدية والاخرى قاصرة فان نقدم المصالح المتعدية على المصالح القاصرة. ولعل الجواب قد اتضح لك. ولا يمكن ان تفهم ما اقوله الا اذا فرقت بين العلم الذي يجب على الانسان طلبه والعلم الذي يسن للانسان طلبه. فاذا تعارض تدريسك في هذه الحلقة مع طلب العلم الذي يجب عليك طلبه فقدم العلم الواجب. واذا تعارض تدريسك مع العلم الذي يسن لك طلبه تدريس القرآن والله اعلم